مواضيع اليوم

مقال : من الأهم الإصلاح أم التغيير ؟؟

محمد المودني

2012-03-25 19:07:11

0

نشر أحد رواد المواقع الاجتماعية أمس السبت 24 مارس 2012 صورة مركبة لملك المغرب محمد السادس تثير الاشمئزاز والقرف في نفوس كل من اطلع عليها حتى وإن كان من غيرالمغاربة ومن غيرالمسلمين وبعنوان أقل ما يقال عنه أنه سخيف أو أدنى من ذلك . العمل كله لا يمس للأخلاق ( لا الدينية ولا الكونية ) بصلة وبالتالي فهو من الأعمال المحبطة التي تغتال يوميا الأمل في نفوسنا وتقوي من تشاؤمنا بمستقبل وطننا وأمتنا خصوصا إذا كانت مثل هذه الأعمال لأطر علمية مفترضة ، والحقيقة أن كل عمل يدل على مصداقية صفة ومستوى صاحبه . أنا لم يسبق لي أن اطلعت على رأي أو نقد بمثل هذه البشاعة والانحطاط الأدبي لا بالصوت ولا بالقلم ولا بالصورة حتى على جدران براريك الأحياء الصفيحية .. أو في الفضاءات الإباحية . نعم كل إنسان حر في قوله وفعله لكن دون أن يعتدي على حقوق الغير في أي فضاء حتى وإن كان افتراضيا .. الحرية هي مطلب وغاية ورأسمال كل إنسان لكن دون أن تكون وسيلة لاختراق حرية الآخر واغتصاب حقوقه . حق النقد تكفلك حرية الراي التي هي حق من حقوق الإنسان العنوان الرئيسي لكل ديمقراطية حقيقية خلاقة التي من بين ما تفرضه احترام حقوق الغير من بينها خصوصيات الفرد والجماعة أهمها وأقدسها الشكلين الظاهر والباطن أي الصورتين الداخلية والخارجية للإنسان اللتان هما من تشكيل خالقه وبيئته ولا إرادة له في اختيارهما ما يستوجب احترامهما ما لم يحدثا بإرادته ارتدادات متطرفة مدمرة لمحيطه .. وحتى في مثل هذه الحالات المتطرفة الإرادية الرأي يجب أن يكون إيجابيا وصادقا أي رأيا إصلاحيا سلسا مخلقا ما يستوجب نقدا متنورا ومهذبا غايته إصلاح السلوكات أقوالا وأفعالا بطرح حلول نظيفة لا تقبل التأويل والتلويث على اعتبار أن الإصلاح يحدث أتوماتيكيا التغيير النافع وأما التغيير العنيف لا يؤدي بالضرورة إلى الإصلاح الأسمى ، والتاريخ الإنساني يحفظ لنا أدلة قوية على مثل هذا الطرح .. فالتغيير الذي قاده نابليون بونبالرت في فرنسا وذاك الذي تزعمه لنين في روسيا وما قام به أدولف هيتلر في ألمانيا وموسوليني في إطاليا والتغييرات العنيفة التي حصلت في معظم دول أمريكا اللاتينية وإفريقيا وآسيا وصولا إلى ما شهدته المنطقة العربية من أحداث عنيفة .. كلها تغييرات لم تحدث في وقتها إصلاحات كالتغييرات التي أحدثتها الإصلاحت في المملكة المتحدة ومعظم الدول الأروبية واليابان .. وجنوب إفريقيا .. وعليه فإذا ما كان لهذا التحليل البسيط شيء من المعنى وإن كان تحليلا ساذجا فلن تكن لحرية الرأي ومن خلاله حرية النقد أية فائدة على الإنسانية عموما وعلى مجتمعنا خصوصا إذا ما تجردت ( حرية الرأي ) من الأخلاق الكونية وقبلها وبعدها الدينية التي هي من مقومات الإصلاح الصحيح لأجل التغيير المنشود . فحرية الرأي الخلاقة والنقد المتنور يستوجبان قدسية الوحدة الوطنية بعد قدسية الله ورسوله وكتبه وأنبيائه ، والوحدة الوطنية كتلة لا تقبل التجزئة من أركانها : وحدة الأرض والشعب والدين واللغة والمؤسسات ، هذه الأركان إذا ما تعرضت كليا أو جزئيا للتصدع أو للإهتزاز فيكون مصير الوطن الانهيار . والمؤسسة الملكية في بلدنا ( المغرب ) الممثلة لكل مؤسسات الدولة هي من أهم أركان الوحدة الوطنية التي قامت بها وعليها هذه الدولة ، والملك كشخصية معنوية وذاتية هو رمز هاته المؤسسة لا يجوز الاعتداء على خصوصياته الشخصية أخلاقيا قبل قانونيا ونقده لا يجوز أن يتعدى إطار ممارساته في تدبير الشأن العام وكل ما تمس بالوحدة الوطنية .. لست لا فيلسوفا ولا منظرا ولا مصلحا ولا بطلا .. ولست منافقا ، مواطن بسيط وموظف أبسط من ذلك لا هم يحز في نفسي غير توفير الحد الأدنى من شروط استمرار حياتي وحياة أسرتي ، ومحاربة الفساد ( كأغلبية المواطنين ) في البلد ولو بدقات قلبي بنية الإصلاح والتقويم .. إصلاح العقليات وتقويم الثقافات بغية تحقيق التغيير المنشود .. تغيير السياسات والقوانين ، وتغيير كره المواطن لوطنه بحبه وتبجيله ، وهذه هي القاعدة التي أعتمدها في معارضتي لسياسة وسلطة النظام وترساناته ..

- محمد المودني - فاس .
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات