أستاذ كلام
عندما يتحدث المحلل السياسي والاستراتيجي حنكور أمام الميكروفون في أي برنامج حواري يلتوي لسانه بكلمات بأي لغة أجنبية ولهجة غريبة يختص بها أهل الثقافة من علية القوم مع استخدام بعض (الإكسبرشنز) العسكرية الغامضة والفلسفية والنظريات العلمية في أصول الحرب وصفقاتها المتعددة بين الدول ويقول لك ليست هناك صداقة دائمة ولكن مصالح متغيرة ...ويشبعك كلاما ويجول في أنحاء التاريخ والجغرافيا ويربط ما يحدث الآن بما حدث في عصر الحكم العثماني مع ذكر أسماء قادة لا تعرفهم أنت ...هو فقط يعرفهم وقالوا له كذا وكذا حين التقى بهم في حفلة عيد ميلاد السلطان قلاوون!!!!... يوهمك أنه قابل رؤساء أمريكا على حفلات العشاء وقال له الملك فلان والرئيس علان بعض خفايا المؤامرات التي تحيكها دولة كذا على دول كذا.. باختصار يوهمك أنه هو أكثر العارفين ببواطن الأمور والمطلعين على خفايا السياسة.......وتتحرك اليدان كثيرا أمام الوجه لإخفاء علامات الكذب ...وتستخدم عبارات طويلة ملتفة حتى تبدو الفكرة بعيدة عن الفهم (بسبب جهل المشاهد) ...إن المتحدث قد أتى (تكرما) ليشرح ما استعصى على فهم الشعب من مجريات الأمور...وليبين لماذا وكيف حدث ما حدث؟ ....وما هى النتيجة بعد عدة شهور أو أعوام؟.... وكأنه اطلع على غيب الله.!!!.....يمضي الحديث مملا رغم أنه يسخن أحيانا ويبرد أحيانا أخرى ليتوهم المشاهد أن الموضوع يدرس بعناية وتدقيق ...ويسأل مقدم البرنامج سؤالا طوله عشرة دقائق لا يفهمه المشاهد ولا ضيف البرنامج !!! ...ولكن الضيف يجيب في ثقة وثبات بجمل أخرى لا تختلف عن السؤال في الإبهام ...ويختم المذيع برنامجه بقول أن الوقت داهمه ويتأسف للضيف على انتهاء الوقت..... لكنه وللعجب يظل يتكلم بضع دقائق أخرى كانت تكفي سؤالا غبيا مثل الأسئلة السابقة ...يختتم البرنامج ويسأل المشاهد نفسه...........ماذا قالوا.......؟؟؟؟...تماما مثل هذا المقال الذي قرأته للتو.............................لماذا تضحك؟
التعليقات (0)