كتب – محمد أبو علان
“فنلندا” أضافت حق جديد لحقوق الإنسان وهو حقه استخدام الانترنت بسرعة معقولة، وهذا القرار للحكومة الفنلندية سيكون نافذ مع الصيف القادم.
وفي العالم العربي تسعى الحكومات من خلال وزراء إعلامها ومساندة وزراء الداخلية فيها على محاربة الإعلام بشقيه الإلكتروني عبر الانترنت، والمرئي عبر ما يعرف ب “وثيقة تنظيم البث الفضائي العربي” والتي أقرها مجلس وزراء الإعلام العرب في شباط 2008.
واليوم خطت الحكومات العربية خطوة أخرى بهذا الاتجاه عبر القرار بتشكيل “مفوضية الإعلام العربي”, والهدف هو منع بث الفضائيات العربية البعيدة عن الخط السياسي لهذه الحكومات العربية, وتنتقد قادتها من الأمراء والرؤساء وأصحاب الفخامة.
الهدف المعلن لمفوضية الإعلام العربي ولوثيقة تنظيم البث الفضائي العربي هو “احترام كرامة الدول، وتجنب تناول قادتها, أو الرموز الوطنية والدينية“، الرموز الوطنية والدينية لا تحترم إلا من الفضائيات التي يستهدفها وزراء الإعلام العرب, وما يريدونه في حقيقية الأمر هو تكميم الأفواه, ومنع الحريات من مواطنيها لصالح زعماء وقادة سياسيين فرضوا على شعوبهم بقوة السلاح والظلم والاستبداد, ونهبوا مقدرات وخيرات هذه الشعوب لصالحهم ولصالح الفئات السياسية الموالية لهم.
والمثير للسخرية والعجب هو رفض وزراء الإعلام العرب لمشروع قرار الكونغرس الأمريكي رقم (2278) الذي يدعو لمنع الفضائيات المحرضة على “الإرهاب” وفق المفهوم الأمريكي، واعتبروه تدخلاً في الشؤون العربية، لكن حقيقية الأمر لا يريد وزراء الإعلام العرب بالظهور وكأنهم يكملون مشروع القرار الأمريكي، وهم في الحقيقية السباقين في هذا الأمر قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي الوقت الذي يحارب فيه وزراء الإعلام العرب الإعلام الوطني المعبر عن المصالح الحقيقية للشعوب العربية يفسحون المجال واسعاً أمام الفضائيات الدونية التي لا تبث إلا كل ما لا يحترم قيمنا الدينية والاجتماعية.
هذه المواقف الرسمية العربية بحق الإعلام بشتى وسائله تحتاج لتشكيل أكبر جبهة إعلامية عربية من مناصري حقوق الإنسان، ومناصري حرية الرأي والتعبير لتفويت الفرصة على الحكومات العربية في تحقيق هدفها بجعل الريادية للإعلام الرسمي العربي فقط.
moh-abuallan@hotmail.com
التعليقات (0)