كثر الضجيج إبان مسار التشكيل حول أسماء الوزاراء و هيكلة الحكومة و أعضاءها و نصيب كل حزب و نصيب القصر و تدخلات المستشارين و تجاذبات القادة و الزعماء الحزبيين و صراعهم حول إقتسام الكعكة، و في الأخير تمخض الشهر و نيف حكومة الشراكة بين العدالة و القصر و زملاء الأغلبية.
بعد طول إنتظار ظهرت حكومتنا العتيدة، كما يحلو للبنانيين وصف حكومتهم، لنصفها أيضا بالعتيدة ففيها أعضاء لازموا الوزارة منذ الثمانينات من القرن الماضي، و يحق أيضا أن نصفها بأنها حكومة أقلية، لا أقلية برلمانية، بل لأن الكتلة الفائزة حصلت فقط على 11 وزارة من 31 وزارة، بينما حصل الإستقلال على 6 حقائب و 4 لكل من التقدم و الحركة، 5 حقائب أسندت لوزار خارج الأغلبية و للقصر و اعتبرت وزارات سيادة.
لا يمكن لنا الحكم على هذه التشكيلة دون أن نرى عملها و نفسح لها المجال لذلك، يحق لنا أن نضع ملاحظات و تصورات أولية مستخلصة من طبيعة التحضير و التشكيل و شخصية المعينين.
هي حكومة تضم أوجها جديدة، شخصيات وازنة وذات كفاءات علمية و عملية ، إلى جانب ذلك تضم وجوها قديمة جديدة كانت لها تجربة في العمل الحكومي كبن عبد الله و أوزين و نزار و معزوز و آخرين، شخصيات قد تثير الجدل حول طبيعة تنصيبها أو اختيارها.
نعم، لقد كان القصر الشريك الأقوى في طرح وزراءه و في منع آخرين و الأهم في منع العداليين من وزارة مهمة و هي المالية و التي كان بنكيران يقول أنها لهم فإذا بها لغيرهم، وإلى جانب المالية الداخلية التي أسندت للعنصر مع خبرته القليلة فهو ليس برجل أمن و لا دول و لا قانون و لعل هذا ما فسر تنصيب الشرقي الضريس ليكون الوزير الفعلي لهذه الوزارة، أيضا يمكن ذكر بقاء وزير الأوقاف الذي كانت عليه اعتراضات و حملات صحافية لتدبيره السيء لملف الأوقاف آخرها خروج الأئمة للتظاهر أمام البرلمان. اخنوش االظاهرة الذي خلع رداءه الحزبي كما فعلها في سالف الأيام و تنازل عن مقعده البرلماني، ببساطة، يراد له البقاء في الحكومة.
الملفت أيضا، تنصيب الرميد على رأس العدل، و ماراج في الصحف عن تحفظ القصر ثم قبوله بعد تمسك أمانة الحزب به، تحسب النقطة للعدالة، هي إشارة قوية على أن للحزب خطوط حمراء و مصداقية يريد تكريسها و لو على مراحل، وهي سياسته منذ أن دخل اللعبة السياسية و تدرج فيها حسب أولويات كل مرحلة.
بالنسبة لباقي الوزراء و لأنها حكومة عرجاء كما أسلفت الوصف، فخمسة وزراء من وزارء أحزاب التكملة هم إما أصهار أو أبناء زعماء و أعيان أحزاب ، يظل حزب الإستقلال الرائد في نوعية الاستوزار هاته.
لا وجود للنساء غير واحدة على عكس باقي الحكومات السابقة، كانت كجمولة منت ابي تنتظر مقعدها، غير أنها لفظت، كما لفط حمدي الصغير، لا مكان للصحراويين، ليس هذا لا مكان لمن عليه اعتراض أو لا يملك كفاءة، و بذكر الكفاءة يشهد للوزراء الحاليين درجاتهم العلمية و حسن ثقافتهم.
على هذا الأساس و لأنها تشكلت و رغم كل الانتقادات الجاهزة لربما وأو التي أسست على مقدمات من بينها كيفية التشكيل و خلفية بعض الوزراء، إلا أننا نأمل أن يأخذ بنكيران و طاقمه زمام المبادرة و أن ينجح في مسيرته و في تجربته، فالشعب يريد حلا لمشاكله الإقتصادية والإجتماعية، و أي خطوات إيجابية في هذا الأساس ستقوي جانب الحزب و تجعله قادر على المناورة و فرض أجندته على القصر و على باقي الشركاء، و للحديث بقية.
التعليقات (0)