المتأمل إلي طبيعة الحدود السودانية الاثيوبية يجدها لا تختلف كثيرا عن بقية الحدود في قارة أفريقيا ، أي ان الدول الأفريقية لم تكن متاحة أمامها الخيارات لترسيم حدودها وان كان الاستثناء هنا ان إثيوبيا كانت طرفا في ترسيم حدودها مع السودان وبقية دول جوارها.
والسودان باراضية الشاسعة وموارده الكبيرة الغير مستغلة جيدا واتساع حدوده مع تسع دول تعاني من الأزمات السكانية والفجوات الغذائية والنزاعات المسلحة كان كل هذا مصدرا للقلق في السودان لذلك نجمت أزمات حدودية كثيرة مع كل دول الجوار السوداني فمع مصر برزت أزمة حلايب ومع أفريقيا الوسطي مشكلة أم دافوق ومع ليبيا أزمة مثلث ثار ومع كينيا أزمة مثلث أليمي ومع إثيوبيا أزمة الاراض الزراعية في الفشقة وكل هذه الأزمات لم تجد الحلول الناجعة بل ظلت مشاكل تورث للأنظمة المتعاقبة تنفجر بين الحين والأخر حسب طبيعة النظام في الخرطوم.
لذلك عندما خططت الحدود السودانية الإثيوبية كانت الأطماع الإثيوبية في إن تضم لها أراضي حسب الرغبة التوسعية فابتلعت إقليم بني شنقول في مقابل ضمان حق التنجيم للشركات البريطانية وضمت لها مدينة المتمة لادعاءات عاطفية تتعلق بالملك جون الذي قتل علي أرضها ورغبتها الدينية في عدم ترك مجموعة قليلة من الأحباش الذين يقطنون مدينة المتمة .
فالحدود فيها تداخل سكاني كبير ذلك مردة ان الترسيم كان حسب الخطوط الفلكية علي الخرائط وكان حسب أهواء وقوة المتفاوضين الذين لم يضعوا أي اعتبارات للأرض أو السكان او مصلحة السودان في الترسيم ونلاحظ علي الشريط الحدودي السوداني الإثيوبي الأتي.
1. تمتد الحدود السودانية الاثيوبية بطول 1605 كيلو متر وتمتاز الأراضي علي الحدود بأنها نهاية لحافة الهضبة الاثيوبية وبداية للسهول السودانية
2. الحدود السودانية الاثيوبية خطا طبيعيا يفصل بين سكان المرتفعات الإثيوبيين وسكان السهول السودانيين وغالبا ما تكون هناك علاقات تبادل بين فئتي السكان علي الشريط الحدودي بل ان القبائل متداخلة فيما بينها وتنشط بينهم التجارة الحدودية وعلاقات التبادل ،
3. يلاحظ ان المدن الكبرى تبعد عن الشريط الحدودي وعلي الرغم من الكثافة السكانية ، باستثناء الكرمك وقيسان والقلابات وبقية من القرى الصغيرة
4. الحروبات والنزاعات المسلحة عملت علي تهجير العديد من السكان ، وبذلك يمكننا القول ان الشريط الحدودي ضم العديد من الجماعات المسلحة إلي أثرت سلبا علي الوضع الأمني والاقتصادي
5. لم ينل الشريط الحدودي أي حظا من التنمية والاهتمام من قبل الدولتين ،ومرد ذلك تردي الوضع الأمني والتجاذب السياسي بين السودان إثيوبيا بعد نيل السودان استقراره إذ ظلت العلاقات تتأرجح بين القطيعة والنزاع والتعاون المشترك.
التعليقات (0)