على مرمى حجر
لا مكان للبهجة في أعمال دلدار فلمز: كائنات مكبّلة ومحاطة بالسواد، كأنها خرجت للتو من أتون النار. موائد من الدم. وجوه فقدت ملامحها، وحواجز تفصل بين عشاق بلا أذرع للعناق.
أرض محروقة وجرداء، وآهات مكبوتة، بالكاد نسمع أنينها خلف الأقفاص. مهلاً،هناك أيضاً معجم للخراب في أقصى حالات الهتك البشري.
ولكن لماذا نرغب بأرضٍ أخرى، ونوافذ للضوء؟ ألم يأتِ هذا التشكيلي والشاعر الشاب، من أرض الآلام والكوابيس، من صحراء الجزيرة التي لم تعد تغني منذ عقود لأعراس القمح وألوان الربيع. لماذا إذاً لا يمجّد صورة الفحم وهبوب العجاج؟
لا يستطيع دلدار فلمز(يا لهذا الاسم الغامض)، أن يمزج ريشته بألوان أخرى، رغم مكابداته في الخروج من هذا الكابوس...إنه يكتب ذاته على مرمى حجر من الهلاك أو العاصفة.
خليل صويلح
دمشق 25/2/2009
دلدار فلمز في نينار آرت كافيه من 1/4/ 2009 الى 1/ 5/2009
نينار آرت كافيه : دمشق القديمة، باب شرقي
جانب كنيسة الأرمن الأرثوذكس
التعليقات (0)