مقاومة الكتائب العنيفة ترجع الى تمكنها خلال الاسبوعين الماضيين من تجمعها من كل الجبهات في بني وليد وسبها وسرت بعد هروب فلولها بدون قيادة تائهة في الصحراء من هول المفاجأت بعد الإحتلال السريع لطرابلس . وكان من الممكن تعقبها بعد إحتلال طرابلس والقضاء عليها في أيام معدودة ولكن المهلة التي أعطيت لهذه المدن لأحتلالها سلميا لحقن الدماء ساعدت الكتائب على التجمع والتحصن والتسلح وحصار سكانها وستكلف الثوارضحايا تزيد بكثير عن الضحايا التي قد تنتج لو أمكن تعقبها بسرعة بعد سقوط طرابلس . ولهذا فان الأسراع بالتحرير فيه ضمان لعدم عودة القذافي إلى المدن المحررة فلا زال لديه انصار ووسائل التلاعب والألتفاف .
لا معلومات متوفرة لدى الشعب لمعرفة ما يجري في البلاد . فمثلا نسمع عن إلقاء القبض على بعض العناصر من مسئولي النظام السابق ولكننا لا نعرف تفاصيل من تم القبض عليهم والقائمة للمطلوب إعتقالهم وأخرى للمطلوب محاكمتهم فالثورة ليست مجرد تغيير في جهاز نظام القذافي وإنما هي إسقاط لنظام القذافي وإنشاء نظام جديد . وهل تم تعيين نائب عام تابع للمجلس الأنتقالي لأصدار أوامره بالقبض على كل من هو خطر على الثورة وخاصة من رؤساء وأعضاء اللجان الشعبية والمؤتمرات الشعبية وكل رؤساء وأعضاء اللجان الثورية وضباط الجيش والشرطة. وحتى يتمكن النائب العام من الطلب من البوليس الدولي( الأنتربول ) القبض على الهاربين إلى الجزائر والنيجر وباقي دول العالم . وهل في نية المجلس الانتقالي تقديم المتهمين ألى المحاكم العادية بعد تطهيرها وتعيين قضاء معروف لهم بالعدل والنزاهة أو أن المجلس الأنتقالي يفكر في إنشاء محاكم خاصة لثورة 17 فبراير. هذه الأجراءات لا تحتمل الأنتظار حتى تأليف الحكومة أو أنتهاء عملية تحرير البلاد الذي قد يأخذ وقتا طويلا . أن عدم إتخاذ أجراءات سريعة سيشجع الطابور الخامس على تحويل ليبيا ألى أفغانستان ثانية .
نظرا لأنتهاء مؤسسات الجيش والشرطة فعلى قادة ثوار المناطق التنسيق فيما بينهم وتأليف مجلس لهم برئاسة وزير الدفاع لتبادل المعلومات والأفكار وتقديم مقترحاتهم الى المجلس الأنتقالي لأنشاء الجيش والعناصر التي يجب أن يضمها وكذلك تطهير نظام الشرطة وتعيين المسئولين عن أمن المناطق والمدن فالوضع لا يحتمل الأنتظار . ودورقادة ثوار في شئون الامن هام جدا لانهم هم الذين يسيطرون على البلاد اليوم وأقدرالجهات على السيطرة على النظام بأشراف المجلس الأنتقالي الذي يجب أن تكون له الكلمة الأخيرة في أتخاذ القرارات التي يقترحها قادة ثوار المناطق .
الشعب يريد أن يعرف عن نشاط المجلس الأنتقالي والمجلس التنفيذي والحكومة المؤقتة القادمة وإجتماعاتهم الدورية وقراراتهم . كما إنه يجب على المسئول على الأعلام الأسراع لأستئناف البت الأذاعي الداخلي والدولي وأنشاء صحيفة رسمية للدولة لنشر القرارات والأعلانات الرسمية وأصدار قانون مؤقت للأعلام لتنظيم العمل لمن يرغب في إصدار صحف ووسائل إعلام خاصة . نحن في الخارج لا نعرف ما يحدث سوى ما تنشره الصحف الأجنبية وتديعه وسائل الاعلام الأجنبية التي لا تعطي صورة كاملة وصحيحة عما يحدث .
التعليقات (0)