مواضيع اليوم

ملاحظات على هامش الثورة

ماءالعينين بوية

2011-02-11 22:45:05

0

هي الثورة مرحبا بها أينما حلت و ارتحلت في مضاربنا، مرحبا بها في تونس، و مرحبا بها في مصر، و مرحبا بها في القادم من البلدان العربية، إنها لحظة تاريخية تسجل بماء من ذهب، إنها عودة الثقة في شعوب طالما اتهمت بالخنوع و  الاستكانة، غير أن مصر و قبلها تونس أبت إلا أن تنتفض على هذا الواقع المرير، ثورة جماهيرية  بأيادي محلية  زرعت الفرحة في كل  بيت عربي، فهنيئا لمصر و لكل العرب بالنصر العظيم.

على مدى ثلاث أسابيع تقريبا، و الثورة المصرية تنسج أحداثها في ميدان التحرير و باقي المدن المصرية، متابعة رسمية و شعبية لأحداث تتلاحق، نظام يصارع من أجل البقاء، و شعب  يكابد من أجل النصر، و كان له ذلك بشكل مبهر، لقد كان يوم الجمعة و ما يحمله من دلالات يوما خالدا للمصريين و العرب أجمعين، منذ الصباح الباكر و بعد أن بزغ فجر ها اليوم الميمون حاملا مع تداعيات و سخط الشارع على  خطاب مبارك الباهت و الذي قوبل برفض تام من طرف الجماهير المتعطشة لسماع خبر الرحيل، الكل ينتظر بشغف ما سيقع في جمعة التحدي، خطب الجمعة من  الميدان و مسجد القائد إبراهيم ومن الدوحة كانت خطبا حماسية لشحذ الهمم من أجل المعركة الفاصلة، الجزيرة ساهمت بدور فاعل في أن توصل هاته الخطب للجماهير خارج مصر و داخلها، انتقلت الجموع نحو القصور الرئاسية و  مقر التلفزيون في خطوات تصعيدية، فالتظاهر في الميدان أصبح أمر لا يخيف السلطات التي تريد أن تحوله من ساحة للثورة  إلى ساحة هاد بارك مصرية، قناة العربية تحدثت عن تراجع لوائل غنيم  و دعوته للتأني و قبوله بوعود النظام بعد خطاب التفويض، الجزيرة كذبت الخبر باتصال غنيم بها، هذا مشهد بسيط لصراع يدور على الأرض و في سماء الإعلام، قنوات أخرى دخلت حلبة المنافسة فرانس 24 و الحرة وقناة BBC  العربية، في حين كان التلفزيون المصري و توابعه في واد غير ذي زرع.

على الواقع، و بعد أن تفاقم الوضع و تحول الأمر من مجرد مظاهرات مليونية مألوفة إلى عصيان مدني ( شلل تام في القطاعات الحيوية، و إضرابات عمالية...)، أمور فرضت على الجيش أن يرمي بورقة مبارك و سليمان بعيدا ليتدخل حاسما المعركة، فكان  خطاب سليمان الأخير بتنحي الرئيس، ثم جاء بيان الجيش الثالث ليختم القصة و ينهي حكاية عناد الرئيس محمد حسني مبارك بخروج شقي.  

 و نحن نشاهد و نتتبع الأحداث المتلاحقة و تحليلات السياسيين و ذو الاختصاصات،  تبادرت ملاحظات عديدة، فالثورة حملت في طياتها كنزا من  العبر و الاستنتاجات التي يصعب على الشخص  العادي حصرها ، لكن لا غضاضة في أن نبحر في يم لسنا من أهله، فنتطفل و نقول أن:

  • على الأنظمة في محور الاعتدال العربي أن تعي أن صداقة أمريكا لها و دعمها ليس بالصادق، و لهم العبرة في مبارك.
  • ما يسمى بالمعارضة التقليدية فوجئت كما فوجئ النظام بسرعة تطو ر الثورة، و لولا تمسك الشباب و المحتجين لكانت طاولة الحوار بين الجانبين قد أجهضت فرحة الشارع العربي بثورة مصر البيضاء.
  • الثورتان كانتا مهدا لظهور إعلام شعبي تجاوز الإعلام الرسمي و الأكاديمي، إعلام الهواتف لم تسطع معه سلطات مصر و لا تونس سبيلا ليكون نافذة القنوات الممنوعة في إيصال الحقيقة.
  • الشباب تخطى الأنظمة و وسائلها التقليدية في القمع و تكميه الأفواه و حجب الحقائق، الثورة المعلوماتية و التطور التكنولوجي ساهم في نجاح الثورة المصرية و التونسية.
  • البيان القطري بشأن تنحية الرئيس المصري الذي حمل ديباجة أولها آية قرآنية، ظننت أن البيان لجماعة الإخوان أو اتحاد العلماء فإذا به من الديوان القطري، هل هي فرحة بزوال عدو.
  • الأنظمة الأمنية أثبتت فشلها و هوان أمرها، بدليل السقوط السريع للنظام التونسي  و كذا جهاز الداخلية المصري و شرطته.
  • فرحة الشارع العربي بالثورة المصرية، دليل على المكانة التي تحتلها مصر في قلوب العرب
  • بعض الحكومات العربية سارعت لإعلان دعمها للحكومة المصرية، بل و ضغطت على الولايات المتحدة من أجل ثنيها عن مواقفها الضاغطة على الرئيس المصري، دول الاعتدال ترى في سقوط مبارك، هزيمة كبرى لها لأنه ببساطة عرابها لدى إسرائيل.
  • الدعم المالي الذي هدد به العاهل عبد الله أمريكا كبديل في حالة وقف مساعداتها، لم يكن لمصر و شعبها بل للنظام المصري.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات