وردت كلمة الـ آل 26 مرة كلها تحدد العلاقة باساس واحد هو كونها مبنية على الدم والاصلاب والنسل ...
ولم تذكر كلمة الـ آل في كتاب الله تعالى إلا ولها علاقة بالاشخاص
كلمة آل تطلق على اشخاص... تطلق على ذريه ...تطلق على نسل ..تطلق على افراد تطلق على بشر يتحركون ...تطلق على علاقات انسانية ...ولا تطلق بتاتا ً على البيت فنقول مثلا ً :
( آل البيت ) هذه العبارة أصلا خطا من أساسها !! بسبب بسيط جدا وهو ان البيت له قيمة معنوية وليس أشخاص.
ولذلك لم ترد بالقران العظيم كلمة ( آل البيت ) ولا مره ..أكرر ولا مره ... !
ولم ترد كلمة ( آل محمد ) في القران ولا مره ..اكرر ولا مره .. وهذا كتاب الله تعالى بيننا وبين كل ناكر.. !
ولقد ذكر الله تعالى آل براهيم وذكر آل عمران وآل موسى وآل هارون لمقامهم العالي ولكرامتهم الكبيره حيث اصطفاهم الله اصطفاء ولو كان ( آل محمد ) بهذا المقام العالي لذكرهم في كتابه الكريم ولأصطفاهم كما اصطفى ( آل ابراهيم ) او ( آل عمران ) الذين اصطفاهم على العالمين ...يقول تعالى :
(إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)
(َبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ)
(َيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاق)
(وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ)
(إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ)
(اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)
كلمة آل البيت غير صحيحة نهائيا وفق المعايير القرانية..لأن البيت ليس فردا ليس شخصا .. فالله تعالى : قال آل داود ..
قال: آل ابراهيم... قال : آل فرعون.. آل موسى ...آل هارون ... لكن ولا مره قال تعالى ( آل البيت ) وكيف يقول القران الكريم ( آل البيت ) والتركيب اصلا ً غلط وخطأ ...! لأن الـ ( آل ) ترتبط ببشر يتحركون فكيف تتراكب مع كلمة البيت الذي هو قيمة معنوية مجردة عن الانتماءت الشخصية ...
ولذلك نقول ان عبارة ( آل البيت ) خطأ فادح تم تداولها شعبيا ً وطائفيا ً لتخدم عصبيات طائفيه ضيقه ومتقوقعه ..
ولكـــن عبارة (اهل البيت ) هي الكلمة الصحيحة ... والـ ( أهل ) كما قلنا هي أهلية إنتماء وعقيدة و مجردة من الذرية والنسل
مفهوم الـ ( آل ) :
كلمة الـ ( آل ) لم لم تضاف إلا للرجال في كل القران العظيم ..يعني لم ولن نجد آل مريم مثلا ..او آل بلقيس مثلا ً في كل القران الكريم فمريم مثلا ليس لها آل ولكنها هي من آل ابيها ...!! ولن نجد كلمة ( آل ) مضاف للأناث وهذا يثبت أنه خاص بالذكور فقط ...
يعني آل الرجل : هم الابن وأولاده والبنت فقط من غير أولادها ... فالبنت من آل ابيها ولكن اولادها من آل زوجها وليس من آل ابيها ..
طبعا يستثنى من هذا نبي الله عيسى فالمفروض ألا يكون عيسى من ( آل عمران ) ولكن لأنه بلا أب .. فقد صار من ( آل عمران ) كحاله شاذه ووحيده لأنه خلق من تراب ولأنه من غير أب كما هو معلوم :
(إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ)
ولذلك نـُسب الى ( آل عمران ) الى امه مريم ابنة عمران
(إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)
فمثلا ( آل محمد ) هم اولاده الذكور ( القاسم وابراهيم ) وبناته الاناث ( وفاطمة وزينب وام كلثوم ورقية ) وبالتأكيد ليس الحسن من آل النبي ص ....وبالتأكيد ليس الحسين من آل النبي ص .. لسبب بسيط جدا ً وهو ان الحسن والحسين من ( آل علي ابن ابي طالب ) وليس من ( آل محمد ص ) هذا على فرض وجودهم كحقيقه و كشخصيات تأريخيه أصلا ً !! ففي القران العظيم آية تنفي نفيا ً قاطعا ً ان يكون محمد ص أب لأحد بلغ مبلغ الرجال كائنا ً من كان .. فالاب في القران الكريم تعني الاصل والمرجع ومن ضمن ذلك الاصل والمرجع الاصلاب والـ آل ...ولذلك جائت الاية لنتفي ان يكون محمد اصلا ً لصلب واصلاب من الرجال ... يقول تعالى :
(مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ)
فهذه الايه العظيمة من كتاب الله الكريم تنفي بـ ( ما النافيه ) ان يكون محمد ص أب لأي أحد ..تنفي ان يكون محمد اصل ومرجع لأحد من الرجال.. ولو وجد ذلك الاحد مثلا (كالحسن والحسين ) فبالتأكيد يكونون قد ماتوا وهم صغارا ً .. ماتوا قبل ان يكونوا رجال ..لأن الايه تقول ( مِّن رِّجَالِكُمْ ) .. هذه الايه العظيمة تنفي وجود أي علاقة دم اوأصلاب قد تكون جامعه او رابطه بين محمد ص وبين أي أحد بلغ مبلغ الرجال الى قيام الساعة ...!! وهذه الايه لا تبقي إلا على رابط واحد ووحيد ويتيم .. هو كونه (رسول الله ) و (خاتم النبيين) وبتالي فالحسن والحسين خرافه تأريخيه وخديعه كبرى لا وجود لهم إلا في أذهان من يؤمنون بالخرافات والاوهام ... وقد تم توظيف خرافة الحسن والحسين واستغلالهما للضحك على ذقون الجهله الذين يقادون كاخرفان من عواطفهم الى مستنقعات الجهل والتعصب فتنحر كراماتهم وعقولهم على مذابح الطائفيه الضيقة والقوقعه المذهبيه الغارقة في التخلف والتوضيف والهوى والمصالح الشخصية .
فالطوائف في النهاية هي خلافات سياسيه غـُلفت (كما هي العاده) بغلاف القداسه بأثر رجعي .
والعصبيات والتوظيف السياسي لم تؤثر في البناء الفكري للامة فقط بل اثرت ايضا في ان يسود مذهب على اساس مذهب, وهناك الكثير من المذاهب الان لم تكن لتكون موجودة لولا الدعم السياسي لها, فالقضية برمتها ليست مبنية على الفكر المجرد البعيد عن غوغاء السياسة والتوظيف السياسي وعن مستنقع العصبيات المذهبية والطائفية
وبالتالي لايوجد الان مذهب نقي و عذري.... فجميع المذاهب وبلا استثناء فقدت عذريتها من زمان .!!
مفهوم ان الـ آل تكون صعودا ً للأجداد من الذكور حصرا ً ونزولا من الاولاد من الذكور حصرا ً :
والـ آل فيها امتداد لأجداد الرجل صعودا من الذكور ولكن عن طريق الوالد المباشر وعن طريق الجد للذكور فقط..
وكذلك آل الرجل ممكن تكون ايضا ًمن نسله نزولا (اولاد الرجل من الذكور والاناث ) واحفاده من الذكور فقط..
اما أسباط الرجل (اولاد بنت البنت ) فهم ليسوا من آله ِ ...! بل من آل الرجل الذي تزوج البنت ... مع ملاحظة ان البنت هي من آل أبيها ولكن اولادها ليسوا من آل ابيها بل من آل زوجها .. يقول تعالى :
يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّا)ً)
فبين زكريا ويعقوب أمد بعيد وأجداد كثر ومع ذلك سمى الله تعالى الاجداد من الذكور آل ولو كانوا من أظهر واصلاب بعيدة فكلمة آل فيها امتداد ولكن للرجال الذكور حصرا وهذا اشبه مانسمية بشجرة العائلة.. فشجرة عائلة الرجل هم من نسل الرجل الذكور وليس من نسل الاناث
تنويه :
الجد يخرج من كونه ( أب ) اذا اخذنا الموضوع من باب الـ آل فآل الرجل من صلبة هم الذكور وليس من الاناث حيث يكون الجد لـ بنت البنت ) خارج الموضوع .. ولوكان الجد لأولاد البنت يرتبط معاهم بـرابط الـ ( آل ) لقال الله تعالى ( ماكان محمد آل لأحد من رجالكم ) وربما بهذه الصياغة اللغوية يكون احفاد واسباط الرجل من بنته ِ آل لهم .. ولكن هذا لميحدث لأن الله تعالى قال :
( مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ )
اذن الان في سنتنا هذه 2012 لايوجد اناس اسمهم ( آل محمد ) بالمره ...
من هم آل محمد ص :
آل محمد ص هم بكل بساطه (أولاده من الذكور القاسم وابراهيم .. واولاده من الاناث وفاطمة وزينب وام كلثوم ورقية ) فقط لا غير وطبعا ً ليس الحسن الحسين من آل محمد ص لأنهم من آل علي .. (هذا على فرض وجودهم كشخصيات تأريخية )
اذن هولاء فقط هم من آل محمد ... وكما هومعلوم ان القاسم وابراهيم ماتوا صغارا ً ولم يبلغوا مبلغ الرجال مصاقا ً للايه (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ)... فحتى يكون لمحمد آل كان يجب ان يعيش له اولاده الذكور (القاسم ابراهيم ) ثم يكونوا رجال ويتزوجون ثم ينجبون اولاد فيكونون من آل محمد ..ولكن وبما انهم ماتوا جميعا قبل ان يبلغوا او يتزوجوا أذن فلا وجود لما يسمى للـ آل لمحمد ..... وهذا خبر سئ النسبة لأخواننا الشيعه..! بل وحتى لأهلنا السـّنه .!!
الصلاة الابراهيميه :
الصلوات الابراهيمية هي مجرد دعاء لسيدنا محمد وآله ِ وسيدنا ابراهيم وآله ليس أكثر وكما قلنا آل محمد هم (القاسم ابراهيم فاطمة زينب رقيه ام كلثوم فقط لا غير) ونحن ندعوا الله تعالى ان يرحم هولاء الخمسه برحمته ِ وان يغفر لسيئاتهم ويتجاوز عن زلاتهم فلا نزكي على الله احدا (َفلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى)...
اما آل ابراهيم فلا شك ان ابراهيم وبنص القران الكريم له ابناء ذكور عاشوا وصاروا رجال وتزوجوا وهم (اسماعيل و اسحاق ) وكل منهما ايضا ً تزوج وانجب وصار لكل واحد من آل وذريه ,,, ومنهم الصالح المؤمن ومنهم الطالح الظالم مصداقا ً للايه الكريمه :
(َقالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)
(إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)
ونحن ايضا ً ندعوا للمحسن من آل ابراهيم ان يرفعه درجات عـُلى .. وندعوا للمسيئ من أل ابراهيم ان يغفر الله له ذنبه ..
وبتالي مايكرره اخواننا الشيعة وبأصوات عاليه من الصلاة على آل محمد ص ويعتقدون انها صلاة على الحسن والحسين وعلى 12 إمام معصوم هي صلاة على وهم وخرافه .... فلا وجود اصلا ً لمايسمى الحسن والحسين وبتالي لا وجود اصلا ً لما يسمونهم زعما ً ( آل البيت) وصلاتهم تلك على الائمة الاثنى عشر الذين يزعمون انهم معصومين لايخطئون ولاينسون هي صلاة على وثن يتخذونهم مودة بينهم ويحولونهم الى ارباب تتربرب في عقولهم.. وآلهه في الارض تغتال عبوديتهم لله تعالى وتقدح في نقاء إفراد الله تعالى المتعالي بجلاله بتوحيده في العبوديه والتبتل .
الفرق بين ان تقول : انت مـِن آل مـَن ؟ وبين ان تقول : أنت من آلـك ؟
يقول تعالى :
(وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ)
فرغم كون موسى وهارون أخين ولكن الله تعالى جعل لكل أخ آل , فموسى له آل لوحد وهارون له آل لوحده ...
فالله تعالى لم يقل (وبقية مما ترك آل موسى و هارون) ولم يجمعهم بآل واحد ...فهناك فرقا بين ان تقول انت من آل من..؟؟ وبين ان تقول انت من آلـك..!! والذي اريد ان اقوله رغم كونهم اخوه جعل الله لكل واحد منهم آل لأن لكل واحد منهم ذرية ونسل..!! وعلية فأبن الاخ ليس من آل لاخ الآخر ..فالأخوين يجتمعان بآل واحد وهو آل ابيهم لكنهم يفترقون في النسل اذا ما تزوجوا فيكون لكل واحد منهما آل لوحده .
أخطأ من قال ان الـ آل هم الاتباع :
ذهب بعضهم الى ان الـ آل هم الاتباع والمناصرين بغض النظر عن القرابه .. واستدلوا بـ إغرق آل فرعون ....وتحديدا في الايه :(وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ) فيقولون خطأ : ليس من المعقول ان الاغراق كان لفرعون وآله فقط .. يعني فرعون وأبنائه او ابناء ابنائه بل الاغراق شمل جميع من الاتباع الذين تبعوا فرعون وبغض النظر عن صلة القربى والـ آل
ونرد على ذلك الرأي الخاطئ فنقول :
نعم المقصود بـالايه آنفا ً هم آل فرعون ونسله وقرابته حصرا ً وليس الاتباع كما تتوهمون وخذوا الدليل :
1- ان آية (وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ)
تتكلم عن آله وأبنائه وقرابته حصرا ً ..وهذا ديدن كل فرعون بكل جيل فكل الطغاة والمستبدين لا يثقون إلا بقرابتهم وآلـِــهم في الظلم والاستبداد .. والله يتكلم هنا عن تخصيصهم بالعذاب .. لأنهم أعانوا على الظلم والاستبداد ..بل ان الايه لا تتكلم حتى عن إغراق فرعون ذاته !! فأين الايه ذكرت اغراق فرعون ؟؟؟ الايه تتكلم عن آل فرعون وقرابته حصرا ً ..
2- ان الايه التي تكلمت عن تخصيص إغراق فرعون بشخصه وبلحمه ودمه مضافا ً اليه اتباعه الذي اعانوه على ذلك هي الاية العظيمه :
(فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُم مِّنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ )
هذه الايه هي التي تتكلم عن الاتباع .. وكلمة جنود تصف كل من تجند وصار مأمورا ً يأتمربغيره وتشمل كل افراد الحاشية الفرعونيه من اصغر جندي الى اكبر وزير ... والسؤال اين ذكر الله تعالى بهذه الايه لـلــ آل .؟؟ ونلاحظ وبكل وضوح ان كلمة فرعون جائت لوحدها بدون آل ..!!
أذن الاغراق تم على ثلاث مستويات :
الاول : فرعون
الثاني : آل فرعون ... وهم ابنائه وقرابته
الثالث: الاتباع وهم الجنود وغيرهم ...
وهناك إغراقان .. إغراق اول خاص لـ آل فرعون (ابنائه وقرابته من صلبه ) تخصيصا ً
وإغراق ثاني عام مطلق شمل باقي حاشيته .. بالعموم المطلق !
وبتالي بقي مصطلح (آل فرعون ) يعني ابنائه ِ واقربائه من صلبه حصرا ً ..مع تحياتي للرأي الاخر..
بما اننا نتكلم عن الـ ( آل ) فقد يتوهم الكثير بينها وبين مصطلح الـذريه ويخلطون بينهما فكان لزاما ً توضيح الفرق بينهما :
مفهوم الذريه :
الذريه هم الأبن وأولاده ِ .. والبنت وأولادها ....
على عكس الـ ( آل ) حيث يشمل على الابن وأولاده ِ وعلى البنت .. ولــــــكن لا يشمل أولادها ...فأولادها من آل زوجها .
كلمة الـ ( آل ) لم.. لم تضاف إلا للرجال في كل القران العظيم .. أما كلمة الذريه فقد أضيفت لمريم بدليل الايه :
1- (وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ )
يعني وفق المنهج القرآني لايجوز ان نقول ( آل فيفي ) ولــكــن يجوز ان نقول ( ذرية فيفي ) ففيفي ليس لها آل !! بل هي من آل ابيها .
فالايه آنفا ً لم تقل (اعيذها وآلـِها ) مثلا ً ..ولو جائت الايه بذلك لكانت الاستعاذه ستكون لأبو مريم وهذا لايستوي مع منطق الايه .. ولكن الايه جائت بصيغة (ذريتها ) لتشمل ابناء مريم وهو عيسى ..وتشمل ابناء وبنات عيسى لاحقا ًفي النزول الثاني له ! اذن لايجوز ان نقول آل مريم بل ذرية مريم..وهذا دليل على ان الـ آل تشمل الذكور فقط ...
وهاكم دليل آخر :
2- دعاء ابراهيم واسماعيل :
(رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ )
أي انتج من أولادنا ذكورا ً كانوا أم إناثا ً أمة مسـلمة لك . مع ملاحظة دقيقة ان كلمة ( ذُرِّيَّتِنَا ) هي للمجموع وليس (ذريتينا) بالمثنى فلو قال ذلك لكان الدعاء يشمل اسماعيل واسحاق فقط .. ولكن ولأن الكلمة جائت بالمجموع ( ذُرِّيَّتِنَا ) فسيشمل الدعاء اولاد اسماعيل واسحاق واولاد اولادهما وهكذا الى يوم يبعثون .. ولذلك جائت بعدها مباشرة أمة مسلمة فالخطاب خطاب عام وللجميع ذكورا ً واناثا ً كأمة كامله .
3- مـِـن قــُرة ِ عـَينك َ ان تكون بنتك وأولادها بخير ومن أحسن الناس .. ومن هنا نلاحظ دعاء المؤمنين في الاية العظيمه : (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ) فالرجل يفرح وتقر عينه اذا رأى بنته بخير وأولاد ها بخير
4- يمكن القول ان الابن وأولاده والبنت وأولادها من ذرية ابيهم او اجدهم .. ولكن لايمكن ان نقول ان الابن وأولاده والبنت واولادها من آل أبيهم او جدهم .. فالابن واولاده والبنت لوحدها من غير اولادها هم من نطلق عليهم آل الاب !
الزوجــــــه من ضمن الـ ( آل ) .. يعني من آل الرجل :
الزوجه هي من آل الرجل وإليكم الدليل :
1- يقول تعالى :
(قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ قَالُواْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ فَلَمَّا جَاء آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ )
ونريد هنا ان نسلط الضوء منيرا ًساطعا ً على عبارة (أَجْمَعِينَ إِلاَّ امْرَأَتَهُ ) في الايه العظيمة آنفا ً ..
فالله تعالى يؤكد ان النجاة ستكون لجميع آل لوط بدليل كلمة (اجمعين) ثم عندما يعود الله سبحانه يستثني من مجموع الناجين إمرأة لوط ... فهذا الاستثناء يقتضي حتما ً ان امرأة لوط هي من ضمن آل لوط .... علما ً ان الاستثناء هو استثناء من النجاة وليس استثناء من الـ آل ..!! وهذا يقتضي حتما ً دخول إمرأة لوط من ضمن آل لوط .. وهذا يثبت ان الزوجه هي من آل الرجل !!
2- حتى عندما قال الله تعالى بنفس السورة عن آل لوط :
(فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُواْ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ )
الله تعالى لم يقل ( فأسر بـآلـك ) بل قال سبحانه ( فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ ) ولو قال تعالى ( فأسر بـآلـك ) لنجت إمرأة لوط وكانت من الناجين .. ولكن الله تعالى استثناها فقال ( فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ ) فكلمة (أهلك ) تعني اتباعك يعني أهلية انتماء واتباع ومن كان أهلا ً بك وبدعوتك فكلمة الاهل من الأهليه .. وبتالي فـ ( إمرأة لوط ) ليست من أهل لوط الناجين ولكنها بنفس الوقت هي من آل لوط الهالكين ..
يعني أمرأة لوط من (اهل لوط ) كزوجه ... ولكن ليست من (أهل لوط ) كتابع ومنتمي لمنهج لوط .... وهناك آيه اخرى بموضع اخر تتحدث عن هذه المسالة ... يقول تعالى
(َولمَّا أَن جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ)
يعني يالوك انا منجـّوك وأهلك (أي اتباعك في العقيده والمنهج ) إلا (إمرأتك ) فهي لاتملك الأهليه لتكون منتميه لمنهجك فاستثنيت من النجاة ...!
هذا الموضوع أشبه ما يكون بنوح مع أبنه .. حين قال تعالى
(َنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي) .....ثم بعدها مباشرة قال تعالى :
(قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ)
فالعبارةالاولى (ابُنِي مِنْ أَهْلِي) علاقة دم ... أصلاب ....يعني ابني من زوجتي
العبارة الثاني (لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ) علاقة عقيده ... منهج ... انتماء ..يعني يانوح ابنك الذي من دمك ومن صلبك ..ليس أهلا ً ان يكون من اتباعك كعقيدة ومنهج لأنه عمل اعمال سيئه وغير صالحة ... وهي دلالة الايه (ِ إنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ )
فالأهل : هو أهلية انتماء .. و.. قربى .. و .. زوجيه .. معا ً ..!!
اخيرا:
لايوجد آل للنبي محمد ص الان بعامنا هذا .. و الحسن والحسين ليسوا من آله (هذا على فرض وجودهم أصلا ً)
وسؤالنا الكبير : اما آن لأمتنا الحبيبه ان تتخلص من جرثومة تقديس الرجال .. وتتعافى من عقد تصنيم الاشخاص ؟؟
وهل بعد نزول القران المعجز يبقى دور للأشخاص ؟؟ لعمري لو بـُعـِث َ محمد ص اليوم لما أضاف حرف ولا ربع حرف على القران العظيم .... ولن يجد من دون هذا القران ملتجأ وملتحد :
(وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً)
اذن بعد نزول القران العظيم أصبح دور الجانب الشخصي مقزم و الاشخاص لاشيئ .. صفر ..زيرو ..
ويبقى كتاب الله تعالى فوق الجميع .. فوق الصحابه كلهم سواء أكانوا عدول ام غير عدول .. ويبقى القران العظيم فوق محمد وآل محمد .. ويبقى القران العظيم فوق اهل البيت وفوق كل ألائمة الاثنى عشر من صغريهم الى كبيرهم الى غائبهم المهدي المنتظر..!!
القران العظيم فــــــــوق الجميع رغم أنوف الجميع !!!!
فرقد المعمار
التعليقات (0)