ثمانية أعوام مرت على انطلاق منتدى الاعلام العربي في دبي، لينعقد هذا العام تحت عنوان "الاعلام العربي.... ثِقل المتغيرات وأعباء الأزمات" في ظل حضور كوادر اعلامية وصحفية عربية توصف بالبارزة و غيابٍ ملحوظ لشريحة أحدثت تغييرًا جذريًّا وانقلابًا معرفيًّا حقيقيًّا وهم الاعلاميون الرقميون. وفي وقت يشهد العالم كلّ آنة ولادة صُناع اعلام جُدد عبر فضاء عنكبوتي شديد التعقيد، يقيمون من خلاله المنتديات ويطلقون المدونات ويروجون بشكلٍ منقطع النظير لأفكارهم التي يتجاوزون بها ما يشاؤون من خطوط ورقباء، مازالت منتدياتنا ومؤتمراتنا الاعلامية تَستقطب الرموز الاعلامية العربية نفسها في كل دورة، ليكرروا على مسامعنا تجاربهم نفسها التي سمعناها منهم في منتديات سابقة ومؤتمرات مماثلة، فتتغير العناوين العريضة دون ان يتطور من مضمون الأشياء شيئًا.
المنتدى افتتح بكلمة معالي عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية وقد بدا خطابه خطابًا "تقليديًّا معهودا ومتوقعا " يحمل عناوين بعضها قديم قدم أزماتنا الفكرية منها والسياسية، وكأن عالمنا العربي يأبى إلا وأن يكون متقوقِعًا في صدفة شعارات "العروبية "الستينية، و هو خطاب نتاج ذهنية ونموذج فكري ساد ولا يزال على خطاب التيار "الرسمي" الذي لم يعد يلق بالا من جمهور الشباب العصري المنطلق الذي تجاوز بروتكولات رسميات الخطب الى حيث لا خطابات أصلا ولا شعارات.
ربما نحن الاعلاميون الجدد، او ما يحب ان يسمينا البعض تهكّما حينا وانتقاصًا أحيانا "كتاب الأنترنت والمدونات" لا نستسيغ الخُطب الطويلة والاستراتيجيات الخشبية العريضة التي يطلقها "زعماء الاعلام"، ولا نطيق "الافتتاحيات الرسمية "المونقة"، ولا نكترث بالجمل العريضة المطوّلة، شريحة تمارس حريتها في فضاء كوكبي يتجاوز ضيق قيودهم؛ وربما جل ما نبتغيه طروحات اكثر عملية وجاذبية وحلولا أقل تواضعًا وأكثر ديناميكية، فما نسعى إليه هو اعلام صاعد منفتح الأفاق يتغلب على عطالة الاعلام الرسمي الحالي العاجز لنواكب ألفية جديدة بتقنيات مميزة وثقة أكبر وحرية لا متناهية ونساهم في الوعي الانساني عبر إعلام الكتروني في عتمة إعلام آيل للأفول.
مروة كريدية Marwa_kreidieh@yahoo.fr |
|
التعليقات (0)