. حسب المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد مقابلة الرئيس أوباما لرئيس وزراء إسرائيل ناتنياهو إتضح جليا أن المقابلة لم تحرز شيئا سوى الأعلان عن خلافهما في العلن . إستمعت إلى رد كل منهما وقد كرر أوباما سياسة رؤساء أمريكا السابقين في أقامة دولتين متجاورتين دولة إسرائلية ودولة فلسطنيية وأيقاف الأستيطان وليس أزالة المستوطنات معترفا بالصعوبات التي تعترض هذا . وأستئناف التفاوض مع الفلسطنيين . واضاف بأن المفاوضات ستحتاج الى وقت وليس من السهل حل مشاكل جرى التفاوض عليها أكثر من ثلاتين سنة في وقت قصير . وأضاف بالمطالبة برفع الحصار عن غزة لأنه في صالح الجميع . اما ناتنياهو فرغم محاولته ليكون دبلوماسيا وإختيار العبارات الغامضة وهذا شئ طبيعي في مؤتمر صحفي كهذا ينتظره العالم , إلا انه كان واضحا في معارضته لأقامة الدولتين وأستخدم عبارة حكم الفلسطنيين لأنفسهم وان إسرائيل لا تريد أن تحكم الفلسطنيين , والكل يعرف ماذا يعنيه انه يعني حكما محليا مع تواجد عسكري إسرائيلي قد لا يتجاوز ما هو قائم الأن , كما أكد إن الأستيطان هو توسع طبيعي للمستوطنات القائمة حاليا , وإنه مستعد لمفاوضات السلام حالا وهي سياسة الحكومة الأسرائلية الجديدة ولا تغيير في مجملها أو تفاصيلها كما أعلنت منذ تأليفها. كما اضاف بأن المفاوضات يجب أن لا تقتصر على إسرائيل والفلسطنيين بل يجب أن تشمل دولا عربية أخرى أو كل العرب, كما يجب أن يكون الإعتراف بأسرائيل كدولة يهودية سابقا للمفاوضات والمفاوضات التي يعنيها هي مفاوضات عربية إسرائلية من أجل أمن وإقتصاد المنطقة والوقوف ضد الخطر الايراني ..وقد كان الرئيس أوباما اثناء المؤتمر الصحفي محرجا في إختيار الكلمات الدبلوماسية المناسبة لتوضيح السياسة الأمريكية ومترددا في قبول ما يقوله ناتنياهو ضدها أو متجاهلا لما يقول دون الرد عليه صراحة , مما يدل على أن الجو كان مختلفا وحادا بينهما في أجتماعهما المغلق. وعندما سؤل الرئيس أوباما عن الفرق بين سياسته وسياسة الرئيس السابق بوش حول الشرق الأوسط قال الفرق إن الادارة الامريكية السابقة أهملت المشكلة الفلسطنية والأيرانية مما ساعد على إزدياد قوة حزب الله وانفصال حماس في غزة وإستمرار ايران في عملها النووي للوصول إلى هدفها .الغريب هو تصريح ناتنياهو بأنه لأول مرة منذ إنشاء إسرائيل يوجد هناك إتفاق وتقارب في الرأي بين العرب وإسرائيل حول الأمن في الشرق الأوسط وخطر إيران النووي , وقد وافقه على ذلك الرئيس أوباما وذكر بالاسم بعض الدول المعتدلة , وقد أكد الرئيس أوباما سياسته نحو إيران ورغبته في التفاوض معها بعد الأنتخابات الأيرانية . وعندما أصر عليه الصحفيون وماذا إذا رفضت إيران وقف نشاطها النووي فقال لا يمكن لأية مفاوضات أن تستمر إلى الابد ويجب أن يكون هناك جدول زمني .وإذا لم تسفر المفاوضات على شئ فدول العالم مجتمعة يجب أن تتخذ الأجراء اللازم وليس أمريكا أو إسرائيل بمفردهما وفي ذلك تحذير لأسرائيل من إتخاذ إجراء منفرد نحو إيران . وعلى العموم إتضح مما لا يدع للشك أن الرئيس أوباما رغم رغبته في إنهاء الخلاف الفلسطينيي العربي الا أنه كغيره من الرؤساء الأمريكيين السابقين يتحرك في إطار السياسة الأمريكية الخارجية فرغم وعوده حول المحاكم العسكرية ونشر صور تعديب الجنود الأمريكيين للسجناء العراقيين فقد تخلى عليها أخيرا . وفي ضوء هذه السياسة الامريكية التقليدية غير قادرأو مصمم على فرض حل على إسرائيل لا تقبله أو إتخاذ أي إجراء أمريكي أو دولي ضدها . وناتنياهو لن يتوقف عند هذا الحد بل سيسعى مع اللولب اليهودي والكونجرس الامريكي ضد الرئيس الأمريكي وقد ينجح لكن الغالب ان أغلبية أعضاء الكونجرس سيقفون مع الرئيس أوباما في موضوع الدولتين ولكنهم لن يوافقوا على أية عقوبة قد تفرض على إسرائيل . ولهذا فاسرائيل ستستمر في التسويف مستغلة الأنقسام الفلسطيني والعربي والخطر الأيراني وموقف حماس وحزب الله منها . والحكام العرب في الحقيقة أمام وضع صعب فالكرة في ملعبهم الان فهم أصحاب المشكلة وما حك جلدك مثل ظفرك والرئيس الأمريكي يطالبهم بالاعتراف بأسرائيل حتى قبل الوصول إلى تسوية . الشئ الذي يجب أن يوضحوه لشعوبهم هو مدى صحة الأتفاق أو حتى التقارب بينهم وبين أسرائيل لأتخاذ إجراء مشترك ضد إيران أو السماح لها أو لامريكا بالأعتداء عليها . لأن أي أتفاق بهذا الشكل سيعرض المنطقة لخطر كبير بل للدمار الكامل وخاصة دول الخليج . كما أن إيران هي أخر سند للعرب ضد توسع إسرائيل في المنطقة أو إجبارها على الأعتراف بحق الفلسطنيين في أقامة دولتهم .
التعليقات (0)