الإيمان لدى الموحدين - سيدي - مبني أساسا على "الإيمان "بالغيب "" ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب .."
و الغيب هو = الإيمان بالله و ملائكته و كتبه (-جميع الكتب المنزلة من الله لوحدة تعاليمها -) و رسله (- جميع الرسل دون استثناء لأنهم قد بشروا بنفس الرسالة المنزلة من الله ( صحف إبراهيم ، زبور داوود، التوراة و الإنجيل و القرآن ..) لا نفرق بين أحد من رسله (- أي لا نفاضل بين أحد من رسله كما نفعل نحن المسلمون بأن ننسب "سنة محمدية " واجبة الإتباع فنجعل النبي الكريم مصدرا أساسيا للتشريع مع الله ؟ -..) و قالوا سمعنا و أطعنا (-أي سمعنا كتاب الله يتلى علينا آمرا و ناهيا فننصاع للأوامر و النواهي باستسلام و إنابة لله خالقنا ما دمنا نؤمن به و الإيمان في أبسط تعريفاته "ما وقر في القلب و صدقه العمل"... /
يؤكد المؤرخين الذين أرخوا لحياة نبينا عليه السلام أنه بمجرد سماعه لخبر تدوين أحاديثه و أقواله قد قام بجمع كل ما دون و أحرقه واعتلى المنبر ناهيا المسلمين عن تدوين أقواله خوفا من الله الذي كان قد هدده بقطع رقبته إن هو زعم ما يزعم أهل السنة اليوم من أن أقواله و أفعاله هي وحي من الله ، بسبب من نسبية أقوال الأنبياء و تأثرها بما يحياه الأنبياء عليهم السلام في أزمنتهم و أمكنتهم و حضارتهم المعيشة و خلوها من أي فائدة دينية أو حضارية للأزمنة اللاحقة لأزمنتهم و حضارتهم بعكس كلمات الله الأزلية المطلقة و المعجزة التي لا يستطيع إنس و لا جان أن يأتي بمثلها ، ما يبرهن على أنها كلمات الله خالق كل شيء في الوجود ...
(راجع الرابط التالي:
http://alwah.net/Post.asp?ID=PDUSt0K#Images
إن ما يتعامى عنه السلفيون على اختلاف تياراتهم منذ وفاة النبي محمدا أن كلمات الله /القرآن المجيد تتفرد بأنها كلمات ولودة لا تنفد معانيها و مثمرة في الاتجاه الإيجابي دائما و أبدا وهي كالشجرة الطيبة التي تؤتي أكلها في كل حين بإذن ربها ..على عكس كلمات البشر / الأنبياء ...
فهي تفتقد لأي معنى إيجابي و مثمر حالما يمر عليها الزمن سواء قل أو طال ،و سلبية كلمات الأنبياء يمكن أن تصل إلى أزمنتهم التي عايشوها ،
فالمؤمن الذي يصلي وراء الرسول عليه السلام بوصفه نبيا و معتقدا في قرارة نفسه أنما يستجيب "لسنة نبوية بشرية" وهو لا يقيم الصلاة استجابة لأمر الله له بإقامة الصلاة :( وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ( 114 ) واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ( 115 ) )سورة هود /
يكون في الحقيقة عابدا للنبي و ليس عابدا لله يقول تعالى موضحا ذلك في سورة آل عمران :( ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون ) فلا جزاء لفعله عند الله وهو في الآخرة من الخاسرين . قال تعالى في سورة الليل:( وما لأحد عنده من نعمة تجزى ( 19 ) إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ( 20 ) ولسوف يرضى ( 21 ) )/
أما أمر الله لنا "بطاعة الرسول و طاعة أولي الأمر من المسلمين" فمرده أنهم مكلفون من خلال صفاتهم و دورهم المنوط بعهدتهم هو إيصال كلمات الله /الوحي / القرآن و تبنيها و الاستمساك بها في رعاية شؤون المجتمع ، لذلك كان الرسول معصوما في تبليغ الوحي قال تعالى : ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) (المائدة : 67 )
قال ابن كثير رحمه الله، يقول تعالى مخاطباً عبده ورسوله محمداً باسم الرسالة, وآمراً له بإبلاغ جميع ما أرسله الله به, وقد امتثل عليه أفضل الصلاة والسلام ذلك, وقام به أتم القيام."/
و إذا ما خالف أحدهما / النبي و ولي الأمر كلمات الله / الوحي المعجز فلا طاعة لمخلوق في معصية الله ، و لذلك كان محمد عليه السلام يخاطب بوصف النبوة / لا بوصف الرسالة : الرسول ../
إذا ما ارتكب خطأ ما في الاستجابة للرسالة التي نزلت عليه و عصمه الله "في إبلاغها كما هي للناس كافة" من قبيل قول الله عدة مواضع : ("يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك ../ لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا .../ عبس و تولى أن جاءه الأعمى .../ و ما كان لنبي أن يغل و من يغلل يأتي بما غل يوم القيامة ...الخ /
أما ولي الأمر / راعي شؤون الأمة بالقرآن /الأمر الالاهي /
فإن أخطأ و حاد عن كتاب الله فيجب تقويمه بالقرآن ( من رأى منكم في اعوجاجا فليقومه ..) فإن أبى فيجب الخروج عليه و ترشيح ولي أمر جديد يحتكم إلى كتاب الله قال تعالى :( َ و أَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ
[المائدة:49]/
التعليقات (0)