مقاعد المجلس والوطني في السودان تحت أقدام السيدات
أهل الشمال في السودان متهمون دوما بالعنصرية وبالتعالي على خلق الله وتلك تهمة جائرة. وربما تكون جائزة في بعض الأحيان . ولكن الأمر سيختلف كثيرا لدى القراء لو أدركوا أن القضية وما فيها بعيدة عن تلك التهمة ، بل هي دعوة صريحة لأبناء وشباب الشمال بالنزوح غربا وبالتزاوج والانصهار مع قبائل غرب السودان حيث المستقبل الواعد والسلطة والثروة.
حيث أنني كنت قد قرأت يوما وفي موقع الكتروني لواحدة (سيدة) من أخواتنا الفضليات تعليقا أو تلميحا أو اتهاما موجها صوب قوى سياسية. تتهمهم فيها تلميحا. بان هنالك مآرب أخرى في تخصيص( 25 في المائة ) من المقاعد للنساء .
وقتها لم أقف كثيرا عندها ، لان الأمر أصبح كما تعلمون وتتابعون معتادا !! فبين الحين والأخر تنقل وسائل الإعلام ما يشيب له الولدان، وفي ذات الوقت و الحين لا بعبء به المعنيون!! وكأنهم في فلك أخر يسبحون.
وبعد مرور فترة ليست بالبعيدة (من يومين فقط ) أحسست بأنني مكبل باعتقادات ورسميات وأمور كثيرة تقذف بي الى خارج نطاق وخريطة المجتمع الذي انتمي إليه ، فالكل منهمك بمتابعة أخبار الانتخابات والتسجيل والخلافات والنزاعات الفكرية والسياسية . وانأ غائب وغير متابع لا اعرف كثير شي عن برامج الانتخابات وما يجري هناك. حتى أصبح في وجداني صراع داخلي بين مؤيد ورافض لما انأ فيه.
صوت يلومني على الغياب !! وصوت أخر يدوي داخلي ليؤكد لي قائلا لا ناقة لك فيها ولا ابل. فأنت من معشر المغتربين المُسخرين لخدمة غيرك في المغترب، وفي الداخل طوعا كان أم كرها . فباسمك أيها المغترب قامت الشركات والمشاريع التجارية، و فتحت به الجامعات وطرحت أسهم الشركات. إما بياناتك وسجلاتك التي لا تدخل في قوائم التعداد والتوزيع!! تجدها في قوائم الجباية والتسديد.. والمطالبة بحق الفـــداء، ودعــم الشهيد. وفي كشوفات التبرعات ولجان الأعمار، وشق الترع والطرقات ، وإعانة الهفتان واللهفان، وعزة السودان ، وشريان الشمال.
لماذا الكل سواك مهتم بالانتخابات، وأحوال الطقس، وأغاني الحماس ورقصات الأعيان وهز الكتوف. صوت آخر يناديني لمتابعة الأحداث ومجريات الأمور، فالأمر لم يعد مكلفا أو مرهقا للجيوب. فقط استقطع قليل من الوقت وطالع الأخبار وتصفح المواقع . الدافع في الحالتين منطقي !! ومتابعة الشأن السوداني وما يجري في الساحة أمر لا يضر. بل لا يليق لشخصي أن يكون خارج هذه المنظومة المتابعة للشأن السوداني.!!
فكان لي أن ابدأ مشوار البحث والمعرفة من موقع المفوضية العامة للانتخابات. لأتابع المستجدات وما فآتني من أخبار، وما استحدث من قرارات وتوجيهات وبيانات صادرة لمواكبة حملة الانتخابات.
وفي لمحة سريعة غير متأنية برقت لي فكرة ممارسة هوايتي اللعينة ، واكتب عن ملاحظاتي الغريبة ، والمفارقات العجيبة.. التي بدت لي مبكرا ، و قبل أن أبحر بعيدا من شواطيء التسجيل للانتخابات.
فقد استوقفني ملاحظة طريفة هو أن عدد المقاعد النسوية (المخصصة للسيدات (في شمال كردفان تفوق عددا كل المقاعد المخصصة للولاية الشمالية (برجالها ونسائها) ليس هذا فحسب.!
حتى لو أخذتا في الاعتبار أن الولاية الشمالية ، فيما سبق كانت تضم ولاية نهر النيل في حناياها ، فان مجموع مقاعد ولايتي الشمالية ونهر النيل أيضا اقل بكثير من المقاعد المخصصة لسيدات جنوب دارفور وشمال كردفان !! بدون أن نضيف إليهم بعض من تلك الاتجاهات التي سميت بها الولايات من شمال ووسط وشرق وغرب.
لذا جنحت بتفكيري المعتل إلى أن الفرضية و الإستراتيجية القادمة ستكون بالتزاوج أو النزوح غربا.. ليس إلى ذاك الغرب البعيد!! بل إلى الغرب القريب. وأهلنا النوبيون في شمال السودان على ما اعتقد لهم قبول وأواصر قربى وجذور ممتدة إلى كردفان وما بعدها ، حيث هنالك تواجد نوبي كثيف. وأمل في اللقاء والتقارب والعمل المشترك لاسترداد المجد والماضي التليد ..
فالتاريخ النوبي وتراثه يحكي أن توارث الملك كان للإناث دون الذكور، فبهن ومن خلالهن ( الكنداكات) كان الوصولللكراسي الحكم في السابق. وليس هنالك مانع من الوصول من خلالهن أو من خلال حصصهن إلى مقاعد المجلس الوطني في العهد الجديد ..
محمد سليمان أحمد- ولياب
Welyab@hotmail.com
التعليقات (0)