مقبرة للإناث !
ليس بمستغرب خروج داعية محذراً الناس من شح المقابر وخطورة الاختلاط في القبر وإن وجدت ضرورة فمن الواجب وضع المرأة خلف الرجل والرجل أمامها ويوضع بينهما حاجز من تراب منعاً لحدوث كارثة بقبرٍ موحش مٌظلم ؟
تعليل ينم عن جهل وقد ينم عن وجود مبرر فهل الأموات يتناكحون داخل القبور ! أظن أن عقلية ذلك الداعية الحصيف بحاجة لعصفٍ ذهني لعله يتذكر أدلة أو دراسات شرعية قديمة وحديثة تدعم مقولته تلك وإذا لم يجد دراسات يستند عليها ويٌبرر مقولته فإن عقله مٌبتلى بعقدة الأنثى والجنس والشهوة والفروج وبالتالي لا حاجة للعصف الذهني ؟
وضع الرجل أمام المرأة والمرأة خلف الرجل ووضع حاجز من تراب بينهما إذا تم الدفن بقبرٍ واحد يدل على أن النسق الفكري والثقافي والعقلية البشرية المحلية تحاول تقديم الرجل على المرأة في كل أمرٍ وكل مكان , القبر أول منازل الآخرة والتقديم في القبر والتمييز في الدفن ووضع الحواجز الترابية منعاً للاختلاط هل سيشمل مرحلة النشور بحيث يتقدم الرجل على المرأة في الجزاء والحساب وعبور الصراط الخ ؟
العقلية البشرية المحلية والنسق الفكري والثقافي الموغل في الجهل والتجهيل يتجاهل عدة حقائق وبما أن الموضوع عن القبر والنشور فإن من الحقائق التي يتم تجاهلها هو عدم وجود أدلة تدل على التمييز الجنسي يوم القيامة فلا يوجد جنة للذكور وأخرى للإناث ولا يوجد نار للذكور وأخرى للإناث ولا يوجد صراط مخصص لعبور الذكور وأخر لعبور الإناث ولا يوجد دليلٌ يدل على فصل الجنسيين بمكان الحساب ووقوف العباد أمام ربهم يوم النشور ؟
الخوف من الأنثى ومحاولة تأخيرها وتقديم الذكور عليها بأي وسيلة وطريقة ظاهرة طبيعية في المجتمعات المصابة بداء التزمت والتشدد , العقلية الذكورية والنسق الفكري والثقافي وتحريم الاختلاط وتجريمه دون تفريق بينه وبين الخلوة عوامل حفزت ذلك الداعية على إثارة مسألة وضع المرأة خلف الرجل في الدفن ووضع حاجزٌ من تراب بينهما , ليت ذلك الداعية فكر قليلاً وطالب بضرورة إنشاء مقابر مخصصة للإناث وأخرى للذكور بدلاً من إشغال ذهنه في التفكير الغير منطقي فالحمد لله على نعمة العقل فالعقل نعمة وإشغاله فيما لا يٌفيد مرض يستوجب العلاج والتدخل السريع ؟
التعليقات (0)