دعا السيد وزير الزراعة الموقر العراقيين عامة، برلمانيين وفلاحين، إلى مقاطعة الطماطم والاستغناء عن (شرها) بوصفها مادة تزرع في بلاد الكفر والإلحاد، وهذا يعني أنها ربما تكون سلاحاً فتاكاً يُذهب بأموالنا وكرامتنا أو انه سيكون منفذا تتيح للاستعمار احتلالنا والدخول في مدننا واستيطاننا وجعلنا عبيدا خاضعين لما يأمرون به ويقررونه في مجالس حربهم المشع منها روائح حقدهم الدفين علينا، ولذا فقد ارتأت الوزارة بدافع وطني أصيل وبخبرة المكافح والمناضل ضد الهجمات (الصليبية) التي ستهد قلاعنا وحصوننا لو بقينا مكتوفي الأيدي ومتفرجين صوب هجوم الطماطم !.
التوقف عن استهلاك الطماطم لمدة شهر واحد فقط حتى توفر الإنتاج المحلي، هي دعوة السيد الوزير، ولا جدال في نواياه الحقيقية، بمعنى انه دعوته هذه هي مساندة للفلاحين العراقيين الذين لم يشحذوا بعد مناجلهم وهممهم، من أجل إعطائهم الفرصة السانحة لمباغتة العدو وزرع الطماطم (العراقية) في أرضنا، وجعل هذا السلاح بأيدينا وتسلّم زمام المبادرة لإفشال أي هجوم محتمل من قبل أعدائنا بواسطة الطماطم النووية التي تتسابق الدول لامتلاكها لتكون دولة نووية خطيرة وقوية ذات تأثير في العالم اللاطماطمي !.
الوزارة، ممثلة بوزيرها طبعا، حاولت طمأنة العوائل العراقية بأنها ستغطي حاجتهم من الطماطم في حال عدم كفاية المنتج المحلي، أي أنها ستعمد فيما بعد إلى استيراد كميات إضافية للمحصول العراقي، لان ثقتها بالفلاح العراقي اضعف الإيمان، كونها تعلم انه في ظروفه الآن لا يستطيع توفير ربع حاجة السوق العراقية منها، وهذا يعني أنها ستقوم بعقد هدنة مع الدول النووية وتحمل شروطها العسكرية ودفع الجزية كل عام مع رفع علمها بجوار علمنا العراقي وربما سنضطر الى الدخول معها في حلف شمال طماطمي إذا ما تعرضت دولها إلى هجوم جوي وارضي بأسلحة الأسمدة والمبيدات والتي ستكون هي سبب استشهاد جنودنا وشبابنا بسبب الحلف المشؤوم وخضوعنا للسموم !.
الفلاح العراقي تحمل سنوات طوال العقبات التي واجهت الواقع الزراعي، وهذا اعتراف الوزارة، لكنها بدعوتها هذه، وهي مجرد دعوة غير ملزمة بالتأكيد، وبغير قصد طبعا، ستعمل على كسر أي دافع متبقٍ في نفوس فلاحينا وأراضينا على مواجهة الغزو القادم من شر البلاد الزراعية !، كما إن ثقتنا بالمنتوج المحلي ستكون مهتزة وغير قابلة للتصاعد التدريجي بانتهاء أسباب وظروف قهره، فلا نستطيع الاعتماد عليه اليوم لمواجهة المد المغولي الذي سيجتاح أمعاءنا وموائدنا، وربما قد يكون الحل في إيجاد دولة نووية تورد لنا الطماطم ولكن لأغراض سلمية !!.
التعليقات (0)