علي جبار عطية
الأربعاء 28-09-2011
لك المتحدث في مكان عام : انه قاطع الصحف والمجلات منذ مدة لانه ليس فيها جديد ثم ان ما تعرضه الفضائيات اولاً بأول يغني عن الصحف واذا اراد المرء ان يلاحق العالم فليشترك بالشبكة العنكبوتية ويوفر على نفسه المال والجهد والورق !
وتسأله : هل تتابع مباريات الدوري الاسباني ؟ فيرد عليك سريعاً كأنك شتمته (يمعود انت بطران آني صاير لعبة) !
في هذه الاثناء ولتغيير دفة الموضوع توصي بقدحي شاي فيرد صاحبك مسرعاً : لقد قاطعت الشاي منذ سنوات ! تنهال عليك هذه الجملة لتوقظ افكاراً بشأن هذه الشخصية التي لاتعي انها بهذه المقاطعات انما تقاطع الحياة ومن حق القارئ ان يتأمل في هذا النموذج وهو موجود بنسبة لا بأس بها في حياتنا ويسأل هل هو حي اذا كان لا يمارس مفردات الحياة فاذا كان لايطالع الصحف والمجلات لانه ليس من اهل الاعلام فهذا شأنه ولكن هذه المقاطعة تكشف اهمالاً للشأن العام وعدم اكتراث بما يجري في المجتمع لان الصحف مهما اختلفت آراؤنا في ما تكتبه ربما تكون مرآة عاكسة لهموم المجتمع حتى لو كان الكاتب نرجسياً أليس هو جزءاً من المجتمع ؟
اما الاهتمام بكرة القدم اللعبة الشعبية الاولى في العالم فهو يعكس مديات التواصل والتواضع الانساني مع شريحة كبيرة في المجتمع الا وهي شريحة الشباب ولا بد ان تحرك في المرء معاني ومفردات يراها في حياته فقد يجد اللاعب ويجتهد في الملعب ولايجد في النهاية غير الخسارة وربما يغلق فريق هدفه تسعاً وثمانين دقيقة ولكنه يفتحه لكرة طائشة في الدقيقة التسعين او في الوقت الضائع وهذا ما يحدث في الحياة ايضاً! اما شرب الشاي.
وقد جربت الامتناع عنه ثلاثة اسابيع فربما هو مؤشر على المشاركة الجماعية في تقليد غذائي شعبي ولكن المرء هو يتحرر من هذه العادة ينتابه شعور غريب بانه غير انسان وربما هذه من اغرب المشاعر لكن بعد التوبة من عدم شرب الشاي يعود نسغ الحياة الصاعد مرة اخرى كما يعود بعد الخروج من دورة زكام يستشعر فيها المرء ولادة جديدة في عالم سريالي !
التعليقات (0)