يبدأ مقدم البرنامج بقراءة مقدمة مختصرة عن الموضوع حيث يقول:
ليس بهذه السهولة، كاريكاتور للنبي محمد رسم قبل خمس سنوات بواسطة الرسام الدنماركي كورت فيسترگارد وكان نتيجته موجة غير عادية من العنف، والسبب هو ان الاسلام لا يسمح بتصوير ورسم الرسول، ولكن في الحقيقة ليس هذا الرسم وحده بل ايضا كثير من التي لم تظهر للعيان، قد اسيء استخدامها بصورة متعمدة من قبل البعض لاثارة الغضب والكراهية، وحتى من اناس لم يروا جزء كبيرا من هذه الرسوم اصلا. وكذلك ايضا بسبب ان هناك اناس يبحثون عن فرصة لاظهار الكره لاي شيء ياتي من الغرب وبسبب هؤلاء لانريد ان نظهر هذه الصور مرة اخرى هذا المساء، ولكن بدل هذا سنتحدث مع كورت فيسترگارد كيف كان تاثير الاعتداء عليه في بداية هذا العام وكيف استطاع ان يغير حياته وحياة اسرته.
ثم يظهر تقرير وثائقي مصور عن الاحداث لحد الان، وجاء في التقرير:
خريف 2005، لم يخمن كورت فيسترگارد الوضع الاستثنائي الذي سيحدث للعرض الخاص الذي قبل به بعد ان يتم عرض الرسوم في الصحف اليومية الدنماركية، لقد رسم صورة مشهورةعن الرسول محمد من ضمن سلسلة من 12 رسما. محمد بقنبلة في رأسه، ثلاثة اسابيع بعد ذلك، طلب احد عشر سفيرا لدول اسلامية مقابلة رئيس الوزراء الدنماركي اندرس فوگ راسموسن، وهذا ما قام برفضه ورفض الخوض في نقاش بسببه. انا شخصيا احترم اديان الاخرين، وانا لن اسمح بان يصور محمد او المسيح بهذا الشكل، ولكن يجب علينا احترام حرية الراي والصحافة بطريقة عقلانية.
ولكن الاحتجاجات استمرت ففي ديسمبر سافر مجموعة من الائمة الدنماركيين الى مصر وسورية ولبنان، ولقد اضرت الرسوم بسياسة الدنمارك الخارجية. الاحتجاجات اصبحت اكثر عدوانية، حيث حذرت السعودية ودول اسلامية اخرى بمقاطعة البضائع الدنماركية. المنتجات الدنماركية اصبحت محضورة، ولقد اضر هذا باقتصاد البلد الصغير حيث وصلت الخسائر الى 320 مليون يورو، وفي الثالث من فبراير 2006 دعى الشيخ يوسف القرضاوي رئيس اتحاد المسلمين الى يوم الغضب. لقد وصلت الاحتجاجات الى اسوء قمتها. احتلت السفارات الدنماركية واحرقت الاعلام الدنماركية امام الجميع، وبسبب هذه الاحتجاجات توفي اكثر من 150 شخص. ولرأس كورت فيسترگارد خصصت جائزة مالية، وفي نوﭭمر 2007 احبط جهاز الامن الدنماركي محاولة قتل على الرسام الكاريكاتوري. ومنذ ذلك الوقت يعيش في مكان سري مراقب بواسطة جهاز المخابرات بصورة دائمة وخلال خمس سنوات اصبح كورت فيسترگارد رجل لا يمكن للمتشددين مسامحته.
يعود مقدم البرنامج للترحيب بالضيف وحواره:
مقدم البرنامج: في ليلة من ليالي هذا العام، هجم عليه اشخاص في احد البيوت الخاصة، هنا جاء الصومالي محمد، ولقد استطاع الرسام انقاذ نفسه بلجوئه الى غرفة الحمام والتي بنيت كغرفة آمنة. ومنذ رسومه الكاريكاتورية لمحمد اصبحت حياته مهددة بشكل دائم.
يسعدنا كثيرا، ان زيارة الرسام كورت فيسترگارد للبرنامج قد تمت، اهلا وسهلا بك كورت فيسترگارد هنا في البرنامج.
كورت فيسترگارد: شكرا
مقدم البرنامج: عكس تعوداتنا الخاصة نجلس اليوم هنا ليس مع جمهور بل يوجد معنا موظفون من LKA وموظفون من جهاز المخابرات الدنماركي السري، ماهو شعورك وانت تجلس في هذا الجو؟ او نسال بشكل آخر كيف تتعامل مع نومك في اليبت، هل تستطيع ان تنام قرير العينين؟
كورت فيسترگارد: نعم، هذا ما افعله، انا لدي فائدة كبير من هذا الموقف، اذا كنت تتحدث عن الخوف، اذا لا، فانا رجل كبير، ساكون قريبا 65 عاما، وفي هذا العمر لن تكون خائفا كالسابق كما لوكنت شابا، فلا يوجد الكثير من التقدم، استطيع القول، ان المستقبل يمكن توقعه، لهذا لدي حياة جيدة.
مقدم البرنامج: دعنا نتكلم عن الغرض الحقيقي للزيارة، هل حدث وان ندمت لرسم هذه الكاريكاتيرات وبالتحديد امام نفسك او امام مسلمين؟
كورت فيسترگارد: ان كنت ندمت؟ لا .. انا احصل دائما على السؤال: لو كنت رأيت العواقب هل كنت سترسم الرسوم رغما عن هذا؟ اقول هذا بوضوح، انا لا اضيع وقت مع هذا السؤال، انا لا افكر بهذا الشكل، هذا السؤال دون اي فائدة، لقد فعلت هذا، اتممت الرسوم، وهذا الوقت كان مهما ومفيدا، وانا مقتنع ايضا بانني لو لم اقدم هذه الرسوم، التي بسببها احتج المسلمون، كان ممكن ان يكون شكلا آخر، كان تكون صورة او رسم او فيلم او برنامج تلفزيون ...
مقدم البرنامج: هل ممكن ان ترى العواقب، بانك جرحت الشعور الدين للناس، وآلمتهم بذلك، نحن نتحدث الوقت كله عن عدد قليل من المسلمين من المستعدين للعنف، ولا احد يتكلم عن الكثير الكثير 99,99% من الذين ليس لهم دخل بالعنف، بل هم اناس مسالمين ومتسامحين جدا.
كورت فيسترگارد: نعم .. هذا افهمه ايضا، وهذا السؤال مشعروع، الى الجانب الاخر، انا اعيش في الدنمارك وهناك تقاليد عريقة وايضا الهجاء وايضا في الصحافة وانا اعمل على هذه التقاليد، ولهذا اجد من حقي ان اعبر، ومن ضمن هذه التقاليد يستطيع الانسان ايضا نقد الدين اوالهجاء، ولكن يجب ان اعطي سبب لهذا الهجاء ... على سبيل المثال نوع من انواع الهجوم، بالنسبة لي ولزملائي في الدنمارك اننا وجدنا فجأة في الدنمارك دين، وهذا الدين يريد ان يكون وصيا علينا، ويريد ان يكون فوق ديمقراطيتنا ...
مقدم البرنامج: هل لو كلفت برسم المسيح هل كنت ستقبل بهذا؟
كورت فيسترگارد: لن اقبل بان ارسم رسما كاريكاتوريا دون سبب، دون ان استفز، ربما تعرف الـحكاية القديمة عن باولو بيكاسو الرسام الاسباني الذي رسم Guernica في عام 1937هذا العمل الفني المشهور والذي يظهرتدمير المدينة بواسطة الطيران الالماني، وحصلت الحكاية في عام 1940، قابل احد ضباط الجو الالمان بيكاسو في جنوب فرنسا وساله، هل انت من قمت بعمل الـ Guernica؟ قال لا انت من فعل هذا لقد دمرتموها ..
مقدم البرنامج: لكي نبقى في الصورة، ربما تكون قد قمت بعمل اعمال للكنيسة الكاثوليكية كدعاية هل تفعل هذا لو طلب منك؟
كورت فيسترگارد: نعم ممكن ان اعمل هذا، وسوف يكون هناك اكثر من سبب، كصورة .. ولكن، كما قلت انا تربيت على التقاليد الدنمراكية، الدنمارك دولة صغيرة ولكنها متسامحة، ولقد تقبلنا اناس كثيرين كمهاجرين وكلاجئين وحصولوا من عندنا كل شيء مال وسكن وفرصة جيدة للمستقبل وكذلك لتعليم الاطفال، يحصلون عليه مجانا وكذلك الاوجه الثانية كالكنائس والجوامع كلها مدعومة من الدولة، وكذلك يستطيع الشخص ايضا ان يؤسس مدرسة اطفال مدعومة من الدولة، الدنمارك كما قلت بلد متسامح وكل ما نريد الحصول عليه مقابل موقفنا الايجابي هذا، تجاه هؤلاء المهاجرين، هو احترامهم لتقاليدنا في الدنمارك.
التعليقات (0)