مواضيع اليوم

مقولات سادت ثم بادت

حنان بكير

2011-11-07 11:11:12

0

في اكبر عملية اختراق لمنطق التاريخ في عام 1948، وبعد اغتصاب الارض، وسرقة وطن بأكمله.. بترابه وسمائه وبحره وهوائه، كان لا بد من اخضاع التاريخ لأكبر عملية تزوير وطمس للحقائق، تمهيدا لنفي الشعب الفلسطيني واخراجه من التاريخ، بعد ان تم اقصاءه عن جغرافيته.
وبعد ستة عقود ونيف، ما زالت عملية الإقصاء مستمرة.. فلا الغاصب يكلّ، ولا الفلسطينيّ يندثربل ويستعصي على الكسر. وما الاعتراف العالمي بعضوية فلسطين في الاونيسكو، وما قابله من موجة هستيرية أمريكية/ اسرائيلية، ضد الاجماع العالمي، الا دليل على اصرار بعض الدول، على عدم الإعتراف بشعب تم تشريده بقرار أممي، في زمننا المعاصر وما زال الشهود على نكبته احياء يرزقون، بل هم شهود زور، تلك الدول التي تدّعي العدالة ومناصرة الشعوب المضطهدة !
ومنذ ذلك التاريخ، أي تاريخ النكبة.. أطلقت مقولات سادت وانتشرت بفعل التكرار، وعلى قاعدة " أكذب ثم أكذب حتى يصدقوك"، في محاولة لتغطية الشمس بالغربال، كما نقول في عاميتنا ! لكن الحقيقة أكبر وأسطع من ان تطمس وتندثر..
من أبرز تلك المقولات بأن" فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، وهذه مقولة أسخف من أن يرد عليها، وأن اسم فلسطين ورد حتى في التوراة وقبل مجيء الديانات الابراهيمية الثلاثة!!
مقولة" الكبار يموتون والصغار ينسون" تلك المقولة التي كان أول من أطلقها، جون فوستر دالاس، وزير الخارجية الامريكي في خمسينيات القرن الماضي، في معرض حديثه عن مستقبل اسرائيل في المنطقة، وقد راقت الكيان الجديد، فدأب قادته على مرّ تاريخهم لا يملّون من ترديدها.. وكان أن عمد الفلسطيني الى توريث ذاكرته، بعد أن فقد نعمة توريث أرضه كسائر خلق الله. وأن من بذل الدم والأرواح كانوا من الأجيال التي تغذت على ذاكرة الأرض وعبق الزيتون والبرتقال الحزين !
كانت غولدامائير، كثيرا ما تطلق تساؤلها المبطن بالعنصرية والمغلف بالتجاهل و"الهبل"، وهي بالطبع ليست كذلك! كانت تتساءل.. " الشعب الفلسطيني؟ أين هو؟ لا يوجد شيء اسمه الشعب الفلسطيني" !!!
هي ذاتها غولدامائير التي سرعان ما صحت على الواقع المرّ، الذي فرض نفسه عليها، فأطلقت مقولتها التاريخية.. " عندما أعلم بولادة طفل فلسطيني لا أستطيع النوم ثلاثة أيام"!! فهل جاءها الفلسطينيون من كوكب مجهول لم يكتشف بعد؟؟
في زمن الانتفاضة الأولى، أعلن وزير الدفاع الاسرائيلي مقولة تتماشى ومتطلبات الظرف الراهن، إذ أعلن مسؤوليته عن انفجار تلك الانتفاضة! لأن من يقودونها هم الأطفال الذين لم يقتلهم اثناء احتلاله لغزة، في العام 1956، أثناء العدوان الثلاثي على مصر! ويوم لا ينفع الندم! علما أن انسحاب اسرائيل من غزة بعد انتهاء العدوان كان بضغط أمريكي!!!
تأتي موجة الهستيريا لقبول فلسطين عضوا في منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة، الأونيسكو، لتصب في خانة نفي الاخر واخراجه من التاريخ، وبعد محاولة اغتصاب الذاكرة بمنع، بل و معاقبة من يحي ذكرى النكبة!! لكن الرهان على صحوة الضمير العالمي، والانتصار للثقافة الانسانية وللعدالة لم يكن وهما أو ضربا من ضروب الخيال، إنه حقيقة وسوف يستتبعه صحوة تقود فلسطين الى الامم المتحدة ومجلس الأمن.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !