تم إغلاق مجموعة من مقاهي الشيشة في الأشهر الأخيرة، فاستبشر الناس خيرا لذلك الإغلاق. لكن الفاسدين المفسدين، من الذين لايريدون خيرا لهذا البلد وأبناء هذا البلد، يأبون إلا أن يعيدوا الكرة تلو الكرة، فيقومون بإعادة فتح بعضها في مدينة سلا، وفي شهر رمضان الأبرك، ضدا على القانون، وعلى القيم والأخلاق والدين...
لقد قرأت أخيرا مقالا قصيرا حول "من يسعى إلى فتح مقاهي الشيشة والقمار؟" في جريدة "الاتحاد الاشتراكي" (عدد 10152 الأربعاء 25 يوليوز 2012)، وهو للصديق عبدالمجيد النبسي، جاء فيه:
[يتساءل سكان مجموعة من مقاطعات سلا عمن يعمل على إعادة فتح مقاهي الشيشة بعد إغلاقها بمدينة سلا. تساؤلات السكان تكتسب شرعيتها من كون العديد من المقاهي تفتح أياما بعد إغلاقها، ولتزيد لأنشطتها أنشطة أخرى كالقمار و"الدعارة". ففي مقاطعة لمريسة أعيد فتح مجموعة من المقاهي صدر في حقها قرار الإغلاق، كما هو الحال في حي اشماعو ومجموعة أخرى من الأحياء.
الغريب أيضا هو أن بعض أرباب هذه المقاهي، وفي حركة مشبوهة، أصبحوا يغلقون الأبواب وراء روادها للتستر على تواجد الشيشة وفتيات منهن قاصرات...ومن المقاهي من حولت أنشطتها إلى البناء تحت أرضي حيث يمارس القمار والشيشة و(...) كل هذا يتم أمام أعين السلطات المحلية بحي اشماعو وحي النهضة بالرغم من احتجاجات السكان] .
وقد سبق لصاحب المقال أن كتب مرة متسائلا: "من يحمي مقاهي الشيشة بسلا؟" بنفس الجريدة (عدد 9980 ليوم الخميس 15 يناير 2012)، فتساءلت بدوري:
-ترى هل تعجز الدولة عن القضاء على مقاهي الشيشة ببلدنا؟ هل يعجزها إغلاق مجموعة مقاه تنشر التخدير والرذيلة، وهي التي أعلنتها –لما أرادت- حربا لاهوادة فيها على ما اعتبرته "إرهابا"؟
-هل تعوز الدولة الحيلة في القضاء قضاء مبرما على مثل هذه الأوكار النتنة، المفسدة لشبابنا، بل مراهقينا، لو أنها خصصت عشر معشار ما خصصته لما سماه الأمريكان بـِ"الحرب على الإرهاب"؟
-وهل كان من الممكن معاناة السكان من مثل هذه المقاهي لو أن الدولة "وجهت" الإعلام المشبوه والمأجور في هذا البلد، كما تم "توجيهه" لنشر الأكاذيب عن الإسلاميين، مثلما حدث ضد ما سمي بـِ"السلفية الجهادية" "خلية بليرج" مثلا؟
لو فعلت السلطة في بلدنا ذلك، لاستراحت البلاد والعباد، ولدعا أبناء هذا الشعب المسلم لمن أعلن تلك الحرب –على تلك المقاهي- بالأجر والثواب والمغفرة وطول العمر وسعة الرزق...ولأثقلوه حمدا وثناءا إلى أن ينقطع النفس !!
لكن واأسفاه !
فقد أصبح المواطن الجالس في مقهى مقابلة لمقهى الفساد، يخاف على نفسه وهو يرى جحافل المراهقين والمراهقات تهبط درج البناء تحت أرضي، ثم يخرج منه أحدهم شاهرا مديته مزمجرا ومتوعدا...ولا من متدخل !
بل واإسلاماه !!
فنحن نتذكر بمرارة شعار بعض أعضاء حكومتنا الموصوفة بـِ"الملتحية" ضد الفساد، والتي –أي الحكومة- نقص منسوب حربها على ذلك الفساد، بل انعدم مع المفهوم "البنكيراني" لـِ "عفا الله عما سلف" ، ومع انعدامه نقصت شعرات لحى بعضهم. فكلما نقصت شعرة نقصت حرارة المواجهة، وزادت مقاهي الشيشة والقمار و...
لقد سقط مع حكومتنا –المسماة مرة أخرى "ملتحية"- شعار "صوتنا فرصتنا ضد الفساد والاستبداد "، واستبدل بشعار: "خذ من لحيتك تزرع فسادا او تعف عن فساد"!!
فكيف لو أزال "الملتحون" في حكومتنا كل لحاهم؟
نرجو ألا يقدموا على إمرار الموسى على الشعرات المتبقية فيها حتى لاتحدث الكارثة: المزيد من القرارات غير الشعبية أو "صور الابتسامات البرونشتاينية" أو...!!
سلا، الأربعاء فاتح غشت 2012.
التعليقات (0)