مواضيع اليوم

ملاحظات حول خطاب الرئيس

فلسطين أولاً

2010-04-29 07:17:14

0

ملاحظات حول خطاب الرئيس


حماده فراعنة
بلغة سلسة واضحة يفهمها عامة الناس، لأن الرئيس أبو مازن من خلال مخاطبة أعضاء المجلس الثوري لحركة فتح في دورة انعقاده الثالثة، كان يستهدف مخاطبة شعبه، ليضعه في صورة التطورات السياسية الجارية وفي حصيلتها، ولكنه في نفس الوقت كان يضع مفاهيم ويحدد برامج ويرسي سياسات ويرسل رسائل للمعنيين، للفلسطينيين ولقادة الانقلاب وللإسرائيليين وللاميركيين، فالتداخل بائن ولكل موقعه ومكانته ودوره في هذا الصراع المكشوف منذ عشرات السنين.
وقد لخص أبو مازن الوضع مع الإسرائيليين بقوله:
ــ هل ستكون هناك عملية سلام جادة تفضي إلى رحيل الاحتلال عن الأرض الفلسطينية بجميع أشكاله العسكرية والاستيطانية وإنهاء الصراع ؟؟
أم اننا سنشهد انتكاسة جديدة لكل المساعي والجهود المبذولة المتكررة ؟؟.
ويجيب بنفسه على السؤال بقوله:
مع كل توجه إيجابي أظهرناه، كفلسطينيين وكعرب، كان التعنت والرفض الإسرائيلي يزداد غلواً وتطرفاً، من خلال المواقف التي تمسكت باستمرار الاستيطان على أوسع نطاق عبر ما يسمى تجزئة وقف الاستيطان واستثناء القدس من ذلك الوقف، الأمر الذي كشف مرة أخرى ولكن بشكل غير مسبوق للعالم بأسره، أن المشكلة تكمن في أن الموقف الإسرائيلي لا يسعى فقط إلى استمرار الاستيطان وتغيير معالم الأرض وابتلاع المزيد منها، ما يفقد المفاوضات مباشرة أو غير مباشرة جدواها، وإنما تسعى أيضاً إلى تعطيل هذه الفرصة، تحت ستار من الحجج والذرائع الواهية، بعضها يتعلق بالوضع الداخلي في إسرائيل، وبعضها الآخر ذو طابع فني وإداري، ولكن المحصلة في الموقف الإسرائيلي هو التمسك بالاحتلال والتوسع والتهويد، وصولاً الى تكريس وتعميم نظام فصل عنصري كامل، واستبدادي احتلالي شامل على الشعب الفلسطيني.
وحصيلة ذلك توجه إلى أربعة أطراف مركزية للحصول على أجوبة عاجلة ذات طابع مصيري واستراتيجي وهي:
أولاً: إلى حركة حماس من أجل التراجع عن الانقلاب وإنهاء الانقسام واستعادة الوحدةالوطنية الفلسطينية لمواجهة التحديات المشتركة.
ثانياً: أتوجه إلى حكومة إسرائيل وأدعوها إلى اتخاذ قرار مسؤول لا يحتمل اللبس والتأويل بوقف كل النشاطات الاستيطانية بشكل شامل في القدس وسائر الأرض المحتلة من أجل البدء في مفاوضات جدية حول جميع قضايا الوضع النهائي وبسقف زمني لا يتجاوز مدة عامين، وترعاها المجموعة الدولية واللجنة الرباعية وعبر الإشراف الأميركي المباشر وتتابعها عن كثب المجموعة العربية بكل ذلك من أهمية.
وبالتوازي مع ذلك أدعو إلى حوار سياسي مفتوح بين مختلف القوى والأحزاب والقيادات المسؤولة الإسرائيلية والفلسطينية، ولا نستثني أحداً من الزعماء الإسرائيليين، على أساس الالتزام بحل الدولتين ومن أجل تطبيقه على الأرض، لأن مسؤولية اتخاذ القرارات الصعبة يجب أن تكون مسؤولية الجميع ومسؤولية المجتمع بأسره في فلسطين وفي إسرائيل.
ثالثاً: أتوجه إلى الإدارة الأميركية وعلى رأسها الرئيس أوباما بالدعوة من أجل مواصلة المساعي التي تبذل لوقف الاستيطان وإطلاق المفاوضات الجادة، على الرغم من كل المعوقات والمصاعب.
رابعاً: أتوجه إلى الشعب الفلسطيني من أجل الحرص على الطابع السلمي المدني للمقاومة الشعبية التي يمارسها بشجاعة وتفان دفاعاً عن بيوته ومقدساته وعن أرض الآباء والأجداد الذين أفنوا أعمارهم لها، وكدحوا وبذلوا العرق والدم في سبيل حمايتها وصونها للأجيال المتعاقبة.
رؤية أبو مازن ثابتة لا يحيد عنها ولا يضعف بسبب الظروف لتغييرها، فهي حصيلة خبرته وتجربته، مثلما هي انعكاس للمعطيات الحسية الواقعة على الأرض وعلى الطاولة محلياً وعربياً ودولياً، فهو لا يخون شعبه ولا يضلله ويستمد مصداقيته من مواصلة هذه السياسة الشفافة في السر والعلن، أمام الجمهور وفي الظروف المغلقة، ولذلك لا يحترمه أصدقاؤه فقط، بل ويحظى باحترام خصومه واعدائه على السواء، لأنه واضح أكثر مما يجب.
قد لا يكون ما هو جديد لدى أبو مازن عند البعض، ولكن الجديد هو إعادة إنتاج ضرورة الحوار مع ممثلي المجتمع الإسرائيلي وأهمية اختراق المجتمع الإسرائيلي وإيجاد الشريك الإسرائيلي الذي يؤمن بحل الدولتين، وهو بذلك لا يكتفي بالمفاوضات مع الجانب الرسمي الإسرائيلي إن تحقق ذلك ولكنه يسعى إلى توسيع حجم تأثيره الفلسطيني على المجتمع الإسرائيلي ليصل إلى رجل الشارع ومؤسسات المجتمع وأصحاب حق الاقتراع في الصناديق ليكون تصويتهم وأوراقهم لمصلحة أولئك الذين يؤمنون بحل وتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس الدولتين المتجاورتين.
والشيء الجديد هو إعادة التأكيد والدعوة إلى المقاومة الشعبية المدنية ذات الطابع غير العنفي، بل ونبذ العنف والعمل المسلح في هذه المرحلة من أجل كسب المزيد من الأصدقاء لمصلحة عدالة وحقوق الشعب الفلسطيني، ومن أجل فرض العزلة والانحسار السياسي والأخلاقي على السياسة الإسرائيلية التي لا تقل سوءاً وأذى عن نظام الفصل العنصري البائد في جنوب افريقيا.
لقد وصل الرئيس إلى مرحلة الحصيلة الماثلة أمام الفلسطينيين والمؤيدة والمدعومة من قبل المجتمع الدولي وهي تحقيق التكامل الخلاق والفعال بين المقاومة الشعبية المدنية والسلمية وبين جهود السلطة الوطنية الممثلة بحكومة سلام فياض الائتلافية لمواصلة بناء المؤسسات الوطنية وتحقيق الأهداف السياسية في رحيل الاحتلال وزواله وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !