مواضيع اليوم

مكانة بيت المقدس وأهميته عند المسلمين

محسن الندوي

2010-09-06 02:14:18

0

مكانة بيت المقدس وأهميته عند المسلمين

واأقصاه ..صرخة تنطلق من أعماق الصدور وكلمات تلتهب بالنذير العظيم ، كيف لا والصهاينة يعدّون في كل يوم أنفسهم لتدنيس واقتحام المسجد الأقصى المبارك، ويعملون على طرد الفلسطينيين من اراضيهم ومنازلهم بالقدس ، للزيادة في المستوطنات اليهودية. وأمام هذه التحديات الخطيرة ، والمسؤولية الملقاة على عاتق المسلمين ، نقف مذكّرين بمكانة المسجد الأقصى المبارك وأهميته :
- فلأن المسجد الأقصى مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنه عرج به إلى السماء، قال تعالى: " سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا انه هو السميع البصير".
-ولأنّ المسجد الأقصى أولى القبلتين:- إذ توجه المسلمون بصلاتهم نحو المسجد الأقصى بعد رحلة الإسراء والمعراج مدة 16 شهراً، حتى أمر الله تعالى بتغيير القبلة إلى المسجد الحرام.
قال:ّ المسجد الأقصى ثاني المسجدين:- فقد روى البخاري عن أبي ذر الغفاري – رضي الله عنه – قال: قلت لرسول الله: يا رسول الله: أي مسجد وضع في الأرض أولاً، قال: "المسجد الحرام “، قلت ثم أي قال:" المسجد الأقصى “، قلت: كم بينهما ؟ قال : " أربعون سنة " .
والمسجد الأقصى هو ثالث الحرمين: لقوله صلى الله عليه وسلم:" لا تشد الرحال إلاّ لثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا والمسجد الأقصى ".
-لأن الصلاة في المسجد الأقصى بخمسمائة صلاة: لقوله صلى الله عليه وسلم:" فضّلت الصلاة في المسجد الحرام على غيره بمائة ألف صلاة، وفي مسجدي بألف صلاة وفي مسجد بيت المقدس بخمسمائة صلاة “.
-لأن في المسجد الأقصى وأكنافه تكون الطائفة الظاهرة على الحق: فعن أبي أمامة الباهلي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم، حتى يأتي أمر الله – عز وجل- وهم كذلك، قالوا: يا رسول الله وأين هم، قال: "في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس “.
-لأنّ المسجد الأقصى ملاذ الصحابة والتابعين والعلماء والأولياء والزهاد، وحوى محيطه وأكنافه قبور أكبر كتلة من أصحاب رسول صلى الله عليه وسلم زاره من الصحابة الكرام: أبو عبيدة بن الجراح، صفية بنت حيي – زوج رسول الله، معاذ بن جبل، بلال بن رباح – مؤذن الرسول – الذي رفض الآذان بعد وفاة الرسول، فلم يؤذن إلا بعد فتح بيت المقدس، وخالد بين الوليد وأبو هريرة وغيرهم كثير.
وزاره من التابعين والفقهاء والأعلام: مالك بن دينار، أويس القرني، رابعة العدوية، إبراهيم بن أدهم، الإمام الغزالي، والزهري، ومئات غيرهم.
وزاره من الخلفاء، عمر بن الخطاب، معاوية بن أبي سفيان، عبد الملك بن مروان، وعمر بن عبد العزيز … وغيرهم.
-لأن المسجد الأقصى أو بيت المقدس هو المكان الذي كلم الله فيه موسى، وتاب على داوود وسليمان، وبشر زكريا بيحيى، وسخّر لداوود الجبال والطير وأوصى إبراهيم وإسحاق أن يدفنا فيه، وفيه ولد عيسى، وتكلم في المهد وأنزلت عليه المائدة، ورفع إلى السماء، وماتت مريم، وإليه هاجر إبراهيم، وعلى مقربة منه دفن - في خليل الرحمن -.
-لأنّ للمسجد الأقصى هذه القداسة، وبناء على هذه المكانة، نظر المسلمون إلى بيت المقدس على أنه شريف، ومنـزل مبارك تضاعف فيه الحسنات وتغفر فيه الذنوب، فشدُّوا إليه الرحال، وأحرموا منه للحج العمرة وزاروه لذاته بغية الصلاة والثواب، فقد أحرم الخليفة عمر بن الخطاب للحج والعمرة من المسجد الأقصى، كما أحرم منه سعيد بن العاص – أحد المبشرين بالجنة - وقدم سعد بن أبي وقاص – قائد جيش القادسية – إلى المسجد الأقصى فأحرم منه بعمرة، وكذلك فعل الصحابة عبد الله بن عمر، وعبد الله بن العاص.
-لأنّ المسجد الأقصى ينظر إليه المسلمون منذ أربعة عشر قرنا نظرة التقديس وأنه مركز لتراث ديني كبير يجب حمايته ويربطون ربطا كاملا وثيقا بين المسجد الحرام في مكة والمسجد الأقصى في القدس، وينظرون إلى القدس نظرة تقترب من نظرتهم إلى مكة، فإليهما يشدّون الرحال.
-لأنّ المسجد الأقصى ملتقى الأنبياء بالرسول -صلى الله عليه وسلم حين صلى بهم إماما في رحلة الإسراء والمعراج، مبايعة منهم له بالخاتمية والعالمية وتوجيها إلى الباقين من أقوامهم أن يفقهوا معنى:"إن الدين عند الله الإسلام"
-لأنّ المسجد الأقصى وقف إسلامي بكل ساحاته ومصاطبه وقبابه وأسواره وكل ما تحته وقف، وما فوقه وقف إسلامي، ليس لغير المسلمين حق فيه، فالمسجد الأقصى المبارك مسجد إسلامي بقرار رباني وليس بقرار وضعي.
-لان المسجد الأقصى ومنذ عام 1967 يرزح تحت الاحتلال الإسرائيلي ومن ذلك الوقت وهو يتعرض للحصار والأخطار وتوضع الخطط لهدمه وبناء الهيكل الثالث المزعوم على حسابه.
-لأنه وفي 21/8/1969 أقدم المتطرف اليهودي دينس مايكل على حرق المسجد الأقصى، وأتت ألسنة اللهب المتصاعدة على أثاث المسجد الأقصى المبارك وجدرانه ومنبر صلاح الدين التاريخي، ومسجد عمر بن الخطاب ومحراب زكريا، ومقام الأربعين، وبلغت المساحة المحترقة إلى اكثر من ثلث مساحة المسجد الأقصى.
-لأن المسجد الأقصى ومنذ عام 1967: يتعرض لحملات ومراحل متتابعة من الحفريات والأنفاق الخطيرة التي تقوم عليها مؤسسات إسرائيلية رسمية، والتي لم تنقطع يوما، تجعل المسجد الأقصى مهددا بالانهيار في أية لحظة.
-لأن المسجد الأقصى يتعرض لحملة من الاستيطان الإسرائيلي لتفريغ محيطه من المسلمين وتفريغ مدينة القدس من السكان العرب والمسلمين لتصبح مدينة يهودية صرفة.
وعليه ، فان هناك مسؤولية ملقاة على جميع المسلمين لحماية المسجد الاقصى من التهويد، بدءا بالدعاء والابتهال إلى الله سبحانه وتعالى بأن يحفظ المسجد الأقصى المبارك من دنس اليهود والصهاينة ، ثم توعية الناس من قبل الأساتذة والعلماء و الوعاظ بالمحاضرات والدروس بمكانة المسجد الأقصى ورمزيته وضرورة الدفاع عنه، ثم الانفاق والصدقة على كل المشاريع الخيرية التي تقوم بها مؤسسات خيرية وانسانية مثل مؤسسة بيت مال القدس ، كما ان للاعلاميين دور كبير بالفضائيات والإذاعات والصحف والمجلات ، وله أثر كبير في إيقاظ روح الأمة من أجل الدفاع عن مسجدها الاقصى المبارك، وكذا زرع حب الأقصى والقدس في نفوس أبنائنا وبناتنا في البيوت والمساجد والمدارس والنوادي وغيرها.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !