مقاربة بين الحق اليهودي والكنعاني والعربي في بلاد الشام .. عود على بدء
مداخلة موجزة في معرض الرد على خالد من فلسطين الذي عقب على تناولنا (اصل الكنعانيين)
يقول خالد في معرض تعليقه :
الكنعانيين ليسوا عرب انما هم شعوب اقرب لشعوب الاناضول و شمال العراق و لهذا ببلاد الشام تنتشر العلامة الجينية m172 و هو الجين الفينيقي الكنعاني ، بينما في الخليج العلامة الجينية m267 هي العلامة الاكثر انتشاراً . اين الكنعانيين اليوم ؟ بسيطة اللهجات الشامية هي متأثرة بقوة باللغاة القديمة للشام و خاصة الارامية و الفينيقية ، اما العبرانيين الذين دخلوا كنعان في 1200 ق.م لم يتبقى منهم سوى السامرة الذين بقول في نابلس و حولون بينما كانت قبائل كنعانية تسكن معظم المناطق الشاغرة بجنوب كنعان "فلسطين" ... مثال اخر الزي الشعبي الفلسطيني معظم الخبراء تتبعوا اصوله وصولاً للكنعانيين و ذلك حسب المكتشفات المصرية التي اظهرت شكل الكنعانيين و ملبسهم ..... الموضوع لم يعد بحاجة الى اي تأويل سكان بلاد الشام هم الكنعانيين لغتهم متأثرة جداً باللغات الفينيقة و الارامية و لباسهم التراثي اصوله موثقة اركيولوجياً ، الابحاث الجينية الحديثة حسمت الموضوع من الجهة العرقية و بالتالي اصول تلك الشعوب .
رد على تعليق خالد :
اذا كان الكنعانيون ليسوا عربا وفق العلامات والبصمات الجينية التي ذكرتها حضرتك فهذا يثير تساؤلا حول احقية العرب بالمطالبة ببلاد الشام ومن ضمنها فلسطين (ارض اسرائيل) بإسم العروبة والاسلام فكلاهما ليس شاميّ المنبت والمنشأ كما نعلم .. اما أخلاف وأحفاد الكنعانيين فحقهم مضمون ومحفوظ في بلاد الشام وقد احتفظوا فعلا بهذا الحق بشكل دؤوب فهم ما زالوا يملأون بلدان الشام ومثلهم من يطلق عليهم اللاجئين الفلسطينيين فهم ايضا ما زالوا يراوحوا مناطق الشام لم يبرحوها سواء كانوا اليوم في سوريا او الاردن او لبنان.
وأتسائل : اين هم يا ترى اخلاف العبرانيين الذين كانت بلاد الشام تعج بهم يوما من الايام لو صحّ قولك بأنه لم يتبقى منهم سوى السمرة الذين ينحصرون في نابلس وحولون!؟ هل وحدهم اعقاب الكنعانيين بقوا في بلاد الشام بينما تبخر احفاد العبرانيين دون ان يتركوا وراءهم اثرا!؟ ام يا ترى ربما تعرض بعضهم لترحيل قسري لينتشروا في بقاع الارض مشكلين جاليات يهودية في اوروبا واسيا وغيرها؟ واذا كانت الشعوب الفينيقية والكنعانية قد اختفت وذابت ثقافيا وبقيت عرقيا في بلاد الشام بعد ان تعاقبت عليها المسيحية التبشيرية والاسلام التبليغي فلماذا يا ترى تعتقد ان الامر ذاته لا ينسحب على العبرانيين الذين ما زالوا ربما ينتشرون بين شعوب المنطقة مضافا اليهم من عاد من يهود المهجر!؟ واذا كنت تقارب بين نصاعة الحق الكنعاني والحق العبراني في بلاد الشام، فأين هي مداخلتك من المقاربة بين نصاعة الحق العبراني والحق العربي الذي يطالب به أخلاف عرب الجزيرة الوافدين الى بلاد الشام طوال القرون الاربعة عشرة الاخيرة وهم الذين يختلفون عرقيا عن أقوام بلاد الشام بدليل التباين العرقي كما ورد في مداخلة حضرتك!؟
الحقيقة يا سيدي ان البلدان عندما تضيق بسكانها فإن شعوبها تنزع الى التوسع والتنقل لا محالة .. لقد فاضت جزيرة العرب يوما بسكانها وانطلقت تنتشر في كل الاتجاهات وتختلط وتتصاهر مع كل الشعوب التي وقعت تحت قبضتها .. وفي الوقت الذي اتاحت الظروف لمصر مثلا ان تلقي بالفائض البشري خارج حدودها فإنها لم تتردد للحظة والنتيجة ان العرق المصري امتزج هو الآخر بالاعراق الشامية اينما حلت الجيوش المصرية قديما وحديثا .. وعندما نزعت شعوب المنطقة الى القومية وتقوقعت في دويلات وامارات وممالك خلال القرن المنصرم، كان حريا بأخلاف العبرانيين ان يضمنوا لأنفسهم بيتا ومسكنا في بلدهم الام اسوة بمن سبقهم ومن لحقهم من أخلاف الشعوب الغابرة والشعوب الدخيلة التي باتت تشكل النسيج العرقي لبلاد الشام ..
لم يمارس اليهود اخلاف العبرانيين هذا الحق على حساب غيرهم ولم ينتقصوا من حق احد في العيش في هذه الاصقاع التي كانت وظلت دوما تتسع للجميع .. فكما لم يزاحم العبرانيون القدامى جيرانهم من كنعانيين وغيرهم بل سكنوا بجوارهم وعاشوا جنبا الى جنب، كذلك نجد اليوم ان البقعة التي يقطنها اليهود احفاد العبرانيين اقل بأضعاف مضاعفة لو قيست وحجمهم الطبيعي وامتدادهم العرقي عبر التاريخ الطويل لمنطقة الشام والعراق .. فالمعادلة والموازين البشرية والجغرافية ان كانت قد ظلمت احدا واجحفت في حقه فقد ظلمت اليهود اكثر من غيرهم فها نحن نرى بان العرق العربي قد امتد ليصل الى مسافات بعيدة عن موطنه الاصلي جزيرة العرب ليتمازج ويلتحم عرقيا داخل حدود جغرافية مترامية الاطراف مع شعوب واعراق شتى وقعت يوما تحت سطوته .. تحياتي .. اشرف الاشرف
التعليقات (0)