يزداد الملف الايراني سخونة يوما بعد يوم، فبعد نشر انباء شبه مؤكدة عن تشكيل الحكومة الكويتية لجنة طوارئ برئاسة السيد عبدالله بشارة الامين العام الاسبق لمجلس التعاون الخليجي مهمتها وضع خطة طوارئ لمواجهة اي تسرب اشعاعي نووي في حال قصف مفاعل بوشهر النووي الايراني على الجهة المقابلة للكويت على الشاطئ الشرقي للخليج العربي، ها هي قوات الحرس الثوري الاسلامي الايرانية بدأت يوم امس مناورات برية في الصحراء الوسطى، ومحافظة يزد وسط البلاد، تحت شعار والفجر.
الكويت لا يمكن ان تقدم على تشكيل مثل هذه اللجنة لولا وجود قناعة راسخة لدى قيادتها بان احتمالات قصف مفاعل بوشهر الذي بدأ تشغيله رسميا قبل اشهر معدودة بقضبان من اليورانيوم المخصب جاءت من روسيا مرتفعة ومرجحة، اما الحرس الثوري الايراني فلا يمكن ان يعلن عن مناوراته هذه في قلب الصحراء لولا وجود معلومات شبه مؤكدة ايضا عن احساس قيادته بان احتمالات حرب في الصحراء ضد تدخل خارجي كبيرة، فالتدريبات في الصحراء تأتي اختبارا لقدرات قوات المشاة والمعدات التي تستخدمها، مثلما تأتي استكمالا لمناورات بحرية مكثفة بمختلف الاسلحة والسفن الحربية والغواصات والزوارق السريعة اجرتها القيادة العسكرية الايرانية في الشهرين الماضيين.
توقيت هاتين الخطوتين، الكويتية والايرانية، رغم عدم التنسيق بينهما، على درجة كبيرة من الاهمية، فهو يتزامن مع تصريحات لبيني غانتز رئيس هيئة اركان الجيش الاسرائيلي قال فيها انه يجب ابقاء جميع الخيارات مفتوحة، ومطروحة على الطاولة بشأن ايران وتأكيده على ان اسرائيل ستتخذ قراراتها بنفسها ازاء هذا الملف من منطلق اعتبارات واسعة تأخذ بعين الاعتبار الاجراءات العالمية والممارسات الايرانية ذاتها.
وربما ليس من قبيل الصدفة ان يتحدث غانتز عن استقلالية القرار الاسرائيلي تجاه الملف النووي الايراني، فهذه الاشارة هي رد مباشر على تقارير اسرائيلية تقول ان الولايات المتحدة تسعى لثنيها اسرائيل عن شن هجوم على المنشآت النووية الايرانية لاعطاء فرصة للعقوبات الدولية المفروضة على ايران لكي تعطي مفعولها.
وهناك تقارير مضادة تقول ان زيارة المسؤولين الامريكيين لتل ابيب وآخرهم جيمس كلابر مدير الاستخبارات الامريكية وتوم دونليون مستشار الامن القومي الامريكي الى تل ابيب قد تكون بهدف تنسيق المواقف بين البلدين والاعداد للحرب ضد ايران، وتوزيع الادوار ووضع الخطط اللازمة في هذا المضمار.
المعلومات متضاربة حتما، وليس من المألوف اعلان النوايا الحربية هجوما وتنسيقا على الملأ، ولا تحتاج الادارة الامريكية الى ارسال المبعوثين لنقل رسالة الى اسرائيل بمعارضتها لاي هجوم على ايران.
هل هي الحرب النفسية ربما.. هل هذه التهديدات مجرد قنابل دخانية يطلقها الجانبان الاسرائيلي والايراني؟
من الصعب الاجابة على هذه الاسئلة، ولكن ما يمكن قوله هو ان الحرب الباردة في الخليج والمنطقة كلها اوشكت ان تتحول الى حرب ساخنة بل شديدة السخونة.
التعليقات (0)