حتى هذه اللحظة لم يفقد المجتمع في الجهات الرقابية وأدواتها المختلفة وتلك ليست بمفارقة بل من عجائب الدنيا وتصنف على أن المجتمع ما يزال يؤمن بمأسسة الدولة ويؤمن بكفاءة مؤسساتها المختلفة إيمان إيجابي ووطني لا نظير له لكن لماذا ذلك الإيمان من عجائب الدنيا ! مؤسسات الرقابة وأدواتها كثيرة ولعل من أهمها هيئة مكافحة الفساد التي تكافح وتقاتل على جبهات كثيرة , فهي حملت تركة تقصير جهات عدة وتحملت فشل جهات وماتزال تتلقى الإنتقادات على بطء العجلة التي تقودها تلك المؤسسة الوليدة "هيئة مكافحة الفساد " يشغل بال المواطن ملفات كثيرة تبدأ بملف الصحة ولا تنتهي بملف الخدمات البلدية وخدمات الطرق والنقل والتعليم وغلاء الأسعار والسكن الملائم وتزايد نسبة الفقر والبطالة , ملفات تلو ملفات ونظرة من الأعلى تغني وتكفي عناء السؤال , تلك الملفات يختصرها المواطن بجملة واحدة متكررة نستحق الأفضل فالمال وفير ليس له نظير , جملة مختصرة تختصر الواقع وتلخص عيوبه وتكشف سوءات جهات أستبدلت التخطيط بالتخبط والإجتهاد بددت المال وقتلت الأحلام وبات الشق أكبر من الرقعة كما يٌقال . مكافحة الفساد عملية معقدة لكنها ليست بالصعبة أو الخيالية , فأدوات الرقابة بمختلف أختصاصاتها بحاجة لسلطة إعلام شفافه وبحاجة لحزمة قوانين وأنظمة ولوائح واضحة لا مكان للإجتهاد أو الإستناء فيها وبحاجة لمحاكم متخصصة تكون مهمتها النظر في قضايا الفساد بشقيه المالي والإداري وبحاجة لمساندة من مؤسسات المجتمع المدني وبحاجة ايضاً لدمج الادوات الرقابية بجهة واحدة, تلك الإحتياجات منها ماهو متوفر كالمحاكم المتخصصة ومنها ماهو في طريقه للتوفر كمؤسسات المجتمع المدني المفعلة والمتخصصة ومنها ماهو غائب منتظر كالإعلام الشفاف واللوائح الصارمة , إحتياجات ومتطلبات مكافحة الفساد الكثيرة والمعقدة لا ينقصها تشتت الأدوات وتعدد الجهات فجهات وأدوات مكافحة الفساد باتت كثيرة وحان وقت دمجها بجهة واحدة تكون مخولة بمتابعة قضايا الفساد الإداري والمالي الذي أستنزف خزائن الأرض وقتل أحلام المجتمع في الرفاهية والنماء.. مكافحة الفساد تتطلب تكاتف وتوحيد الجهود وتتطلب توفير المناخ الملائم المتمثل في توفير إحتياجات المرحلة فمكافحة الفساد أفعال وليست أقوال وبطء العجلة يعمق الفساد أكثر وأكثر ...
التعليقات (0)