مواضيع اليوم

ملائكة الموت (حلقة7) منكـر ونكــير

مصعب المشرّف

2010-09-03 03:51:49

0

 

جلسة رمضانية
حلقة (7) ...

ملائكة الموت

الجزء الثالث والأخير

مُنْكـَرٌ ونَكِيــرٌ

ا

ملخص:
جرى في الجلسة رقم (6) الحديث عن وجود ملائكة غير عزرائيل عليه السلام مهنهم معالجة إخراج الروح من أظافر القدم وحتى القرقرة وهي اللحظة التي يظهر للمحتضر عزرائيل عليه السلام بالصورة التي يكون عليها عمله في الدنيا ومصيره في الآخرة من خير أو شر فيستلها كما تستل الشعرة البارزة الرأس من العجين ... وأنه عادة ما يظهر عزرائيل للكافر بصورة بشعة ويبشره بالنار فبخاف وتعود روحه لتتفرق من جديد في جسده فيمد إليها عزرائيل فيخرجها منه كما يخرج السفود من الصوف المبلل بالماء.
..................

منكر ونكير ..... وهما ملكان يتوليان سؤال الميت بعد موته ودفنه على أي نحو كان موقع أو طريقة هذا الدفن حتى لو كان في جوف تمساح أو أكياس بلاستيك.

أشهر الأحاديث النبوية الصِحَاح رصدا بين التابعين والأئمة فيما يتعلق بهذا الموضوع هو حديث البَرَاء بن عازب رضي الله عنه ... فقد قال الإمام أحمد حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا الأعمش عن المنهال عن ابن عمرو عن زاذان عن البراء بن عازب قال : خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولَمّـا يُـلْـحَـدْ . فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجلسنا حوله وكأن على رءوسنا الطير ، وفي يده عود ينكت به في الأرض فرفع رأسه فقال: استعيذوا بالله من عذاب القبر (مرتين أو ثلاثا) ثم قال:
[إن العبد إلمؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا ، وإقبال من الآخرة (يعني: قرب انتهاء أجله) نزلت إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس ، معهم كفن من أكفان الجنة ، وحنوط من حنوط الجنة، حتى يجلسوا منه مد البصر ، ثم يجئ ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الطيبة ، أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان – قال: فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء (يعني من خَشْمْ قِرْبـَة الماء) ، فياخذها فإذا أخذها لم يَدَعُوهَا في يده طرفة عين ، حتى يأخذوها ، فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وحدت على الأرض قال: فيصعدون بها فلا يمرون (يعني بها) على ملآ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الطيب؟ فيقولون : فلان بن فلان بأحسن اسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح له فيشيعه في كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها جتى يُنتهَى بها إلى السماء السابعة فيقول الله: أكتبوا كتاب عبدي في عِليِّين وأعيدوه إلى الأرض .. فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى.
قال: فتعاد روحه في جسده فيأتيه ملكان (يعني مُنْكَرٌ ونَكِيرٌ)
فيجلسانه فيقولان له: من ربك؟
فيقول: ربي الله.
فيقولان له: مادينك؟
فيقول: ديني الإسلام.
فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟
فيقول: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فيقولان له: ما علمك؟
فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت.
فينادي مناد في السماء أن صدق عبدي فافرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة.
قال: فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره ، ويأتيه رجل حس الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول:
ابشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد
فيقول له: من أنت؟ فوجهك الوجه الذي يجئ بالخير.
فيقول:أنا عملك الصالح .
فيقول: رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي.

مقابر المسلمين ... تسودها السكينة والهدوء والوضوح

وقال: وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء سود الوجوه معهم المُسُوح فيجلسون منه مد البصر ثم يجئ ملك الموت فيجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الخبيثة أخرجي إلى سخط من الله وغضب. قال: فَـتـَفرّق (تتفرق) في جسده (من الهلع) . فينتزعها عزرائيل كما ينتزع السَّفُّود من الصوف المبلول فياخذها منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلاّ قالوا: ما هذه الروح الخبيثة؟ فيقولون : فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهي إلى السماء الدنيا فيُسْتَفْتَحُ (يطلبون له الإذن بالدخول) له فلا يفتح له .. ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الآية :[... لاتُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ] 40 الأنعام
فيقول الله عز وجل: أكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى فَتُطرح روحه طرحا (تُرمى بقسوة واحتقار) . ثم قرأ عليه الصلاة والسلام من الآية: [... وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ] 31 الحج
فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان (منكر ونكير) فيجلسانه فيقولان له: من ربك؟
فيقول: هاه ! هاه ! .. لا أدري.
فيقولان له: مادينك؟
فيقول: هاه ! هاه ! .. لا أدري.
فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟
فيقول: هاه ! هاه ! .. لا أدري.
فينادي مناد من السماء أن كذب عبدي فافرشوا له من النار ، وافتحوا له بابا إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها ، ويضيق عليه قبره ختى تختلف فيه أضلاعه ، ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول: أبشر بالذي يسوءك ، هذا يومك الذي كنت توعد فيقول: ومن أنت؟ فوجهك الوجه الذي يجئ بالشر ، فيقول أنا عملك الخبيث فيقول: يا رب لا تقم الساعة ،،،،،،، يتمنى عدم قيام الساعة لأنه يعلم أن مصيره إلى النار.
....
والمُسُوح : هو ما يلبس من نسيج الشعر على البدن تقشفا وقهرا له وكان هذا دأب بعض عباد اليهود والنصارى قديما.
والسَّفُّودُ والسُّفُود: بالتشديد: حديدة ذات شُعَب مُعَقَّفَة معروف لدى العرب يُشْوي به اللحم ، وجمعه سفافيد. والعَقْفاء حديدة قد لُوِيَ طَرَفُها مثل سنارة صيد السمك. ولكن السفود يشتمل على عدة أطراف ملوية في حديدة واحدة ..... جمانا الله وإياكم.

مقابر غير المسلمين ... دائما ما يعرضها الأحياء من أهلها بما يوحي بالوحشة وإنتشار الهوام والحشرات بالليل وموطن الأرواح الشريرة ومن يطلقون عليهم مسمى دراكيولا
...............

مُنْكــَرٌ ونَكِيــرٌ :
جاء في المعجم أن المُنْكَرُ من الأَمر: خلاف المعروف، ومُنْكَرٌ ونَكِيرٌ: اسما ملَكَينِ، مُفْعَلٌ وفَعيلٌ؛ قال ابن سيده: مُنْكَرٌ ونَكِيرٌ فَتَّانا القبور. والاسْتِنْكارُ: اسْتِفْهامُكَ أمْراً تُنْكِرُهُ. والمُناكَرَةُ: المُحارَبَةُ.
وفي شأن منكر ونكير ؛ ورد في جامع الترمذي وصحيح إبي حاتم بن حبان حديث نبوي شريف رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [إذا قُبرَ أحدكم أو الإنسان أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما : المنكر ، والآخر : النكير فيقولان له : ما كنت تقول في هذا الرجل فهو قائل ما كان يقول : فإن كان مؤمنا قال: هو عبد الله ورسوله : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فيقولان له إن كنا لنعلم إنك تقول ذلك ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين ذراعا وينور له فيه ، ويقال له : نم ، فيقول : أرجع إلى أهلي ومالي فأخبرهم ، فيقولان : نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك.
وإن كان منافقا قال: لا أدري .. كنت أسمع الناس يقولون شيئا فكنت أقوله . فيقولان له : كنا نعلم إنك تقول ذلك ؛ ثم يقال للأرض التئمي عليه فتلتئم عليه حتى تختلف (تتداخل في بعضها) فيها أضلاعه فلا يزال معذبا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك] قيل حديث حسن غريب.
وفي قوله صلى الله عليه وسلم (إذا قبر أحدكم أو الإنسان) في هذا الحديث دليل على أن لا فرق في سؤال القبر بين ميت مسلم أو مؤمن أو منافق أو كافر . وأن كافة الخلق بعد مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن سمع به لا عذر له في عدم اتباعه.
...............
ومن طريف إقدام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه . ما روي عن عطاء بن يسار مولى أم المؤمنين ميمونة رضي الله عنها وأرضاها أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب يداعبه : يا عمر كيف بك ؟ إذا مت فانطلق بك قومك فقاسوا لك ثلاثة أذرع وشبرا في ذراع وشبر ، ثم رجعوا إليك وغسلوك وكفنوك وحنطوك ثم احتملوك حتى يضعوك فيه ثم يهيلوا عليك التراب ويدفنوك فإذا انصرفوا عنك أتاك فتانا القبر منكر ونكير أصواتهما كالرعد القاصف وأبصارهما كالبرق الخاطف فتلتلاك ، وثرثراك ، وهََوّلاك كيف بك عند ذلك يا عمر؟
فقال عمر: "ويكون معي مثل عقلي الآن؟"
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم .
فقال عمر : "إذاً أكفيكهما " ..... (يعني أقدر عليهما وأقوم بالواجب)
.................
والتَـلْـتَـلَةُ: هي التحريك والإِقْلاق والزعزعة..
وهي من صميم اللهجة العامية اليومية في السودان ويكاد ينفرد بها عن غيره . لكنها فصيحة في الأصل حسب نص الحديث الشريف أعلاه وحيث يقول الشاعر ذو الرمة: يصف جملاً:

بَعِيدُ مَسَافِ الخَطْوِ عَرْجٌ شَمَرْدَلٌ ..... يُقَطِّعُ أَنفاسَ المَهَاري تَلاتِلُه

والثَرْثَرَة: كثرة الكلام وترديدُهُ . و هَوّلاك بمعنى أفزعاك وأخافاك

ذبـــح المـــوت:
أما الموت ؛ فهو يذبح في نهاية المطاف بعد أن يدخل أهل الجنة دارهم وأهل النار جحيمهم . فقد روى البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [يؤتى بالموت في هيئة كبش أمْلَحْ فينادي منادٍ . يا أهل الجنة فيشرئبون ، وينظرون فيقول : هل تعرفون هذا؟ فيقولون : نعم .. هذا الموت وكلهم قد رآه ، ثم ينادى : يا أهل النار فيشرئبّون ، وينظرون فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم هذا الموت وكلهم قد رآه .. فيذبح ، ثم يقول: يا أهل الجنة خلود فلا موت ، ويا أهل النار خلود فلا موت] ، ثم قرأ قوله تعالى: [وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ] 39 – مريم
...
الكبش الأمْلَح هو ما فيه سواد وبياض معا.
يشرئب: يمد عنقه ويرفع رأسه.

يحيط بحقائق ما بعد الموت لدى أصحاب الديانات الأخرى جدل عقيم ودجل وخزعبلات مضحكة.. وهنا المطرب مايكل جاكسون يحاول تصوير خرافة خروج الموتى من عرقية (المتحولين) من قبورهم عند منتصف ليلة التمام من كل شهر قمري .... الطريف أن أهل الغرب يعترفون من خلال هذه الخرافة السائدة لديهم بصحة التقويم العربي المعتمد على منازل القمر دون أن يشعروا بذلك.

حــاشــيـة :
ورد في الصحاح ان الإكثار من قراءة سورة المُلْك المباركة أحد الأسباب للنجاة من عذاب القبر .....
كذلك وحيث يقال ان عقل المؤمن منجاة له وقلبه دليله. أرى ان يكثر الإنسان المسلم عامة من الصلاة على سيد الخلق وخير الأنام ؛ المصطفى صلى الله عليه وسلم، والإستغفار (أستغفر الله العظيم وأتوب إليه) . وترديد شهادة لا إله إلا الله محمدا رسول الله ، كلما سنحت له الفرصة . سواء في بيته وهو على سريره يتهيا للنوم . أو هو سائر في طريقه أو داخل المواصلات العامة، أو سائقا . أو واقفاً على قدميه في انتظار مواصلة او في كافة الصفوف التي يقف فيها . أو مقاعد انتظار طبيب مستشفى الحكومة والمسئولين عامة ....... فذلك خير له من إضاعة الوقت في الزفير والتأفف والسباب وكيل الاتهامات ، والدعاء بقَصْفَ العُمُرْ وتقصير الأجَل على الحكومة والمحافظ ِ ..... وإطلاق عبارات الضيق من الإهمال وسوء الخدمات (وحيث لا حياة لمن تنادي) . وحتى لا تضيع عليه آخرته ، كما اضاع له إهمال الدولة وسرقة البعض للمال العام حقوقه في دنياه... وحيث يصبح لسانه بذلك رطباً بذكر الله . ويسهل عليه الإجابة على اسئلة منكر ونكير بعد دفنه . واللسان عادة يجري بما تعود من الذكر والكلام .... وألاخرة خيرٌ وأبقى لو كانوا يعلمون،،،،،،،،،،،،،،، والله أعلم

 

[يتبع حلقة رقم 8 (الملائكة المقربون) إنشاء الله]




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات