علي جبار عطية
ــــــــــــــــــــــــ
aliatia123@yahoo.com
كاتب وصحفي عراقي
ربما كان الدكتور علي الوردي موفقا حين شخص عدم تناسب العلاقة بين الوعي السياسي للشعب العراقي واداء اية حكومة تحكمه فالوعي يركض والحكومة تزحف لذلك ليس من المستغرب ان تجد جميع افراد الشعب العراقي على مختلف مستوياتهم العلمية والثقافية والاجتماعية يتعاطون الشأن السياسي في مختلف الاماكن فما ان تصعد في سيارة ويفتح حديث عن ارتفاع اجور النقل حتى يمتد الى ارتفاع اعداد القوات الامريكية حتى يصل الى العولمة اعاذنا الله واياكم من شرورها!!
واذا حدث تفجير في طريقك فتجد من يقول ان مثل هذا التفجير لو حدث في اية دولة اوربية فانه كفيل بان يسقط حكومة!
الاغرب من ذلك ان تنتقل هذه العدوى الى الكتاب فيعتقد بعضهم انه وصل الى مرحلة الفتوحات الفكرية والاكتشافات المعرفية ومن هؤلاء الكتاب كاتب كتب مقالا من الكويت في صحيفة عراقية واسعة الانتشار تناول فيه خبر استقالة وزيرة الصحة الكويتية د. معصومة المبارك بعد حصول حريق في احدى ردهات مستشفى حكومي اودى بحياة نزيل فلم تحتمل هذه الوزيرة الشجاعة هذه الحادثة وتداعياتها فاقدمت وبكل شعور بالمسؤولية على تقديم استقالتها ويروح الكاتب يغمز من قناة وزرائنا العراقيين مطالبا اياهم ضمنيا بالاستقالة في مثل هذه الحوادث ناسيا ان مقارنته تعسفية وهي تشبه مقارنة مريض مصاب بالسل باخر مفتول العضلات ويتناول المنشطات والمسمنات استعدادا لدخول بطولة العالم بكمال الاجسام بل بتضخم الاجسام!
كاتب اخر يعلق على حادث انتحار وزير ياباني اثر حادثة تعرض لها مواطن ياباني ولم ينس ان يدعو الى الاقتداء بهذا الوزير الذي ليس في ديانته ايمان بعالم اخر فيه حياة حقيقية خالية من الظلاميين الذين لايجدون في الوجود شيئا جميلا!
لقد غاب عن هذا الكاتب الذي يعيش في مدينة اوربية تصل فيها درجات الحرارة الى اكثر من ثلاثين درجة تحت الصفر ولم تشهد منذ نصف قرن اية اضطرابات سياسية كما غاب عن الكاتب الاخر ان مقارناتهم غير علمية ولامنطقية ولو اخذنا بنصائحهم لكان لنا في كل يوم حكومة وذلك لانه ولايمكن ان نقارن دولة مستقرة مثل الكويت عدد نفوسها لايتجاوز ثلاثة ارباع المليون اي مثل تعداد حي من احياء بغداد بالعراق بل ان مجموع سكان دول الخليج باستثناء السعودية لايتجاوز عدد سكان بغداد وكيف يقارن الكاتب بلدنا باليابان وبلدهم مستقر سياسيا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية ولو صار العراق مثل سويسرا لكان عراقا بلا طعم ولا لون ولارائحة لان بلدنا يستمد عراقته من الازمات ومعجزات الحياة وسط المفخخات!
التعليقات (0)