ترى، أهي الحاجة التي يُقال إنها "أم الاختراع" التي دفعت بأحد القرويين في بريطانيا إلى تحويل كشك هاتف قديم إلى مكتبة عامة تضم مائة كتاب، أم هي تلك الرغبة الدفينة لدى العديد من البريطانيين بالاحتفاظ بكل ما هو عتيق وقديم، وخصوصا تلك الأشياء التي غدت تحتل جزءا من تراثهم كأشاك الهاتف المنشرة في المدن والبلدات والقرى منذ عشرات السنين؟
اختمار الأفكار
لقد اختمرت الفكرة الحلم في ذهن أحد أبناء قرية ويستبري-ساب-مينديب في سومرسيت، فقرر تحويلها إلى واقع ملموس عندما جاءته الفرصة السانحة لتطبيقها، فقد خسرت قريته في وقت قصير كلاّ من غرفة هاتفها ومكتبتها المتنقلة.
تلك الخسارتان الكبيرتان دفعتا بالقروي لطرح مشروعه البديل للتعويض عن الخسارتين معا، أي تحويل كشك اهاتف إلى مكتبة عامة صغيرة ينتفع منها الجميع.
مجلس أبرشية القرية سارع إلى تلقُّف الفكرة، فبادر إلى شراء كشك الهاتف القديم من شركة الاتصالات البريطانية (BT) في إطار برنامج وطني يطرح الكشك الواحد بثمن رمزي قدره جنيها إسترلينيا واحدا، ربما للتشجيع على "تبني" تلك الصناديق الملونة القديمة.
وفي الحال تم تدوير الكشك القديم جرى تحويله إلى مكتبة عامة تُعد واحدة من أصغر المكتبات التي تقدم خدمة إعارة الكتب وأشرطة الـ (DVD) والأقراص المدمجة (CDs) في بريطانيا.
استبدال الكتب
وبإمكان سكان القرية الآن استخدام مكتبتهم الجديدة، والتي تضم 100 كتاب، على مدار الساعة، فكل ما يحتاجونه هو ببساطة استبدال كتاب يكونوا قد قرأوه بآخر لم يقرأوه بعد.
يقول بوب دولبي، عضو مجلس أبرشية القرية: "لقد أقلع المشروع بالفعل، فالكتب تتغير باستمرار."
ويضيف قائلا: "إنها (أي المكتبة) مليئة بالكتب الآن. فالكل أحرار بالقدوم وأخذ الكتاب الذي يريدون، وترك كتاب مكانه يكونون قد فرغوا من قراءته."
مركز خدمة
وختم بالقول: "لقد تحوَّل المرفق من مجرد قطعة أثاث مرمية في الشارع إلى مركز لخدمة المجتمع تراها مشغولة باستمرار."
أمَّا مؤسسة الاتصالات البريطانية، فتقول إنها تلقت 770 طلبا من تجمعات مختلفة يطلب كل منها "تبني كشكا"، وقد تم تسليم 350 كشكا بالفعل إلى مجالس الأبرشيات في مناطق مختلفة من البلاد.
بقي القول إن أكشاك الهاتف في بريطانيا تحولت إلى منشآت وقطع فنية، كما جرى تحويل البعض منها إلى حمامات (دوشات) ومراحيض ودورات مياه عامة.
نقلا عن B.B.C
ـــــــــــــــــــــــــــ
قبل فترة تحدث الزميل نزار النهري عن فكرة مشابهة تقريبا جرت في المانيا في مدينة مونستر..واليوم نرى هذه الفكرة الجديدة في أنكلترا..
جميل أن تقدر المجتمعات الكتاب وتعرف قيمته..
الناس في القرية الأنكليزية لم تلههم أعمالهم ولا التطور التكنلوجي ولا طبيعة الحياة الغربية السريعة عن القراءة والمطالعة..فأن كنت فقيرا لا تقوى على شراء الكتب فلا بأس..فلك أن تستبدل كتابا بآخر..المهم أن تقرأ وأن تفيد الآخرين بنفس الوقت..
فلا الفقر ولا العمل اسباب تجعل المرء يعزف عن المطالعة..
وفي الحقيقة المشروع المذكور ما كان لأجد أن يقيمه لولا أنه كان يعرف أن هناك من سيدفع به الى الأمام من خلال التواصل والقراءة..
ترى ما مصير مثل هذا المشروع في مدننا؟؟
قد يحرقه المتدينون لأنه قد يحوي كتبا تخالف عقائدهم (وأن كانت كتبا دينية) وفي أحسن الأحوال سيحولوه الى مكب للنفايات الفكرية التي يروجون لها..
قد تناله الأيد العابثة لتخربه لا لشئ الا لمجرد التخريب..
قد ترفعه الحكومة أو يعتقل من يزوره من قبل الأجهزة الأمنية العربية أن وجد في مواضيعه ما يتطاول على الذات الرئاسية أو على التوريث..
كل هذه الأحتمالات قد تتحقق بشرط واحد..
أن يكون لمثل هذا المشروع زائرين ومستفيدين..
ولست متأكدا من أن مثل هذا المشروع سيجذب عندنا زوارا!!!!!
التعليقات (0)