مكبرات المساجد المقدسة
لا يكاد يتقبل العقل المنغلق والمتقوقع على ذاته بقاء المكبرات الصوتية لمآذن المساجد بوضعية التقديس التي أتخذتها بسبب فكري رأسه التشدد ورجله التزمت والإنغلاق، مكبرات الصوت الخارجية المسماه بالمكيروفونات ليست من أركان وشروط الصلاة وليست أصلا لا يقوم الدين إلا به، فهي أدوات مستحدثة فرضتها الحياة لقلة المساجد وبعد المنازل عن بعضها البعض، اليوم وبعد أن أصبحت الأحياء والقرى والهجر مزدحمة بالمساكن والمساجد لم تعد علة اذاعة الصلوات والمحاضرات والدروس قائمة ناهيك عن وجود منبهات للوقت وقبل هذا وذاك دافعية الشخص لأداء العبادة، حجج من يتشدد في مسائلة ضرورة الإبقاء على رفع الصلوات والمحاضرات عبر المكبرات الخارجية للمساجد لا وجاهة لها سواء من الناحية الشرعية أو العقلية، المسألة مسألة تشدد يخالطها نوع من الهوس النفسي فوجود تلك المكبرات عند البعض يعني وجود الشعيرة المقدسة؟
إزدحام الأحياء والقرى والهجر بالمساجد واقع فرضه حصر مفهوم العمل الخيري في بناء وإنشاء المساجد والجوامع وهذه مسألة اجتماعية وتنظيمية يشترك في سلبيتها المجتمع ومؤسسات الدولة الرسمية والجهات الخيرية المسماة زورا وبهتانا بمؤسسات المجتمع المدني، ازعاج الساكنين وتداخل الأصوات والنياح الذي نسمعه ببعض الخطب والدروس أمور تغيب عن ذهنية المتزمت والمتشدد والمتقوقع والمؤمن بأن الصوت الخارجي جزء لا يتجزأ من الطقوس المقدسة لفريضة الصلاة، المسألة في مجملها مسألة تقديس ماليس بمقدس وفرض اراء وطقوس على المجتمع وسط صمت رسمي من وزارة تعنى برعاية وخدمة المساجد فهي دور عبادة كغيرها بحاجة لرعاية واهتمام وتنظيم وإعادة نظر في كثير من شؤونها ومن يعتلي منابرها وهنا الأصل والمنتهى!
@Riyadzahriny
التعليقات (0)