مواضيع اليوم

مقالات سامي القريني في صحيفة أوان : أصحاب البشوت

غسان المفلح

2010-06-13 14:12:21

0

أصحابُ "البشوت"

سامي القريني

 

عدد المكالمات التي لم يُرد عليها في جهازك النقال خمسون مكالمة، عدد الرسائل التي يختنق بها صندوق بريدك الإلكتروني تسعون رسالة، عدد الشتائم - التي تلقيتها وما زالت تلاحقك أينما ذهبت خلال أسبوع واحد - تجاوز الألف ! كنتَ تتساءل دوماً أيكون العلقم في ريق المنافق شهداً ؟ ثم تجيب نفسك : ربما ! إنه واقعنا الذي نعيشه، إنها مأساتنا الحقيقية، لماذا كلما أمسكتُ قلمي تحولتْ أوراقي إلى خرائط سوداء فارغة ؟ ولماذا كلما جلست وحدي أحسست بأنَّ هناك ألفَ عينٍ تخترق حواجز الظلمة وتحدّق بي، وبأنَّ ألفَ أذنٍ تلتصق على باب حجرتي بقصد التنصّت حتى على تنفّسي ! ما أكثرَ الصحف .. وما أقلّ الحريّة !

قبل أسبوع واحد نشرت مقالة بعنوان "لو كنتُ على كرسي بدر الرفاعي"، وإذا بجهازي النقال يصاب "بجلطة هاتفية" من كثرة الاتصالات ! لم أغلقْ هاتفي، كان الكلام الموجّه إليَّ قاسياً عبر الرسائل، وكأنني ارتكبت جريمة في حقّ المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وقد ظنَّ بعض الموظفين أنني أحسدهم على مناصبهم "يا لفراغ عقولهم"، أنا لا أريد أن أقترب من هذا الصرح الشامخ "قديماً" لُأسقطَ عليه غضبي، وإنما كان لزاماً عليّ أنْ أضعَ له خطة جديدة يسير على نهجها، لأنَّ في داخلي غَيرةً على الثقافة، وَقَبَساً من الإصلاح هيهات يخبو. وإنْ لم يكن صوتنا مسموعاً فتلك ليست مشكلتنا، إنها مشكلة من لا يحسنون الإصغاء لأنهم وضعوا أصابعهم في الآذان، وتربّع كل واحد منهم على كرسيّه ! أما نحن، فإننا سنحمل أقلامنا وننشر أوراقنا وسنحقق بإصرار عزيمتنا ما نطمح إليه. إنّ الحل الوحيد للمجلس الوطني هو غربلة موظفيه، وهذه الغربلة ليست أمراً شائكاً أو معقّداً كما يعتقد المثقفون، إنها تشبه فصل ماء البحر عمّا يرافقه من الأحساك والأوساخ، وبعد مشروع الغربلة هذا، يَعقد المجلس مؤتمراً نقاشياً يدعو إليه ثلّةً من الأدباء والفنانين والمهتمين بالشأن الثقافي داخل دولة الكويت ويفتح معهم باب الحوار، وينفذ مقترحاتهم لا أن يضعها في الأدراج ليتكاثر وينمو عليها الدود والغبار طيلة هذه الأعوام، ولا أن يهزأ بمن يحملون ألوية الإبداع، لَعمري إنّ المسؤول الذي يجلس على هذا الكرسي ويشمت بمبدعي بلده ويتحداهم لَـمسؤول تتبرّأ منه الثقافة والفنون والآداب، ويتبرّم منه منصبه!

كما أن مسألة استجواب الأمين العام للمجلس مسألة ضرورية جداً، فهناك أسئلة كثيرة، تخص الميزانية، والرحلات "التي ازداد معدلها في السنوات الأخيرة"، والمخصصات، وما إلى ذلك. إنّ المبدع الكويتي بحاجة إلى دعم مادي ومعنوي من قِبل المجلس، فأين هذا الدعم ؟ يقولون أن الميزانية لا تكفي، هذه العبارة تضحكني !

أتكفي الميزانية للمخصصات التي تُصرف لمجموعة من الموظفين "الإداريين" الذين يحتلون الصفوف الأمامية ويلتفون "ببشوتهم" كأي عابر سبيل، وعقولهم تشكو جفاف المعرفة !؟ أتكفي الميزانية - للذين لا يفقهون شيئاً في الأدب - في كل تلك الرحلات المتكررة، ولا تكفي للمبدعين !؟ إنه أمر لا يصدّقه عاقل أبداً، وللأسف .. لقد أصبح الزيف مهنة من لا مهنة له في عصرنا هذا! إنهم يريدون منا أن نغلق أفواهنا بالشمع الأحمر ونبقى صامتين نغني لهم ومعهم « آه ونص»!

ثم ماذا .. ؟ أيكون الأمر متروكاً لما يمليه عليهم مزاجهم الشخصي، أم نبقى نهدي ثواب سورة "الفاتحة" إلى روح المرحومة -المضطهدة- "الثقافة" كل يوم ؟

أيها الملتفون "ببشوتكم" اخرجوا من هذا المثلث "الثقافة والفنون والآداب" وابحثوا عن مهنة أخرى

تليق "ببشوتكم"، واتركونا نستنشق هواء نظيفاً خالياً من سمومكم ..

لقد أعمى غباركم أبصارنا !

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !