كنت قد شاهدت فيلماً وثائقيا عن أوضاع المساجد في فلسطين، فمع بدايات قيام الدولة العبرية في 1948م قامت بهدم أكثر من 560 قرية فلسطينية بما فيها من مساجد ومقابر وحولت بعضها إلى ملاه ليلية ونوادي قمار والبعض الآخر لمساكن وحظائر أبقار كمسجد حطين ومسجد دير سالم، خلاف تحويل أجزاء كبيرة من المسجد الإبراهيمي إلى كنيس يهودي في تحد صارخ وتجاوز لكل الأعراف والقيم والقوانين!!.
وما المسجد الأقصى ليس ببعيد عن ذلك بعد أن حولت إسرائيل ملكية معظم الأراضي المحيطة به إليها عندما اعتبرت ملاكها غائبين. هذه الأعمال تعتبر نوعا من الحروب يمارسها اليهود ضد المسلمين دون مراعاة لحرمة الأديان والقيم، لأنه في نظرهم إذا أزيلت الرموز الدينية محي الإسلام من فلسطين. وهي سياسة ثبت خطأها حين كان يتبعها الشيوعيون في دول آسيا الوسطى والصين، وبعض الدول الأخرى، لكن مازال اليهود رغم الديمقراطية التي يدعونها يعتدون على مقدسات الشعوب في وضح النهار دون مراعاة لأي علاقات قائمة أو حرمات.
ولأن الأمور كما هي واخرها حفريات المسجد الأقصى يحق لنا أن نتساءل -في ظل الاجتماعات المتكررة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل أو مع بعض الدول العربية وإسرائيل- هل حرمات المقدسات تطرح بجدية؟ أم لم تطرح أصلاً؟.
فنحن لا نرى في الإعلام العربي أي تركيز على ما يحدث للمقدسات بعد كل اجتماع -سوى ما ينشر في ذكرى إحراق المسجد الأقصى- بمعنى آخر الأمر في طي النسيان فالتركيز ينصب على قضايا التطبيع والجنود أو الأسرى والحصار وهذا ما يريح اليهود ويمنحهم الوقت الكافي لتنفيذ مخططاتهم. لنجد أنفسنا أمام أمر واقع ومسلم به. فهل المساجد والمقابر هما من القضايا الأساسية عند التفاوض أم انها أمور لا تستحق أن تدرج على جداول الأعمال؟!.
التعليقات (0)