مواضيع اليوم

مقام الصرخي بعلمه وقيمة مشروعه بدليله. فما قيمة السيستاني؟

عبد الإله الراشدي

2016-09-06 14:00:44

0

كل شيء في الكون يقاس بالنسبة إلى غيره فأنت لا تستطيع أن تعطي لشيء ما حجمه ومقداره ما لم تقارنه بشيء آخر وهذا الأمر بغض النظر عن القياسيات وموادها فمنذ فجر الخليقة قبل أن يعرف الإنسان القراءة والكتابة كان يدرك أن في الوجود أشياء كبيرة وأخرى صغيرة, ويبدو أن مركز القياس هو الإنسان فما تعاظم أمام ناظره فيعتبره كبيراً وما تضائل حجمه سيعتبره صغيراً إلا إذا قارنا بين شيئين بنسبة أحدهما إلى الآخر فإما أن يتساويا أو يطيح أحدهما بالآخر .
الآن لو أجرينا مقارنة بين عقل الإنسان والبعير أو الفيل أو الجبال أو البحار مثلاً فهل تصح هذه المقارنة ؟ قطعاً لا تصح لأن العقل ليس من سنخ المادة إنما هو المرتبة العليا من مراتب النفس الإنسانية وهو الجوهرة الربانية التي أستخلفها الله في الأرض.
وإذا قلنا أن كل الكون محكوم بقانون غيبي وأن هنالك عالم آخر خلف هذا العالم المادي يتحكم بحركته ويعطيه سر طاقته ذاهب به إلى مستقر وقدر معلوم في حركة تكاملية {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [فصلت : 11]
فما هي مسؤولية الإنسان في هذا العالم ؟ تلك العوالم الممسكة بحركة هذا الكون الشاسع وقوانينه أودعها اللهُ الإنسانَ هذا الجرم الصغير الذي لا يتعدى الذرة أو اصغر في الوجود المادي . يقول أمير المؤمنين علي عليه السلام لسائل يسأله (أتزعم أنك جرم صغير وفيك أنطوى العالم الأكبر).
أذن حجم الإنسان بعقله يقاس به مع الوجود كله . ولهذا ليس لحياة الإنسان الدنيوية المادية قيمة تذكر فهذا الخلق الكبير والوجود الواسع يعيش فيه الأنبياء والأوليات سنوات معدودة, وفي الحديث القدسي في مقام النبي صلى الله عليه واله وصحبه (لولاك لما خلقت الأفلاك) فهل خلق الله تعالى الأفلاك ليعيش النبي صلى الله عليه واله وصحبه بضعة عقود من الزمن كلها آهات وويلات !؟ أنها الآخرة والتكامل الأخروي والسير في خلق الله وآياته الوجودية للوصول إلى الحضرة القدسية. فهذه الدنيا ليست إلا ممراً  للآخرة يمر بها الإنسان بعقله.
ولهذا جاءت الآيات {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ} [الصافات : 24] وتتحدث الأخبار بأن الإنسان قد يقف أربعين سنة من سني الآخرة { وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} [الحج : 47] فما أطول الحساب والمحاسبة وما أدق التفاصيل {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [الكهف : 49]
تعالوا معنا لندخل بعد هذه المقدمة في صلب الموضوع ولنقارن بين مشروع ورسالة المرجع الصرخي وبين السيستاني فالقضية ليست تقليد فقط وإنما تتعلق بمصير الأمة ورسالة السماء ودين الحق وارواح الأبرياء وحقوق الناس فكم من سؤال وسؤال يوم القيامة , وما أطول المقام. وإذا كان الله تعالى لا يعذب إلا بعد إقامة الحجة { وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء : 15] فالحجة في الدنيا هي العقل وحيث يقف العقل على مدرك من المدارك ينتهي التفكير بعده سيكون الإنسان مبرأ الذمة حيث وصل به الجهد والاجتهاد إلى هذا المبلغ.
وهنا .. أن سألت أتباع ومريدي المرجع الصرخي لما انتهجتم هذا المنهج ولماذا وقفتم هذا الموقف أجابوك بعشرات بل بمئات الأجوبة وانهالوا عليك بسيل من الأدلة يبرء الذمة كونهم شقوا الدليل واخرجوا الحجج القطعية .
أما إذا سألت أتباع السيستاني عن كل مواقفه وعن عمالته وصمته وعن فراغه وعن بحوثه فلا بحوث ولا محاضرات ولا صوت ولا صورة أجابوك "تاج تاج على الرأس" فهل ستنفع هذا المقولة مع ملائكة غلاظ شداد . والأكثر من هذا إذا سُئلوا عن هذه الأدلة التي سردها المرجع الصرخي عن السيستاني في كل محاضراته وخصوصاً محاضرات "السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد".. فهل تنفع تاج تاج على الراس كلاماً مقنعاً وهل سيأتي هؤلاء يوم الحشربهذا العقل الذي يزن السموات والأرض فارغاً هواء ليس فيه إلا هذه الثلاث كلمات !!!؟؟؟
عبد الإله الراشدي



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !