لكل عصابة فاسدة في بلدنا سيف من قش تنهر به كل من يحاول القبض على رؤوسها ، وسقف فلاذي يغطي مواقعها ويتستر على جرائمها التي ترتكبها في حق المجتمع ، ومنابر نجسة تبيض وجوهها ومواقعها ولو بالنباح ..
في البلدان التي يقلدها أقزام السلطة والسياسة ( المغاربة ) في كل شيء إلا في الغيرة الوطنية ما أن ينفضح أمر خائن أو لص أو فاسد حتى تتوحد كل أطياف المجتمع مهما اختلفت لمطاردته والقساس منه في إطار القانون مهما سما موقعه حتى وإن كان رئيس الدولة والأمثلة لا حصرة لها في أمريكا وإيطاليا واليابان .. أما في مملكتنا الشريفة فالأمر معاكس لذلك بثلاثة مائة وستين درجة .
فرغم أن المغرب منذ استقلاله العسكري المباشر سقط فريسة بين أنياب عمالقة اللصوص والمفسدين من " أبنائه " بل حتى من الأجانب بصفات مزيفة بقي الجهر بالحديث عن الفساد ( الديني والسلطوي والسياسي والاقتصادي والأمني والاجتماعي .. ) من الطابوهات والتجرء على محاربته من المستحيلات لأنه قام على أسس جد صلبة فوق أكتاف الشعب وتغطى بالسلطة المطلقة لقانون الخصوصية المغربية وسيستمر في تغوله ما دام الشعب منزوع السيادة ..
وهكذا ما أن نشرت أسماء وصور بعض المفسدين في القضاء والاقتصاد - وأكيد من خلالهم السياسيين - حتى أعلنت عصابة عمالقة اللصوص والمفسدين حربا مضادة بكل الأدوات ومن كل المواقع وبدأت تدفع بأقزامهم للصراخ والنباح ..
فبعض جرائد ومواقع الدعارة والرذيلة التي هي ألسنهم النتنة وعصاهم الهشة في التسول السياسي طلعت علينا بما لا يصدق من آراء لا تمس للمواطنة بصلة :
فهاهي " جريدة النهار المغربية " كأخواتها في عددها 2393 ليوم 05 مارس 2012 تصف في أحد أعمدتها نشر لائحة بعض المستفيدين من رخص النقل ( وأغلبهم ميسوري الحال ..والأحوال) بالعمل التافه وبالمسرحية .. وبعض " القادة السياسيين " وصفوا المبادرة بالعمل الشعبوي (..الديب اللي ما لحق اللحم تيقول خانزة ، واللي فيه الفز تيقفز .. ) .. وقس على هذا ما سبق وما يواكب وما قد يأتي .. وما خفي أكيد أنه أعظم .. فمن أية طينة مثل هؤلاء يا وطن ؟؟
- محمد المودني - فاس .
التعليقات (0)