قال نقيب الصحافيين المصريين السابق مكرم محمد أحمد إن محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك، هي «محاكمة الفرعون»، ما يعني أن الماضي لن يعود مرة أخرى، وأن الرئيس المقبل سيضع في اعتباره أنه ستتم محاسبته عن قراراته.
ودعا مكرم في حوار مع «الراي» شباب الثورة إلى إنشاء حزب حتى لا تتحول طاقتهم إلى قوة تدميرية، وقال إن سباق الرئاسة المصرية المرتقب ينحصر بين عمرو موسى والفريق أحمد شفيق وعبد المنعم أبوالفتوح.
وإلى نص الحوار:
كيف ترى الوضع السياسي بعد أكثر من عام على ثورة 25 يناير؟
- المشهد السياسي حتى الآن يشير إلى أن القوى السياسية في الثورة لم تتمكن من أن تصل إلى الوفاق الوطني، وشباب الثورة يشنون حملات هجوم قاسية على المجلس العسكري، والمجلس في حالة خصام مع الشباب.
بالإضافة إلى ذلك، فالشباب ليسوا على وفاق مع جماعة الإخوان ومع البرلمان وذلك لأنهم يرون أن شرعيتهم وشرعية الميدان أكبر من شرعية البرلمان، والقوى كلها في حالة تنافر ولايجمعها اتفاق على الخطوط العريضة، ولهذا السبب فإن مصاعب المرحلة الانتقالية تزداد حدة ويضيع كثير من الوقت وندخل متاهات تستنفد الوقت والجهد دون طائل.
كيف ترى أداء مجلس الشعب في ضوء السيطرة الواضحة لتيار الإسلام السياسي؟
- المجلس لايزال في بداياته ورأينا أداءه في مساءلة وزير الداخلية في ما يتعلق بالانفلات الأمني، وأرى أنه كان جيدا بشكل ما وأعتقد أنهم نجحوا على الأقل بإلزام وزير الداخلية بأن يعيد النظر في هيكلة الوزارة، وعدا ذلك فإن إذاعة الجلسات في التلفزيون تؤدي إلى مزايدات في سلوك النواب لشد انتباه الإعلام.
وأتمنى من مجلس الشعب أن يستوعب القوى الجديدة المتمثلة في الشباب، ولابد من إشراكهم في عمل جاد وتشجيعهم على إنشاء حزب جديد حتى لا يتحول الشباب إلى قوة تدميرية نظرا لأنه يرى أنه من صنع الثورة.
من ترى الأنسب في سباق الرئاسة المصرية؟
- عمرو موسى لديه خبرة سياسية طويلة في القضايا الدولية ويعرف القضايا الداخلية ويلم إلماما كاملا بالعناصر الأساسية المطلوبة لصنع قرار سياسي ولديه خبرة طويلة في العمل الخارجي، وأيضا أحمد شفيق لديه خبرة تنفيذية ضخمة واستطاع القيام بأشياء جيدة في زمن قصير ويحظى بثقة واضحة.
كما أن عبدالمنعم أبوالفتوح شخصية مؤثرة. وكثير من البيوت المصرية تتابعه باهتمام. وأرى أن السباق سيكون محصورا في هؤلاء الثلاثة إذا لم يدخل مرشح جديد مثل منصور حسن وإذا حظي بمساندة من الإخوان ربما تكون فرصة فوزه أكبر من الآخرين.
كيف ترى حركة 6 أبريل والاتهامات بشأن حصولها على تمويل من الخارج؟
- أوراق هذه الحركة ملتبسة، وهي تلجأ إلى العنف، وهذه الحركة لم تحسن قراءة الرأي العام المصري في احتفالات 25 يناير. تصوروا أن إعلانهم عن العصيان المدني سيستجيب له الشعب المصري ولكن الشعب رفض العصيان ما جعل الحركة تتراجع عن قرارها.
ولا أعرف لماذا تصر هذه الحركة على الذهاب والتظاهر أمام المجلس العسكري والسعي للاحتكاك به أو الداخلية، ولهذا على الحركة التراجع عن مواقفها.. وقد أخفقت في ترجمة نبض الشارع المصري، وتصورت أنها تستطيع أن تثير الشارع بدلا من أن تستمع إلى نبض الشارع وأخشى أن تجد نفسها في وادٍ والشعب في وادٍ آخر.
هل تفضل نظاما رئاسيا أم برلمانيا في ضوء الطروحات السياسية الحالية؟
- الأمر الذي يصلح لمصر هو أن النظام المختلط لابد من تحديد صلاحيات رئيس الجمهورية بما يخلق نوعا من التوازن في السلطات ويحدد مسؤولية السلطة التنفيذية على نحو يجعل رئيس الوزراء رئيسا مسؤولا يمكن محاسبته، وألا تزيد فترة الرئيس على فترتين وأن يساءل الرئيس قبل دخوله وعند خروجه.
كيف ترى الأوضاع في سورية.. في ضوء قرارات الجامعة العربية والأحداث في الداخل، والاختلافات على الساحة الدولية؟
- الأوضاع تنهار، وكل يوم هناك عملية قتل للمواطنين ولاتزال هناك عمليات انشقاق كبيرة في الجيش، رغم أن المقاومة المسلحة حتى الآن لم تؤثر على الهيكل الأساسي للقوات المسلحة التي لاتزال تحت إمرة بشار، وجزء محدود في المناطق الساحلية يفضلون نظام بشار لخوفهم من المستقبل ولا يرون أنه يوجد بديل واضح.
كيف ترى العلاقات بين مصر وإيران؟
- إيران جزء من الشرق الأوسط لها مصالح أساسية في الشرق الأوسط، ولا يمكن أن يكون حجم التناقضات المصرية ـ الإيرانية أكبر من حجم التناقضات المصرية، الإسرائيلية، ومن الضروري لمصر أن تستأنف علاقاتها الطبيعية مع إيران ولا تكون على حساب السعودية والخليج.
وكيف ترى محاكمة مبارك ورموز النظام السابق؟
- أنظر إلى محاكمة مبارك ورموز النظام السابق ليس باعتبارها عملية انتقامية وأرى أن يحاكم الفرعون، يعني أن الماضي لن يعود مرة أخرى والرئيس القادم سيضع في اعتباره أنه ستتم محاسبته عن قراراته وذلك في مصلحة الديموقراطية.
والمشكلة أن المحاكمة تجرى وسط رأي عام غاضب وتسرب أخبار غير صحيحة وغير دقيقة، مثل تقدير ثروة مبارك بـ 7 مليارات دولار، وهو ما نمى داخل المصريين رغبة في أن يصدر عليه حكم الإعدام. ومن الغريب أن نطالب بدولة قانونية وسيادة القانون وفي الوقت نفسه نطالب بأن تصدر أحكام القضاء على أهوائنا.
والبعض يقول إذا لم يصدر حكم بـ 15 أو20 عاما مصر ستحترق وهذا يعني أننا لم نرتق بعد لمعنى الدولة القانونية وأن نحترم أحكام القضاء.
التعليقات (0)