مواضيع اليوم

مقال للكاتبة والشاعرة سارة السهيل بعنوان "غاندي و انسنة السياسة" في موقع نبراس نيوز الاردني

الوليد المالكي

2012-07-07 22:33:57

0

غاندي و انسنة السياسة
Tuesday, 22 May 2012
souhail.jpg

بقلم سارة طالب السهيل:

لا اعرف ان احد غيري استخدم مصطلح(انسنة السياسه) كائن ما يكن لا يهم ، المهم انه مصطلح لا يمكننا اطلاقه الا على المهاتما الذي وضع قوانين الانسنه لكل شيء حتى تدرجت به الانسنه للاشياء و الافكار الى ان وصل لانسنة السياسه ، و تعامل مع السياسه على انها بشر يتحدث معه يحاوره يناقشه يأخذ منه و يقنعه و الاهم من هذا كله يرحمه و يرأف بحاله كانه طفل صغير فقير تارة و غني تارة اخرى قوي تارة و ضعيف تارة اخرى تجوز عليه الصدقه احيانا و يطلب منه العون في احيان كثيره هكذا تعامل غاندي مع السياسه الانسنه و الانسانيه الفرق بين الكلمتين حرفين، الالف و الياء و كلمة أيّ مع الشده باللغه العربيه تستخدم للدلاله و بالفعل ما الانسانيه الا دلاله للانسان ، بدونها لا يرقى ان يكون المرء بهذه الرتبه، الرحمه و الرأفه موجوده لدى الكثير من مخلوقات الله حتى الشعور و الاحساس و الحنيه نجدها بوضوح عند بعض الحيوانات الاليفه على سبيل المثال قطة او كلب بمشهد رائع من الحنو برعايتهم اطفالهم و الرعايا بمسؤوليه تامه لم يتخلوا عنها و لم يتحدوا الفطره التي جبلهم عليها الله سبحانه و تعالى الا ان الانسانيه بمشمولها الاوسع لا يمكن ان تكتمل الا لدى الانسان و لكن ليس كل انسان سوي و لعل تقييم الاستواء يختلف من شخص لشخص و من بيئه لبيئه وبرأي الشخصي ان سمحتوا لي، اجد انه على الانسانيه ان تتغلغل بكل شيء و ان كان صنع اكبر مركبه فضائيه او اخطر سلاح نووي فتاك او ادارة اقتصاد البلاد و تتوغل ببيوتنا و مؤسساتنا و شوارعنا و غاباتنا و المقصود بهذا التعامل مع اي امر بمنطلق انساني نفكر به بمصلحة الناس و الكائنات و الطبيعه و البيئه و كل شيء من حولنا بدءا من الانسان لقالب الحديد واكاد اجزم ان صاحب الجلاله الانساني بتفوق المهاتما غاندي هو من انسن السياسه و طوعها لخدمة الانسانيه و بالتالي اسعاد بني الانسان قال غاندى هناك سبعة أشياء تدمر الإنسان هى :- السياسه بلا مبادئ ، المتعه بلا ضمير ، الثروه بلا عمل ، المعرفه بلا قيمه ، التجاره بلا اخلاق ، العلم بلا انسانيه ، العباده بلا تضحيه . ألخص غاندي السعاده بسطور؟!! هذه المبادىء نحن فى أحوج الحاجة إليها فى وقتنا هذا كما انها قانون يسري في كل عصر و يتماشى باي مكان و زمان خاصة في ضل ما يحيط بنا من إستخدام العنف وسيادة لغة القوة والبطش في كل مكان في العالم سواء على المستوى العام بين الدول مع بعضها وبين الحكومات والمعارضة أم على مستوى العلاقات الإنسانية في نطاقها الضيق في البيت والمدرسة والشارع.

من هذا المنطلق أسس غاندي ما عرف في عالم السياسية بـ”المقاومة السلمية” أو فلسفة اللاعنف (الساتياراها) ، تهدف إلى إلحاق الهزيمة بالمحتل عن طريق الوعي الكامل والعميق بالخطرالمحدق وتكوين قوة قادرة على مواجهة هذا الخطر باللاعنف أولا ثم بالعنف إذا لم يوجد خيار آخر.

اختار غاندي ان يكون مدافعا عن حقوق الناس و الفقراء قبل ذهابه الى بريطانيا عام 1888 لدراسة القانون، التي عاد منها بعد عام إلى بلده حاصلا على شهادة جامعية تخوله ممارسة مهنة المحاماة، ربما اراد غاندي اضفاء صفة الشرعيه لما يقوم به من دفاع، و برايي الشخصي ان المهاتما قام بمهمات اصعب بكثير من كونه محامي سواء قبل او بعد دراسته للمحاماه كونه واضع لقوانين هامه اصبحت فيما بعد نموذج للعدل في التحكيم على الكثير من امور الحياة فالمحامي يدافع عن شخص او افراد و الحكيم يدافع عن امم لم يصبح غاندي الزعيم الاكثر شعبيه دون تقديم التضحيات فهو تغرب عن وطنه للدراسه في بريطانيا من اجل خدمة بلده و تغرب للمره الثانيه في ناتال” بجنوب أفريقيا عام 1893 على اساس البقاء عام واحد فقط لكن بسبب أوضاع الجالية الهندية هناك جعلته يمدد الى ان بقي فيها 22 عاما.

وركزعمله العام على النضال ضد الظلم الاجتماعي وضد الاستعمار واهتم بشكل خاص بمشاكل العمال والفلاحين والمنبوذين واعتبر الفئة الأخيرة التي سماها “أبناء الله” سبة في جبين الهند.

تحدى غاندي القوانين البريطانية التي كانت تحصر استخراج الملح بالسلطات البريطانية ، وقاد مسيرة شعبية توجه بها إلى البحر لاستخراج الملح من هناك ، وفي عام 1931 أنهى هذا العصيان بعد توصل الطرفين إلى حل وسط ووقعت “معاهدة دلهي”. عندما بدأت الخلافات العنصرية في دلهي وبدأت تظهر بوادر لسفك الدماء واجه غاندى الموقف بحزم وقوة في 12 -1 -1948 اعلن للعالم بانه قرر الصيام حتى يزول الحقد العنصري من العاصمة فيستطيع المسلمون التجول بحرية في شوارعها، واثناء صيام غاندي صرخ نهرو والكثير من انصارغاندي يا ناس يا ابناء الهند هل تدرون ماذا يعني موت المهاتما غاندي يعني موت روح الهند ، وقررت جميع الطوائف بانها ستلتزم وتتحلى بالقيم الانسانية وتتخلى عن العنف فعاد السلام الى المدينة . كان يقول لايجوز للانسان ان يحوز اويحتفظ بما ليس في حاجة اليه من مأكل وملبس واثاث كانت رغبته الوحيدة ان تصبح الهند قوة منتجة لايجوع فيها انسان ولايبكي فيها احد من اجل لقمة العيش.

(صاحب النفس العظيمة) أو (القديس) معنى لقبه المهاتما الذي اطلقه الناس عليه اكان يدري والده ان ولده سيكون شاغل الناس حتى بعد وفاته بسنوات و سنوات حيث ان غاندي ولد عام 1869فى بور بندر بمقاطعة غوجارات الهندية من عائلة محافظة لها باع طويل في العمل السياسي، حيث شغل جده ومن بعده والده منصب رئيس وزراء إمارة بور بندر، كما كان للعائلة مشاريعها التجارية المشهورة شغل جده ومن بعده والده منصب رئيس وزراء إمارة بور بندر، كما كان للعائلة مشاريعها التجارية المشهورة اذا لم يكن غاندي من عامة الناس الفقراء و برأي هذا امر يحسب له و يجعل الفقير و الغني يحترمه فهو لم يكن يعاني شخصيا بما يطالب به لغيره و لم يكن دافعه شخصي ولكن من باب الايثار و الشعور مع الاخر و كونه يتمنى ان يحصل الجميع على المميزات التي استطاع هو الحصول عليها بسبب ظروف عائلته المرتاحه ماديا و التي شغلت مناصب عديده و ربما ايضا كونه ولد في بيت سياسي اثر ذلك في تكوينه الشخصي حيث تربى على خدمة الناس و الانشغال بهمومهم نعم هذا هو النضال الحقيقي و هكذا هي السياسه النظيفه خاطب شاعر الهند الأكبر طاغور غاندي قائلاً: "إن كلامك بسيط يا سيدي، وليس بسيطاً كلام أولئك الذين يتحدثون عنك.

ربما كلامه البسيط هو جواز مروره لقلوب الناس فكم من حكمة عظيمه فقدت مفعولها بالعبارات المنمقه التي يكاد لا يفهمها العامه و بالتالي لا توفي الشرط المطلوب و لا تترك الاثر المرغوب و لا تحدث التغير المرجو ، ولم تكن البساطه فقط بعباراته و انما ايضا باسلوب حياته مأكله و مشربه و ملبسه و تصرفاته و تحركاته و ايضا في اعترافه باخطائه وعمله على إصلاح نفسه وخدمة مجتمعه الذان كانا يسيرامعاً وكم من مرة اعترف بخطأ ارتكبه مهما كان ذلك مكلفا وبأنه تسرع في بعض الامور و اصلح من نفسه سواء في بيته او عمله او افكاره و ان الانسان يخطيء لكن يجب ان يقوم من نفسه و مساره و يصلح حاله و يهذب نفسه طالما هو على قيد الحيا و مثال على ذلك يقال بأن إمرأة جاءت لغاندي من مسيرة يومين وكانت قد جلبت معها طفلها وقالت لغاندي: إنني أحضرت طفلي الذي يحبك كي تنصحه بأن لايأكل السكر فإن الأطباء حذروه من أكل السكر ولكنه لايقتنع بكلامهم ولاكلامي .

فقال غاندي : إذهبي وتعالي بعد إسبوعين . قالت المرأة وهي غاضبه: أنا أتيتك مسافره يومين بالقطار والآن تعيدني بقولك المقابله إنتهت تعالي بعد أسبوعين وأجلبي ولدك معك. فقال :نعم فذهبت وعادت بالوقت المحدد وقالت له أنا التي أتيتك منذ أسبوعين فقال : أتيتيني بشأن ولدك والسكر فقالت : نعم وهي مستغربه كيف إستطاع أن يتذكرها مع أنه لم يرها سوى ثوان ولم يعرها أي إنتباه فقال للولد يا ولد أتحبني فقال الولد نعم قال أنا لاأكل السكر فإن كنت تحبني فلا تأكله.

فقالت الأم ولماذا أرجعتني بالمرة الماضيه ؟ قال حكيم الهند : في المره الماضيه كنت آكل السكرولحبي لولدك منعت نفسي من أكل السكرحتى أستطيع أن أنصحه بما لايعيبني. والملفت أن غاندي كان لايعتبر امتناعه هذا نوعاً من الحرمان بل إنه كان يدفع نفسه إلى الاستمتاع بوضعه الجديد قدراستطاعته وكان يشجع أفراد أسرته على ضبط النفس والالتزام بما هو مفيد لصحتهم من وجهة نظره مهما كان صعباً ( مرضت زوجته مرضاً خطيراً مرة فتوسل إليها بعد أن أخفقت جميع أدويته لأنه كان هو الذي يتولى علاجها بطرقه الخاصة المعتمدة على العلاجات بالماء والتراب توسل إليها أن تجتنب الحبوب والملح ولكنها رفضت ذلك وقالت له إنه شخصياً لن يجتنب الملح والحبوب إذا طُلب منه ذلك فقال لها أنت مخطئة. لو كنت مكانك لاجتنبتها وأعلن أمامها أنه سيترك تناول الملح والحبوب عاماً كاملاً سواء فعلت هي مثله أم لامما جعل زوجته تلتزم بنصيحته ولم يتراجع غاندي عما ألزم به نفسه وبالفعل امتنع عن أكل الحبوب والملح عاماً كاملاً .

يعد غاندي من الزعماء القلائل الذين نالوا شهرة واسعة في هذا العصر، حيث وهب حياته لنشر سياسة المقاومة السلمية أواللاعنف واستمر على مدى أكثر من خمسين عاما يبشر بها. كما اهتم بالدفاع عن حقوق الأقلية المسلمة وتألم لانفصال باكستان وحزن لأعمال العنف التي شهدتها كشمير ودعا الهندوس إلى احترام حقوق المسلمين مما أثار حفيظة بعض متعصبيهم فقررت التخلص منه، وبالفعل في 30 يناير1948 أطلق أحد الهندوس المتعصبين ثلاث رصاصات قاتلة سقط على أثرها المهاتما غاندي صريعا عن عمر يناهز 79 عاما.و قد خسره كل اصدقائه من كل الجنسيات و الديانات و السياسات ممن عاصروه او لم يعاصروه الحقيقة ليس هناك عبارة تعطي لغاندى حقه غير صفة الانسان فانها تحتوي على كل انواع الفضيلة لانه وضع كل امكانياته وقدراته وقوته وحياته في سبيل الانسان ومن اجل الانسان ، عاش ومات من اجل الانسان فكان يقول : مغزلي امامي ومن ورائي عنزتي الذين لايملكون شيء .

لانه يملك المغزل الذي يصنع له لباسا بسيطا وعنزة يتناول الطعام منها ويقر بانه يملك كل شي ومع ذلك انه يناضل ويضحي من اجل الذين لايملكون شيء ، اي ان الانسان يرى السعادة والراحة والغنى والحياة في سعادة وراحة وغنى وحياة الاخرين في حين اعداء الانسان يرون السعادة والراحة والغنى والحياة بشقاء وتعب وفقر وموت الاخرين غاندي الانسان استطاع بانسانيته ان يحقق ما عجز اي ديكتاتور على تحقيقه بكل اسلحته وادواته المدمره ،بالمحبه والايمان والتسامح، بالعدل والمساواه وقبول الاخر، بالطيبه بالانسانيه بالرأفه، و ايضا الحكمه، فعل غاندي المعجزات،( احبه جدا واحترمه جدا) ويكاد يكون ملهمي من الشخصيات السياسيه لانه لم ينظر للوطن كشركه تجاريه استثماريه ولم ينظرللمواطن على انه اداة لتسوية المصالح السياسيه الشخصيه لسلطة الافراد ولم يظلم احد باسم الدين ولم يقتل احد باسم التصليح والاصلاح والعقاب ،سلاحه الفكر والحب والايمان سلاحه الاصلاح بروح الانسان اصلاح يدوم ويتوارث وليس بالاكراه والعنف الذي يولد حقد وعنف ويورث الاجيال العدائيه ، الله يرحم من قال انا املك كل شي لكني اناضل في سبيل الاخرين.الله يرحمك يا غاندي




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !