مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(أما بعد)
فقد قال رسول الله صلى الله عليه سلم: "إنما الدنيا لأربعة نفر، عبدٌ رزقه الله مالًا وعلمًا، فهو يتقي فيه ربه، ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقه" قال "فهذا بأفضل المنازل.."[1]. وشخصيتنا الذي نكتب عنها شخصية الوجيه قاسم درويش فخرو، امتن الله عليه بأن كان من أهل المال والعلم، ووفقه أن يعمل في ماله بعلمه، فنسأل الله له أن يكون في الآخرة بأعلى المنازل، كما كان في الدنيا.
لقد جُلت معه وذهبتُ وجئتُ من خلال صفحات البحث، فوجدت أن شخصيتنا شخصية نادرة، فصاحبها قد جمع جوانب كثيرة من الخير وبرع فيها، فلم يطغ جانب على جانب، ففي بدايته ذهب إلى الكتاب –كعادة أطفال زمانه- فخرج من كانوا معه يحملون شيئا من كتاب الله، وخرج هو بالقرآن كله، وقد حُفظ على ظهر قلبه.
ثم هو مع هذا وقبل هذا يساعد والده في تجارته، التي كانت بسيطة بساطة ذلك الزمان، وكبيرة كِبَر الدوحة في ذلك الوقت فتعلم منه أصول التجارة، وعرف معنى الكسب الحلال.
ثم تطلع إلى تجارة أهل زمانه (تجارة اللؤلؤ) الذي لا شك أن والده قد حصل على نصيب منها، فرافق التجار وركب معهم البحار، حتى عَرف هذه التجارة وأدرك خباياها، وتمكن من معرفة أسرارها، فصارت له منزلة بين هؤلاء التجار.
وأحب اللؤلؤ حبه بخلق الله، فحرص على أن يقتني أفضل أنواعه، وأجود مستوياته، فامتلك أنواعا فريدة منه، حتى صار لقبه في منطقة الخليج (ملك اللؤلؤ).
وقد كان بجوار هذا يدرس العلم الشرعي، من سيرة وفقه وحديث في المدرسة الأثرية، فكان من أنجب تلاميذها، ومن أحب طلابها إلى شيخها، العلامة محمد بن مانع.
وصار من أهل الثقة عند الحكام وكبار الشخصيات في بلاده، فلما أراد شيخ البلاد حمد آل ثاني أن يبني أول مدرسة إصلاحية، كبداية لانطلاق عصر النهضة العلمية الحديثة، لم يجد أفضل من الوجيه قاسم ليسند إليه أمر إنشائها. وقد كان.
ثم تبعتها عمليات تطوير علمية أخرى، كان هو رئيس اللجنة المعنية بالتطوير هذه، فجدَّ في افتتاح المدارس، واستقطاب المعلمين الأكْفاء، حتى تفيأت البلاد ظلال حركته المباركة.
كان رحمه الله في حياته كلها محبا للخير لكل الناس، فعطف على الفقير، والمسكين، وآوى المحتاج وابن السبيل، واحتفى بالعلماء، واستضاف الملوك والرؤساء، فأحبته قلوب الخلق من رؤساء وعلماء وفقراء. كما بنى المساجد والمداس والجامعات، وساعد المؤسسات الخيرية الكبرى في العالم.
إن شخصيتنا لرجل من النماذج النادرة، في هذا الزمان، ولقد استحق ما قيل فيه:
وجه الجزيرة قاسمٍ وبني العروبة والبشر |
ومع أننا لا نحب مبالغات الشعراء، ولا غيرهم، لكن هذا ما تُحدثنا به أعماله المنتشرة في كثير من البلاد، والمتنوعة الميادين. فحُق لقطر أن تفخر به، كما افتخر بها.
وإن لهذه الدراسة أهمية كبيرة، وقد اكتسبت أهميتها من عدة أمور:
أولا: أهمية شخصية الوجيه قاسم الدرويش:
فقد كانت له مكانته الاجتماعية المرموقة في قطر، حيث عُدّ من أبرز رجالاتها، ووجيها من وجهائها، عاصر خمسة حكام لقطر، وكان على صلة حسنة بهم جميعا، وترأس لجنة المعارف بتكليف من الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني، التي تقوم بالإشراف على تطوير التعليم في قطر. وهو يعادل منصب وزير المعارف. ولا يمكن لباحث أن يكتب عن نهضة التعليم في قطر، دون أن يذكر أثر الوجيه قاسم في هذه النهضة. كما ارتبط بعلاقات جيدة مع كثير من ملوك ورؤساء وعلماء دول الخليج والوطن العربي والإسلامي، وقد عُرف لدى صغار قطر قبل كبارها، وفقرائها قبل أغنيائها، وامتدت شهرته إلى أقصى البلاد، وكانت أعماله الخيرية شاهدة له عند الله والناس.
ثانيا: الجوانب العديدة التي جمعتها الشخصية:
ففي مجال التعليم كان قائدا لمسيرة الإصلاح التعليمية في البلاد.
وفي مجال الاقتصاد: أسس مع أخويه مجموعة مراكز تجارية أثرت في نهضة الاقتصاد القطري، وغطت مساحات كبيرة في دول الخليج العربي.
وفي مجال العمل الخيري: ساهم في كثير من الأعمال الخيرية في نواحي قطر كلها، كما شارك في دعم المؤسسات الخيرية في جميع أنحاء العالم، وكان بذلك من ممثلي الجانب الخيري لقطر في العالم.
ثالثا: قلة الدراسات لهذه الشخصية:
فشخصية الوجيه قاسم الدرويش كغيره من شخصيات عصره، الذين أثَّروا بدور فعال في المجتمع، وساهموا في العمل على نهضة قطر كلُّ في مجاله، وبقدر ما يستطيعون، ولم يبخل أحد منهم على بلاده بجهد أو وقت، ولكن كثيرا منهم -وبكل أسف- لم تُكتب آثارهم، ولم يسجل تاريخهم، بل قد مات من يعرف ذلك ويرويه، ولم يبق إلا كبار السن الذين عاشوا شيئا من جوانب حياتهم. ولذلك فالنصف الأول من حياة الوجيه قاسم الدرويش يعتبر مفقودًا، إلا قليلا منه. فكان لا بد أن نستفيد من كبار السن هؤلاء، حتى لا يُفقد تاريخ هذه الشخصيات كله وتنطمس آثارهم، وما لم يدرك كله لا يترك قُلُّه، ولم تُخدم هذه الشخصية من قبل، ولذا صادفتُ صعوبة في معرفة وتلقي الأحداث.
رابعا: المنحى الذي نحته دولة قطر:
من تكريم للشخصيات الفاعلة في تاريخ قطر، والتي رعاها سمو أمير البلاد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، بجوار ما يفعل من أعمال خيِّرة، والتي تؤدي بدورها إلى الوحدة الوطنية. وفقه الله لكل خير.
وإن الأمة بحفظها آثار رجالها تحفظ بقاءها وثباتها، وهي أول من سيجني الفائدة الكبرى، والثمرة العظمى من هذا الأداء لحق هؤلاء العظماء.
وقد كان مركز شباب برزان، هو صاحب المبادرة المباركة في حفظ تراث هؤلاء الرجال، فكان له جهد ملموس، في اطلاع شباب قطر على تاريخ هؤلاء العظماء، الذين شاركوا في صنع تاريخ قطر، فترجم بذلك طموح قيادة قطر الرشيدة، وتوجيهاتها الحكيمة إلى واقع ملموس.
والتعرف على أي شخصية يكون بمعرفة مفاتيح هذه الشخصية وخصائصها، وقد اتسمت شخصية الوجيه قاسم الدرويش بعدة سمات، من أهمها وأبرزها:
أولا: الالتزام بالمنهج السلفي في الفكر والسلوك:
وهو المنهج الذي يُعني باتباع الدليل لا اتباع الرجال، والإقتداء بالرسول، في أقواله وأفعاله وتقريراته، والإقتداء بمنهج صحابته الكرام، تحكيما لقول الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}[الأحزاب:21]. وقوله تعالى: {فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا}[البقرة:137]. وهو ليس قولا يقال، بل هو تطبيق وممارسة، وكان يغضب لله ورسوله. وأجمع أولاده على أن والدهم كان قليل الغضب، إلا فيما يتعلق بأمر من أمور الدين، فإنه يشتد غضبه.
ثانيا: التحلي بمنظومة من الأخلاق:
جعلته محبوبا لدى العامة والخاصة، وجذبت القلوب نحوه، حتى تمنى الناس التحدث معه، والقرب منه، وتمنى العمال العمل معه في شركاته[3].
ثالثا: الثقة بالنفس:
فقد كان يتميز بالمشاركة مع الآخرين والقدرة على الاحتكاك والمناقشة معهم بدون عامل ارتباك أو خوف، فكانت لأقواله قيمة أينما تواجد وعند من يجالس، ولم تتعدَّ هذه الثقة إلى الغرور.
رابعا: التواضع وعدم الاغترار بالدنيا:
وهو مفتاح شخصيته، فإنك تراه عظيما في بلده، صاحب نفوذ قوي فيها، وثيابه ليست بالفارهة، ولا تحوطه تلك الدائرة المغلقة التي تحيط أصحاب النفوذ، ولا شخصيته تلك الشخصية المعقدة، التي يتهيب الناس من القرب منها، بل كان الإنسان الودود ذا الشخصية البسيطة، القريب من الناس، أبوابه مفتوحة لهم، يشعر بآلامهم، ويحزن لأحزانهم، ويشاركهم أفراحهم، حتى تشعر بأنه واحد من بينهم بل هو كذلك. وهذا هو سر عظمته ونجاحه في امتلاك قلوب من حوله، وهذا ما يشير إليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله"[4]. ولذلك قال الإمام النووي عند شرحه لهذا الحديث: يرفعه الله في الدنيا ويثبت له بتواضعه في القلوب منزلة، ويرفعه الله عند الناس ويجل مكانه. أو يرفع له ثوابه في الآخرة ويرفعه فيها بتواضعه في الدنيا. وقد يجمعهما الله له معا.
ومن تواضعه رحمه الله أنه كان يكره الإسراف في المديح، ولا يحب التصوير لظنه أن الصور تعظيم للشخص، وأن أي شخص مهما كان لا يستحق التعظيم.
خامسا: العقلية التجارية:
فقد استطاع هو وإخوته أن يطوروا تجارتهم البسيطة، حتى تمتد لتصبح مراكز تجارية، عمت عددًا من بلاد الخليج، وساهمت في عدد من المشاريع الكبيرة.
سادسا: الخبرة الحياتية: فقد ولد قبل عصور نهضة قطر، حيث كانت قطر أرض قاحلة جرداء، في صيفها القاسي قيظ وعطش، وسراب يحسبه الظمآن ماء، حتى إذا جاءه لم يجده شيئا، ولكن كان الناس فيها قريبين من بعضهم، لا يفرقهم نسب ولا حسب. ربط بينهم الحب والمودة، والترابط والتآلف، في تلك الصحراء الحافلة بغريب من الظواهر، ومباغتات الأخطار، ولد قاسم الدرويش ونشأ وتفاعل وصبر على مكاره الحياة كلها، عاش تجارة والده البسيطة، فنمت عقليته التجارية، وعاش حياة التجار -وحياتهم كلها أخبار- وسافر كثيرا، كما أنه تعلم القرآن ودرس في المدرسة الأثرية، فنمت شخصيته الثقافية، وجالس الكبار والصغار، العلماء والجهلاء، كما أنه شارك في الحروب.
سابعا: الصدق مع النفس: فقد كان من القليل الذين تخلوا عن ذواتهم، وذابوا في الجميع من فقراء وبسطاء، ولم ير نفسه، ولا تكلم عن أعماله، ولا عن إنجازاته رغم ما صنع وأنجز، وهذا ما صعَّب أمر البحث، وجمع المعلومات عنه، إذ أن أهله حتى لا يعلمون عن طفولته أو حياته مع والده كثيرا، ولم يعرفوا عن مشاريعه إلا القليل، فلم يتكلم في هذا. بل كان حريصا على أن لا يمدح نفسه، أو يظهر عمله، ليُذم نفسه بذمام من التقوى.
ثامنا: الصدق مع الناس: فكان يأتمنه الناس، ويثقون فيه، فشهد على معاملات كثيرة، وتدخل للصلح في مشكلات خاصة وكبيرة.
تاسعا: سخَّر حياته في خدمة الإسلام: فقد عاش داعية لله بأقواله وأعماله، وكان قدوة لمن حوله، أمَّ الناس في الصلاة، ووعظ في المساجد، وكان مصلحا اجتماعيا، كما حرص على سلامة عقيديته، وعقيدة من حوله، فجنَّب المعارف كل فاسد الأخلاق مخدوش العقيدة. وكان يرى ذلك واجبًا دينيًّا تقتضيه المصلحة الشخصية له ولهم، وتتطلبه المصلحة العامة للوطن. إذ كيف يخرِّج قليل التدين شبابا نافعين لوطنهم وأمتهم.
عاشرا: سخر ماله ونفوذه في خدمة الإسلام: فاستغل ماله في نشر العلم، وطباعة الكتب، والإنفاق على طلبة العلم المحتاجين، الذين نفعوا بلادهم وأمتهم بعد ذلك، كما أعطى الفقراء فأغناهم، وساعد المساكين فكفاهم، وآوى المعذَّبين في الأرض. كما ساهم في بناء كثير من المساجد، والمعاهد الدينية، والجامعات والكليات الإسلامية في قطر وخارجها. على نفقته أحيانا وبمساهمته أحيانا، وبمجهوده أحيانا أخرى.
هذا ما استطعت أن أجمعه أو أستنبطه من خلال مصاحبته في البحث، ولا أدعي أني قد أتيت على خصائص شخصيته كلها، ولكنها البداية، والفضل للمبتدي ولو أحسن المقتدي.
وقد حرصتُ في هذا البحث على مراعاة الآتي:
أولا: الاستعانة بالله قبل كل شيء، فوحده نعبد وإياه نستعين.
ثانيا: الحذر من الأحداث التي تجلب الحساسية، وتثير الفتنة مهما حقرت أو صغُرت. فلكل شخصية جوانب لا ينبغي كشفها للعامة، سواء كانت خاصة به أو بمن لهم به علاقة، وقد يؤدي كشفها إلى إيذاء الأحياء.
كما أن الكتابة عن الشخصيات ينبغي أن تكون بذكر المحاسن التي يستفيد الحي من ذكرها فقط، فيقتدي ويهتدي بها، أما غير ذلك فذكرها من باب العبث في التاريخ، وتجريح الشخصيات لإيذاء الأحياء.
ثالثا: حاولت أن تكون لغة الكتاب بسيطة، ومفهومة يفهمها الصغير والكبير، والعالم ومتوسط العلم، إذ لا حاجة إلى التقعر والتشدق الذي يصد النفوس، ويبلبل الأفكار.
رابعا: حاولتُ أن لا أرفع الرجل عن قدره فأزوِّر التاريخ، أو أقلل من قدره أو من قيمة مجهوداته، فأظلمه. وقد نهى رسول الله عن شهادة الزور، وحرَّم الله الظلم على نفسه. ولذلك فإني أرى أن الكتابة عن الشخصيات من أصعب الكتابات.
خامسا: كتبت اسم الوجيه (قاسم) بالقاف لا بالجيم (جاسم) إلا فيما أوردته من نقولات، وذلك لأني وجدت رسائل الشيخ قاسم كلها وتوقيعاته باسم قاسم، أي: بالقاف، فكان علينا أن نفرق بين الاسم في الكتابة والنطق.
ولا أدعي أني وُفقت لتحقيق كل ما أردت وصبوت إليه، فالتوفيق من الله، وجهد البشر يتردد ما بين الخطأ والصواب، وقد اجتهدت وحاولت، ولا يلام مجتهد بعد اجتهاده. وأتمنى أن يجد لي من يعثر على قصور أو تقصير في هذا البحث العذر، فالكريم يَعذُر، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
وقد قسمت هذا البحث على النحو التالي:
مدخل تاريخي لدولة قطر.
المعالم الطبيعية والاجتماعية للبيئة التي نشأ فيها الوجيه قاسم الدرويش.
نسب الوجيه قاسم الدرويش وأصول أسرته.
جوانب من حياة الوجيه قاسم الدرويش.
علاقة الوجيه قاسم الدرويش بالناس من حوله.
الحياة العلمية للوجيه قاسم الدرويش، وجهوده في النهضة الثقافية.
الحياة التجارية للوجيه قاسم الدرويش، وجهوده في النهضة الاقتصادية.
جهود الوجيه قاسم الدرويش في العمل الخيري والاجتماعي.
وفاة الوجيه قاسم الدرويش ووصيته.
الملاحق ثم المراجع ثم الفهرس.
وإني أسأل الله سبحانه أن يجعل التوفيق رفيقا لهذا العمل، وأن يجعله عملا صالحا، ولوجهه خالصا، ولا يجعل فيه لأحد غيره شيئا، إنه على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
عبد الله السُّكرُمي
[1]- رواه الإمام أحمد في مسنده (18031) وقال شعيب الأرناؤط: إسناده حسن. وصححه الألباني في صحيح الجامع (3024) عن أبي كبشة الأنماري.
[2]-المقصود باستجابة القدر هنا، استجابة السنن التي أجراها الله في كونه، فقد سن الله سننا لا تتبدل ولا تتغير {فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا}[فاطر:43]، ومنها أن من كان مع الله كان الله معه، ومن تعرف إليه في الرخاء تعرف الله إليه في الشدة. وهذا هو استجابة القدر للوجيه قاسم.
[3]- اتصال هاتفي بناصر تلفت سكرتير الوجيه قاسم الدرويش.
[4]- رواه مسلم في البر والصلة (2588) عن .
التعليقات (0)