طبقة النبلاء بين الأمس واليوم
هكذا تحكم طبقة النبلاء في النظام العربي
د.محمد احمد جميعان
في مرحلة بائدة من العصور المندثرة يحدثنا التاريخ عن طبقة النبلاء التي سادت في عصر الإقطاع والاستعباد ، فكانت مظاهر ذلك العصر تتمثل في الأسرة المالكة التي يتزعمها الإمبراطور وطبقة النبلاء التي تحتكر المناصب والمواقع وإدارة الدولة باسم الإمبراطور ، وطبقة الرعاع او الرعية او العامة كما يقال اليوم وهذه الطبقة ( العامة ) إما أن يكونوا رقيقا ( عبيدا ) ملكا خاصا للنبلاء يجلدونهم ويحرثون عليهم ثم يبيعونهم في سوق النخاسة عندما يبدر منهم أي تمرد ولو طفيف حتى شاع بين هؤلاء النبلاء قول مشهور ” لا تشتري العبد إلا والعصا معه إن العبيد لأنجاس مناكيد “، وشريحة أخرى من العامة هم العمال والموظفين والخدم وجامعي الضرائب والصداحين و التجار والصناع والزراع والحِِذاء ( الذين يصنعون ويركبون أحذية الخيل وأسرجتها ) وهكذا ..
الا ان هناك شريحة من الرعاع او العامة يسمون البلهاء وكانوا يتباهون انهم بلهاء لانهم في خدمة النبلاء مباشرة وأعلى منزلة من العبيد تماما كما النبلاء يتباهون انهم نبلاء ويضعون على رأسهم ريشة لانهم في خدمة الامبراطور مباشرة ويحتكرون المناصب والمال والجاه والسلطة وليسوا من عامة الشعب .. وهؤلاء البلهاء يملكون لسانا حادا وعقلا فارغا ولا عمل لديهم سوى ان يستخدمهم النبلاء مقابل حفنة من المال اوراس من البقر او ربما لحسة من دهن او عسل ليسلطونهم على بعض العامة ممن ترتفع عقيرتهم او يفكروا ان يطالبوا بحقوقهم او ان حتى ان يصرخوا من الالم لان القاعدة في هذا المجتمع ان يجلد النبلاء العامة في ارزاقهم وأوطانهم وأعراضهم وكل شيء وما على العامة الا السمع والطاعة وتحمل الالم دون صراح حتى لا يجرح مشاعر النبلا ء…
ومع ذلك فان طبقة النبلاء في تلك العصور على استعبادها للبشر واحتكارها للسلطة وتوارثها للمناصب والمكاسب والجاه والمال والإقطاع الا انها كانت لديها قواعد للسلوك تعاف ان تمد يدها لما هو بأيدي العامة وترفض ان تقاسم العامة وظائفهم وارزاقهم واتعابهم لانها تترفع عن ذلك وتضع على رأسها ريشة تميزا لهم ولا تتمسكن ولا تتوجهن ولا تصطنع التواضع ولا تدعي الفقر وهم يأكلون في ملاعق من ذهب بل كانوا يتباهون بانهم نبلاء يتركون للعامة تجارتم وارزاقهم ووظائفهم ولا يتوسطون لاحد على حساب احد حتى غدت الوظائف وان صغرت بناء على توصيتم ورنين هواتفهم .
أي بالعربي الفصيح طبقة النبلاء في عصر الأمس وليس اليوم بعد ان عادت من جديد لم يأكلوا الاخضر واليابس ولم يكونوا جشعين وبلاعين وأكالين ونكارين وكذابين ومخادعين، ولا يقولون ما لا يفعلون ولا يتجملون بالتواضع ليضحكوا على ذقون العامة ولا يدعون الكفاءة والمثابرة والعبقرية وهم يتوارثون المناصب ويتداولونها فيما بينهم حتى ان بعضهم يحسب بالسنة والشهر متى يصبح ابنه رئيسا او وزيرا او مديرا بمستوى وزير ومتى يوصل اخاه الى الوزرار او الرئاسة او اخته او زوجته او او او او او او… ولن يتسع المقام لذكر الاوات ….
والأعظم من ذلك كله طبقة النبلاء في تلك العصور كانت شجاعة ولا تتستر خلف الامبراطور ولم تكن تخاف وتجبن وتفر عند اول صفرة او هبة ولم تكن تحول ارصدتها ومتاعها الى الخارج عندما تهب العاصفة او يستشعرون الخطر ، بل كانت من الجرأة والصدق انها لا تاتي باحد من العامة ليصبح وزيرا او مديرا لمرة واحدة او مرتين ذرا للرماد في العيون ثم يطوى مع النسيان على راتبه التقاعدي لان مهمته قد انتهت بينما هم هؤلاء النبلاء يترفلون بالمال والتجارة والسلطة والمناصب من حكومة الى أخرى ومن موقع الى آخر حتى يتوفاه الله او يعتزل السياسة…
drmjumian@Gmail.com
http://drmjumian.blogspot.com
خلوي0962795849459
أوقفوا الجنون ... وبدلوا سياساتكم المتخبطة...
الاتجاه المعاكس في الجزيرة وضيوف الاستفزاز الأمريكي
د. محمد احمد جميعا ن
لكل فعل رد فعل،ولكن أي رد يمكن أن نتوقعه ؟ فقد تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، وقد يختلط الأمر على البعض المسيء أن فعلهم يخدم مصالحهم ويأتي حسب مرامهم وإذ به يقذف بهم إلى التهلكة والمجهول بل والى ما يخافون منه ويكافحونه ليل نهار.
ما دعاني إلى هذا الحديث استمرار مسلسل الإساءات إلى الإسلام ورسالته العظيمة ونبيه الأكرم تحت مبررات مكافحة الإرهاب وكل يوم نسمع جديدا يفوق ما كان من تلك المرأة التي ظهرت في برنامج الاتجاه المعاكس في قناة الجزيرة بتاريخ 21/2/2006 تتهجم على الإسلام وآيات قرآنه بشكل مقذع قادح حاقد تحت عباءة الإرهاب اعتقادا من فكرها الذي لا يخلو من هوس ومرض نفسي مزمن أن كلامها هذا يشوه الإسلام ويحارب الإرهاب وأنها تحسن صنعا في خدمة مجتمعها وربما اللوبيات والأجهزة التي توجهها الى آخر اساءة من حاقد آخر قبل بضعة ايام في البرنامج نفسه في قناة الجزيرة وكان الموضوع تكميم الافواه ومنع الفضائيات من انتقاد امريكا ( حلقة يوم 19 /1/ 2010) يدافع هذا عن امريكا ويتهجم على الاخرين من المقاومة بنفس المستوى الحاقد البذيء من رجل هذه المرة وليس امرأة يحمل نفس الافكار والمناهج والتدريب والبذاءة والاستفزاز ....
وانني اذ اذكر في تلك الحادثة القديمة والحادثة الجديدة قبل ايام في البرنامج نفسة والقناة ذاتها لاربط بينهما لاجد المنهج نفسه في الاساءة والتخبط والاستمرار في الغطرسة والتجبر والعشوائية ذاتها ، وهناك اسوأ منه بكثير ولكنه غير معلوم من قبل الجميع لانه ينشر في المحطات والصحافة الغربية التي يتابعها الغرب نفسه ولا تصل الينا بشكل شبه يومي تقريبا.
واقول للغرب المسيء منه واعلامه المتخبط منه لن تستطيعوا تشويه الإسلام ورسالته العظيمة ونبيه الاكرم لأنه محفور في الصدور ومحفوظ في كتابه وبطون الكتب عندكم وفي أنحاء العالم كله والاهم من ذلك أن الله تكفل بحفظه ،وها هو يحقق انتشارا غير مسبوق في ديار الغرب نفسها ويزداد عددا واعتناقا كلما اشتدت هجمة الحاقدين عليه ولا يحتاج إلى دفاعنا بل إن قيم الإسلام ومبادئه وخلق نبيه تدافع عن المسلمين جميعا وتوحدهم وتجعلهم شيمة بين الأمم...
إن تراكم جنون البعض ومؤامرات اللوبيات والحاقدين واستمرارها على هذا النحو الذي يربط الإسلام بالإرهاب سوف يؤدي إلى تفريغ هذا المفهوم من معناه ومغزاة بل وما هو أكثر من ذلك إلى نحو يسكن في النفس ويستقر له الوجدان أن محاربة الإرهاب ما هوالامحاربة للإسلام نفسه ،مما يعني أن يصبح الإرهاب وساما لن تجدوا معه من يقف معكم في ديار الإسلام لمحاربته، فماذا انتم فاعلون بعد ذلك ؟
ويكفي أن أشير إلى مقدمات ذلك اعتراف الكثيرمن اعلاميي الغرب بأن الاعلام الالكتروني للجماعات الاسلامية " الاصولية " قد تفوقت على أمريكا إعلاميا رغم أن أمريكا تمتلك امبراطرية للأعلام وتنفق مبالغ ضخمة في ذلك مقابل تنظيمات من أفراد لا يمتلكون وسائل إعلامية ثابتة ؟! فكيف حصل التفوق؟
نعم لان أمريكا بسياساتها الخاطئة والمتخبطة وما تمليه على الاخرين ..وما نراه من هذا الجنون والحقد والبذاءة والعشوائية ... قد أغلق العقول والقلوب عن سماع إعلامهم ورسائله وأفسح المجال للرأي المقابل أن يتم تداوله بسهولة ويسر ولن تنفع المليارات ولا الخطط الإعلامية مهما أوتيت من فكر وقوة أن تبدل الحال مالم تتبدل السياسات الخاطئة والمتخبطة في المنطقة...ويوقف مسلسل الحقد والجنون .. الذي نراه في مهاجمة الإسلام ورسالته العظيمة ومقاومته المظفرة ...
drmjumian@gmail.com
خلوي/ 00962795849459
http://drmjumian.blogspot.com
تساؤلات خطيرة في تقنين المواقع الالكترونية
د. محمد احمد جميعان
هبة التقنين الذي تشهده بعض الدول في مواجهة المواقع الالكترنية فيها غريبة في توقيتها ومضمونها مع اختلافات كبيرة في بعض الساحات ، ففي حين يحتد الصراع بين الصين وبين شركة جوجل العملاقة صاحبة اكبر محرك بحث في العالم وتهدد جوجل ان تنسحب من السوق الصينية الكبيرة التي تعد بالف مليون نسمة ، ترتفع على الساحة الاردنية نقاشات حول قانون يؤطر ويحدد ويضع شروطا ورقابة على النشاط الالكترني في الاردن , وهنا الفارق الكبير ففي حين تستطيع الصين بعضمتها وحجم سكانها ان تقيد ذلك لانها مساحة ضخمة وحجم سكان كبير فهي قارة وفضاء بحد ذاتها تملك لغتها وثقافتها واقتصادها وفضائها وتعدادها ونظامها الشمولي ومع ذلك تقف عاجزة امام تهديدات جوجل وتحاول تسوية الامور معها ..
ولكن ان يقف البعض في الاردن ليضع ويشرع قانونا يقيد المواقع الالكترونية امر في غاية الغرابة من نواحي كثيرة لعل ابرزها كيف يمكن الاحاطة والتطبيق ؟ وما نتائج مثل هكذا قانون من الناحية الامنية مستقبلا وليس آنيا ؟ وما حجم المواجهة التي يضعون الاردن بها مع فضاء مفتوح ومتدفق وملتهب ؟ وما هي المكاسب السياسية والامنية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية في مثل هكذا تشريع منفتح اجبارا على العالم كله ؟
انني وانا اطرح هذا التساؤلات ارى ان مثل هكذا تشريعات التي تقيد النشاط الالكتروني تفتقر الى ابسط مقومات النجاح لانها لا تصمد امام فلسفة التشريع المستهدف منها ” الذي يهدف الى ضبط النشاط الالكتروني حتى لا ينزلق ويتعاظم ويؤثر على حالة الاستقرار العامة في الدولة ” ؟! لان التقييد هنا مستحيل خلافا للصحافة الورقية التي بالفعل تم تقنينها وضبطها وتدجينها واصبحت مكانا ووسيلة للدعاية والاعلان والتبجيل ..،
بل اذهب الى ابعد من ذلك لاقول ان من يعمل على اقامة هذه المواقع او يشارك اويساهم والتي في اغلبها مدونات انما هي طاقات وعقول ومواهب شبابية متفجرة تنشد الاستثمار والعمل والتفريغ والتنفيس تمارس ذلك بمسؤولية ذاتية في اطار اخلاقي وسياسي وثقافي لا يشكل ازعاجا بالحد الذي يثيره البعض حولهم وعندما يمارس عليها الضغط والتقييد والتقنين والتشريط سوف يذهبون في اتجاهات اخرى ليكتبوا في مواقع عربية وعالمية لا يحكمها القانون الاردني بل وسيكتبون باسماء مستعاره باكثر حدية وانتقادا وعنفوان في مواقع مجهولة ومتطرفة ينشر بها كل شيء وتنتشر كالهشيم وتزحف عليها محركات البحت لتضع فيها كل شيء خلافا للمواقع المعروفة والمقيدة في النشر التي تريدون تقييدها الان.
لان المسألة عندها تصبح تحدي وتقييد للحرية ولا تترك مجالا للتنفيس وتفريغ الطاقات ، وهنا نتحدث عن تشابك معرفي وثقافي وسياسي عربي وعالمي عجزت امريكا بعظمتها وقدراتها التكنلوجية والمادية وهيمنتها الاستخبارية النسبية على اساس الشبكة العنكبوتية ومحركات البحث العالمية ان تضع حدا لنشاط القاعدة الالكتروني والجماعات الاسلامية الاخرى التي تحاربها امريكا باظافرها واسنانها الا انها تقف عاجزة امامها في تقييد نشاطها الالكتروني ، فكيف بنا نحن ان نتولى مثل هكذا نشاط ؟! ولا اعتقد ان الاردن بحاجة الى فتح اعشاش وخلايا دبابير في الوقت الذي نحن بامس الحاجة الى تكثيف الجهود والطاقات للنهوض بالوضع الاقتصادي والمعيشي الذي نعرفه في منطقة ملتهبة وظروف استثنائية في مرحلة حساسة لا اعتقد ان مثل هكذا تشريعات تخدمها ؟!
drmjumian@Gmail.com
خلوي/ 00962 795849459
http://drmjumian.blogspot.com
استقالة وزير الاعلام لوضع حد لما حدث
لماذا لم يستقل وزير الاعلام لغاية الآن؟!
استقالة وزير الاعلام ضرورة ...
د. محمد احمدجميعان
اصبح متداولا بين الغالبية العظمى من المراقبين والراي العام ان من يقف وراء تهيئة الاجواء لمراقبة الانترنت وتقنين المواقع الالكترونية وسن التشريعات بهذا الخصوص هم بعض اصحاب او كبار ملاك الصحف الورقية اليومية وبالتحديد من يتقاضون رواتب خيالية اصبحت معروفة للجميع لان الصحافة الالكترونية اخذت منهم القراء والمهتمين واثرت سلبيا على حجم مبيعاتهم واصبحوا يخشون على مسقبل مشاريعهم الصحفية هذه نتيجة زحف المواقع الالكترونية عليها مما يسلبهم الجاه والمال والسلطة والاهتمام والعبقريةالتي كانوا يوهمون بها الناس وعلية القوم والتي جعلت من البعض منهم وزراء واصحاب نفوذ وسلطة بل وجعلت من الاباء والابناء والاخوة لاسرة واحدة صغيرة محدودة وزراء بالتناوب والوراثة بينما عشائر ومدن وبلدات وتجمعات سكانية باكملها تعد بالالاف ليس منها وزيرا واحدا على امتداد الأجيال الماضية ...
لا غرابة ان يتحرك البعض بكل قواه واسنانه ويتحمس ويندفع ويضع الدولة في حيص بيص وارباك غير مسبوق من اجل ان يحجم المواقع الالكترونية التي اصبحت تشكل خطرا على نفوذه وأرباحه وأضوائه ولو كان هذا التحجيم خاطئا بكل جوانبه العملية والتطبيقية والابعاد الامنية والسياسية والدولية وليس له أي جدوى سوى هروب شبابنا وطاقاتنا الى المواقع المشبوهة والمتطرفة باسماء مستعارة وبرامج اخفاء الهوية التي عجزت امريكا بكل طاقاتها التكنولوجية عن متابعتها والوصول الى محرريها مما يعني ان تلك التشريعات لو اقرت سوف تعطي مردود سلبيا وقاتلا وخطيرا ، ولولا ذلك لما خرجت وزيرة الخارجية الامريكية بنفسها في خطاب تم الدعاية له مسبقا لتصل رسالتها للجميع بان امريكا لن تقف متفرجة على من يقيد النشاط الالكتروني ، فلماذا وضعنا انفسنا في مواجهة الاصدقاء والمجتمع الدولي وهيبة الدولة وخنق الحريات واعشاش الدبابير وخلايا لا تحصى ولاتعد؟!
ولعل الاسوأ الذي ادخل الدولة في دوامة التبريرات هو اسلوب المعالجة والتراجع الذي شهد بعض التناقضات والتحركات المتداخلة وكثرت التصريحات على مستويات متفاوته مما اضعف موقف الدولة في الخارج والداخل واصبح اللغط عنوانا لهذه النشاطات والتحركات العلاجية لن يوضع حدا لها الا بضرورة استقالة وزير الاعلام نفسه الذي هو في حكم الدستور المسؤول المباشر عن السياسات الاعلامية وما ترتب على ذلك كله ... بل ولماذا لم يستقل وزير الاعلام بعد كل ما حدث من تراجع وتبرير وخطأ ولغط وبلبلة لغاية الآن..؟!
drmjumian@gmail.com
خلوي/ 00962795849459
http://drmjumian.blogspot.com
التعليقات (0)