لابد لفلسطين کلها ان تعود للفلسطينيين وفلسطين لا تقبل القسمة مطلقا، ونظام الحکم الذي ينبغي ان يختاره الفلسطينيون بانفسهم عبر استفتاء شعبي عام هو الوحيد الذي سيفصل في امر الذين دفع بهم الى هذه البلاد المقصود الصهاينة، واما ما يطرحه الامريکيون من حلول فهي سراب لاغير!نحن ندعم کل نهضة او تحرک عربي معاد للکيان الصهيوني وامريکا فيما نقف معارضين لکل من تحرکهم اصابع الصهيونية او امريکا ضد النظم المعادية لها!هذا الکلام لمرشد الثورة الاسلامية بمناسبة اقامة الذکرى السنوية الثانية والعشرين على رحيل مؤسس الجمهورية الاسلامية في ايران يلخص في الواقع وجهة نظر الدولة الايرانية الرسمي حول القضية الفلسطينية، والموقف کذلک من الثورات العربية!انها المعرکة الاصلية التي تدور رحاها اليوم في اکثر من قطر عربي تحت مسميات مختلفة واحيانا اسباب متفاوتة او مظاهر متباينة في الظاهر والتي بات يطلق عليها بربيع الثورات العربية!صدقوني انها المشکلة الاصلية التي تقف خلف کل ما يحصل لنا من مشکلات في اوطاننا - اقصد قضية فلسطين - سواء اکتشفتها النخب ام لم تکتشفها او وافقت عليها ام لم توافق وسواء عبرت عنها الجماهير المليونية بشکل مباشر ام لامستها من بعيد بسبب ظروف قاسية فرضها هذا النظام او ذاک على الوضع العام في هذا القطر العربي او الاسلامي او ذاک او غابت عنها ايضا لظروف قاسية مفروضة! کثيرون هم من النخب العربية ممن يلومون ايران او من يقف مثل موقفها مما يحصل في الوطن العربي على موقفهم هذا، ويطالبوننا بالحاح على ضرورة دعم اي تحرک جماهيري ضد اي حاکم في اي مکان کان وغالبا ما يقصدون سورية بالطبع وتبريرهم المعلن هو ان التحرک الشعبي اي تحرک شعبي في اي بلد کان ما کان ليتم او يحصل لولا وجود مظاهر الاستبداد والفساد والقمع و....في ذلک البلد وانه لا علاقة للاجنبي فيه مطلقا! غير انهم ينسون او يتناسون او يتغافلون ان مثل هذه الامور نسبية وتدخل فيها او عليها عوامل وابعاد مختلفة قد تخفى على الانسان العادي وان الفصل القاطع بين الداخل والخارج امر نظري وعدمي بحت!ولنکن صريحين اکثرمن خلال الاسئلة التالية:الآن وبعد ان اکتشفت بعض ابعاد المؤامرة الغربية على ليبيا ماذا سيکون موقفنا فيما لو صدقت الاخبار التي تم تناقلها على لسان الفيلسوف الفرنسي هنري ليفي عن تطمينات ارسلها المجلس الانتقالي الى قادة تل ابيب، وانه لا يزال يتردد على بنغازي رغم النفي الظاهري من جانب المجلس الانتقالي؟! ومن ثم ماذا لو اکمل الغربيون مؤامراتهم في غزو ليبيا بعد استنزافها او اقدموا على تقسيمها؟!ماذا سيکون موقفنا فيما لو وقعت کارثة الحرب الاهلية في اليمن السعيد لا سمح الله ومن ثم التشرذم او التقسيم الرسمي للبلد؟! والموقف من الملايين من الشعب ممن سيتظاهر لصالح هذا القسم او ذاک؟!ماذا لو تم خطف الثورة المصرية المجيدة لاسمح الله الى التقسيم کما کشفت وثائق الجيش المصري اخيرا الى ثلاث دول سيکون في کل منها الملايين ممن سيتظاهرون متحمسين الى امارتهم المستقلة الجديدة والعياذ بالله؟!ـ ثم اليس من يخرج معترضا في البحرين على المظالم التمييزية العنصرية التي تشبه عصور النازية والفاشية احيانا، هم جماهير مليونية ايضا ينبغي دعمها؟! ام لان البحرين صغيرة وليس فيها رقم المليون ولا تحسب على الاکثرية التي تشکل غالبية سکان الوطن العربي من حيث المذهب فقط، وبذلک يصبح ذبحها حلالا وتوزيع نسائها غنيمة على جند الاکثرية کما جاء في احدى فتاوى الجهال التکفيريين من جيرانهم؟!ـ واخيرا سورية الدولة المظلومة شعبا ونظاما، ماذا سيکون موقفنا اذا ما لامست الوضع الليبي لا سمح الله او الوضع اليمني او جاء من يرکب موجة الاحتجاجات ليسلمها مجانا الى العدو الصهيوني ليکسر بذلک ظهر المقاومة العربية والاسلامية؟!هذه اسئلة باتت الاجابة عليها ملحة وجدية جدا مع تطورات الوضع العربي المتسارعة تتطلب منا جميعا مهما تفاوتت آراؤنا ان نکون على قدر المسؤولية قبل الانخراط في موجة مواقف التخوين لهذه الجهة او تلک اوالدخول في معارک تقاسم حصص الدعم الغربي المشبوه کما حصل في انطاليا!صدقوني يا اخوتي المدافعين عما تسمونه بالثورة السورية بان لا احد ممن تختلفون معه في هذا الامر من النخب او الکتاب او اصحاب الرأي مغرما في الدفاع عن اي حاکم فاسد او مستبد مهما کان اسمه او رسمه او مذهبه او طائفته او دينه او شعاراته، کل ما هنالک ان المعارک عندما تخاض ينبغي لمن يخوضها ان يميز اتجاه البوصلة اولا وقبل کل شيء وان يعلن للناس صادقا اين سيذهب بهم فيما لو انتصر في معرکته في اللحظة الزمنية التي يخوض فيها هذه المعرکة وفي حالتنا العربية مقاتلة العدو الصهيوني ودعم المناوئين له او مهادنته ومهادنة اسياده؟!
وان يعرف ثانيا نتائج تحرکاته على الارض هل ستقوده الى تحقيق مطالبه او ستقوده الى تدمير البلد او تمزيقه او تفتيته او تسليمه لعدو متربص لا يريد الصلاح ولا الاصلاح لا للمعارضة ولا للموالاة؟!نحن في ايران وما نعرفه عن اخوتنا في المقاومة اللبنانية والفلسطينية وکذلک ما نسمعه من کثير من رواد الثورة العربية في مصر وتونس وغيرها خائفون وقلقون مما يعد للمقاومة ولفلسطين باسم الثورة السورية، ونلح على الاصلاح في سورية مثل ما يريد الشرفاء السوريون الموالون منهم والمعارضون لبشار الاسد، شرط ان تکون الوجهة والبوصلة نحو فلسطين لانها بنظرنا معيار قبول الاعمال وسلامة النتائج، بل انها باتت معيار قبول صلاتنا وزکاتنا وصومنا ما دام هناک عجوز فلسطيني في المهجر او طفل فلسطيني بين الرصاصة والحجارة في انتفاضته يتعثر!
البعض کانو يقاومون.الا انهم کانوا يقولون : سنبقي نقاوم حتي تسقط آخر قطره من دمائنا.نحن کذلک اذا ما استدعي الامر فسوف نضحي الي آخر قطره من دمائنا.الا اننا علي يقين بانه سوف لن نصل الي آخر قطره من دمائنا.
التعليقات (0)