مواضيع اليوم

مكاتب الدعوة بمجتمع مسلم

Riyad .

2015-03-18 22:13:57

0

مكاتب الدعوة بمجتمع مسلم  

بكل حي وهجرة يوجد مكتب للدعوة وكأن الناس ينقصهم الوعظ والتبصير بالإسلام , الدعوة فن وليست وسيلة ضغط وعلاج للمشكلات , كثيرون يستخدمون الوعظ بنية سيئة لا تمت للدين بأي صلة وقلة يستخدمونه بنية حسنة لا تكاد تٌنجي صاحبها .

في بلد يدين أهله بدين واحد تنتشر تلك المكاتب والمراكز ويتصدر المشهد الوعاظ ومجموعة بشرية تتلقب بلقب داعية فأصبح المجتمع منقسم مشتت فوجود تلك المكاتب والمراكز في الأصل لتوعية الجاليات لكنها تحولت لحواضن فكرية أدلوجية أكتوى المجتمع بنارها في حقبة تاريخية ماضية فبسببها زٌرعت بذور الإنقسام والشتات داخل المجتمع الواحد  .

الوعظ فن ووسيلة والدعوة كذلك والقليل يفتقد مهارات ذلك الفن والكثير يستخدمه لضرب الوحدة الوطنية وتضليل المجتمع وضرب أسس التعايش والاختلاف بطريقة مباشرة وغير مباشرة فكم من محاضرة ولقاء تسبب بالإحتقان وكم من مخيم تسبب في التضليل الفكري والتلبيس وكم هي القضايا التي يخشى كثيرون الحديث عنها رغم وضوحها , وجود مكاتب ومراكز للدعوة في بلد يدين أهله بدين واحد ظاهرة غير صحية خاصة إذا علمنا أن تلك المكاتب والمراكز تتبع نمط فكري مذهبي واحد وهو المذهب الحنبلي رغم تعدد المذاهب والمدارس الفقهية , حنبلة تلك المكاتب والمراكز أوجد حالة من التصادم وجعل منها وسائل أدلجة وتعبئة فكرية هدفها مسخ المجتمع وتحويله لقطيع بشري يسير على هوى الداعية والواعظ  لا على الفكر والوعي , لو كانت تلك المكاتب والمراكز تعمل وفق قواعد واضحة لا تميل مع مذهب ولا تتستر بستار الدعوة والوعظ ولا تقحم نفسها في أمور لا علاقة لها بالدعوة لكن حالها أفضل ولكانت محل احترام وتقدير , لكنها تحولت لمكاتب ومراكز تعبئة ذات توجه مذهبي معين قتلت التعددية المذهبية وجعلت من الصوت الفكري الواحد طاغياً وحاضراً وحولت الكثير من القضايا الخلافية إلى قضايا تصادمية فهي تغلب رأي على أخر وتصطدم مع مكونات المجتمع المذهبية عبر إقامة محاضرات وندوات طابعها أدلوجي تكفيري وكل تلك الممارسات يقوم بها أشخاص دخلوا الدعوة من باب التوبة والجهل أو البحث عن النعيم الدنيوي والتصدر الاجتماعي .

مكاتب الدعوة ومراكزها المنتشرة والمختلفة يقوم عليها شخصيات لا أحد يعلم عنها شيئاً سوى بعض التزكيات الشرعية فقط وتلك إشكالية تضاف لجملة إشكالات تٌحيط بتلك المكاتب والمراكز.

التضليل الفكري والتعبئة الفكرية والعاطفية وتبديد الأموال وحيازة الوظائف الخ قضايا تحيط بتلك المكاتب والمراكز , المجتمع ليس بحاجة لوعاظ ودعاة قدر ما يحتاج لمراكز أبحاث متخصصة ومراكز تنمية بشرية تحتضن الطاقات وترشدها .

وجود تلك المكاتب والمراكز أفضى لسلبيات كثيرة لعل من أهمها التعبئة الفكرية وتصدر المشهد من يظن بنفسه أنه عالم وظهور دعاة ووعاظ جدد خرجوا من رحم تلك المكاتب والمراكز الكل أصبح يعظ ويدعو وينشر القصص والعظات والعبر فالوعظ والدعوة مهنة من لا مهنة له وذلك سببٌ قتل التعدد والاختلاف الفقهي والفكري في مجتمع يدين أهله بالإسلام مجمعين على الأصول والثوابت أأأاااا.

المجتمع متنوع متعدد وذلك طبيعي ووجود تلك المكاتب والمراكز ليس بضروري خاصة مع توسع أعمال هيئة كبار العلماء وتوسيع نطاق فروعها بمختلف المناطق فمتى ستختفي تلك المكاتب والمراكز التي غذت العقول بأفكار وشحنت العواطف بأقوال وحصدت أموال طائلة صرفت كما يٌقال في طباعة الكٌتب والمطويات وإقامة الدروس والندوات , الدين لله والوطن للجميع وكل شخص يعبد الله على طريقته وليس على طريقة الآخرين طالما تلك الطريقة لا تضر أحداً ولا تنال من مقدسات الأخر وثوابته المٌجمع عليها ..؟!..  





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات