مقتل القذافى وخريف الزعماء العرب !!
تابع الملايين فى انحاء العالم النهاية الدرامية والمتوقعة للعقيد القذافى ,ونستطيع ان نقول ان اغلبية المتابعين من سكان الكرة الأرضية لنهاية القذافى كانوا راضين عن هذه النهاية , حيث كان القذافى وبلا فخر صاحب اكبر كمية من الكراهية رغم اختلاف الكارهين معه فى أسباب الكراهية , وقدكانت نهاية القذافى بسبب الربيع العربى ذلك المصطلح الذى أطلق على ثورات الشعوب العربية وطلبها لتغيير النظام فى بلادها , ونحن هنا لا نبحث فى اسباب الربيع العربى و مقدماته ونتائجه رغم اتفاقنا ان ثورات الشعوب العربية هى مطلب طبيعى لسنوات القهر والاستبداد فى المنطقة العربية وكذلك لطول مدة الحكام العرب وكان على رأسهم العقيد القذفى الذى مكث فى الحكم اثنين وأربعين عاماً وكان كمعظم الحكام العرب كلٌ منهم يخطط لوراثة ابنه للحكم ,وجاءت إرادة الشعوب أقوى من كل تخطيط , ولكننا ننظر إلى الصورة من منظور آخر ,وهو الزعماء العرب ونهاياتهم المؤلمة , وهل هناك رابط بين تلك النهايات ام ان الموضوع جاء بلا رابط ؟
وكي نستطيع أن نجمع المعلومات التي تساعدنا في البحث, نتفق على أن الدراسة تشمل معظم الزعماء العرب بداية من النصف الثاني للقرن العشرين وحتى اليوم.
في خمسينات القرن العشرين قام الشعب العراقي بثورته ضد الزعيم عبد الكريم قاسم الذي كان يملأ الدنيا صخبا ولكنه انتهى جثة تم التمثيل بها في شوارع بغداد على يد الثوار , ومرت السنوات على العراق حتى جاءت نهاية الزعيم صدام حسين وبعد أن ملأ الدنيا حروبا وصخبا وغزوا و انتشار زعامته في كل العالم العربي حتى تم العثور عليه بيد القوات الأمريكية مختبئا في حفرة في الأرض وتم حكم الإعدام عليه في وقفة عيد الأضحى وكأنه سخرية من النظام العراقي والأمريكان بكل القيم الإنسانية حيث تمتنفيذ حكم الإعدام في وقت قيام المسلمين بالأضحية في عيدهم .
وفى مصر في بداية السبعينات كانت النهاية المفاجئة و المؤسفة للزعيم جمال عبد الناصر حيث لاقى ربه بسبب الاجهاد الذي أدى إلى أزمة قلبية مفاجئة وهو يجمع الزعماء العرب بعد مذبحة أيلول الأسود التي طحنت من العرب الآلاف في حرب ليس فيها ناصر ولا منصور , والملفت للنظر أن عبد الناصر تعرض للعديد من محاولات الاغتيال وكانت أشهرها ما قام به الإخوان المسلمون في بداية الخمسينات ولكنه نجا من المحاولة كي يموت بقلبه وكأن الموت يسخر من الجميع . وفى بداية الثمانينات جاءت نهاية الزعيم أنور السادات حيث لاقى مصرعه على يد بعض الإسلاميين الذين وجدوا إن قتله من الجهاد في سبيل الله , رغم إن السادات كان من اخرج الإسلاميين من سجون عبد الناصر وأعطاهم حريتهم !!! والعجيب إن يكون مقتل السادات وهو يحتفل بنصر اوكتوبر ويشاهده العالم اجمع . وتمر السنون وفى إحداث الربيع العربي ونتيجة لثورة الخامس والعشرين من يناير تنحى الزعيم مبارك بعد أكثر من ثلاثين عام وهو يجسم على حكم مصر ومازال الشعب المصري ينتظر النهاية لمبارك.
وفى اليمن وبعد أن قام الزعيم عبد الله السلال بثورة اليمن في بداية الستينات وخلع الإمام البدر كانت نهاية السلال حيث تم الإطاحة به في ثورة شعبية ولاقى ربه بعد سنوات غريبا لا يذكره احد في اليمن أوفى غيره من الدول العربية , وجاءت ثورات وثورات في اليمن حتى جثم الزعيم على صالح على حكم اليمن لمدة تقارب الثلاثين عاما وها هي ثورة الربيع العربي في اليمن تحاصر على صالح ومازال يعاند ومازال الجميع يترقبون النهاية .
وفى فلسطين وبعد بزوغ نجم الزعيم ياسر عرفات كزعيم أوحد للشعب الفلسطيني وبعد أن تعرض للمئات من محاولات القتل على يد الإسرائيليين ونجاته منها جميع وبعد أن حوصر في رام الله وهوجم بالقنابل والصواريخ واستمر في جهاده إذ بالإسرائيليين يضعون له السم ليموت وليدفن سر موته معه ولتفرق الفلسطينيون أشياعا بعد موته . ثم بعد ذلك كانت نهاية الزعيم الحمساوى الشيخ احمد ياسين في معركة غير متكافئة بين شيخ قعيد لا حول ولا قوة له إلا إيمانه وقوة إيمانه , فقابلته صواريخ إسرائيل لتمزق جسده حتى يلاقى ربه شهيدا في السماء وتلاقى إسرائيل خزيا وعارا إلى يوم الدين .
وفى الأردن في بداية الخمسينات يلقى الزعيم ملك الأردن الملك عبد الله مصرعه في المسجد الأقصى على يد عربي معارض لسياسة الملك عبد الله ويتم إقصاء ابنه عن الحكم والنداء بحفيده حسين ابن طلال ملكا على الأردن ويصبح زعيما للأردن ويظل في الحكم ما يقرب من نصف قرن مدعما من الانجليز ومحميا منهم , ولكنه رغم متعرض له من محاولات اغتياله إلا انه مات بمرض السرطان وجاءت نهايته درامية لم يتوقعها احد .
وفى السعودية حيث كان الزعيم العربي الملك فيصل يحمل لواء الدفاع عن الإسلام والعروبة بمواقفه الثابتة وقولته الشهيرة انه ينوى إن شاء الله الصلاة في المسجد الأقصى المحرر , ولكن الصهيونية العالمية لم تمهله ,وإذا بابن أخيه يطلق الرصاص عليه وهو في قصره ليلاقى ربه شهيدا ,وقد بكت عليه الأمة العربية والإسلامية .
ومن السعودية أيضا جاء الزعيم أسامة بن لادن ( زعيم القاعدة) , وبعد أن حير الروس في أفغانستان ثم تحول إلى مقاوم للأمريكان وضربهم في عدة مواقع أشهرها برجي التجارة ورغم عدم تمكن الأمريكان منه إلا أنهم قتلوه في بيته وبين أسرته والقوا جثته في المحيط إمعانا في التفشي أو قد يكون إصرارا على إخفاء إسرار بن لادن .
في النهاية نقول إن جميع الزعماء العرب الذين لاقوا حتفهم إما قتلا أو مرضا أو غدرا فكلهم كانت لهم زعامة كبيرة وشعبية منتشرة وعداوات كبيرة وقد نختلف معهم أو نتفق , إلا إننا يجب إن نؤمن إن لكل زعيم نهاية وفى نهايته عبرة فإما إن يكون هذا الزعيم شارك في طريق النصر والتحرير لأمته , أو يكون قد جثم على حكم بلده وتسبب في خرابها .
التعليقات (0)