هل أصبح التفكير هواية من لا هواية له ، أم أنه نافذةٌ كتلك التي نشاهدها في بيروت مليئة بتلك الأزهار التي تُسقى يومياً ويقف عليها الحمام .. فمرور الحمام هناك أو تربّعه حق شرعي لكل أسرابه ! هل التفكير رواية شرقية حُقّ للجميعِ الإطلاع عليها ، أم قلم لا يحسن أيُّ فرد الكتابة به!
بتّ حائراً في أمري هذا ، فأغلب روّاد الإنترنت قد نصّبوا أنفسهم أوصياءَ فكريين وزينوا قائمة تعريفهم بكلمة "مفّكر" مما أدخلني في متاهةٍ أخرى هل نحن من نصف أنفسنا ونمنحها الألقاب ، أم التصنيف هو مهمة غيرنا ؟ ومن المتعب جداً أن تبحث عن إجابة لهذا السؤال وسط أكوام التعريفات فذاك دكتور متأنقٌ بداله ، وأستاذٌ متألقٌ بألفه ، وإعلاميٌ زيّن بهذه الصفةِ معرفه وحتماً هناك أمورُ لا تخضع للمعايير الأكاديمية ولا الدرجات العلمية . فمن ينصب الكتّاب مثلاً ؟ هل اختاروا طريقهم وجعلوا من الكتابة مهنةً لهم ، أم هناك من وصفهم بالكتاب ورفعهم في ميزانِ الحرفِ درجة ؟
لا جديدَ في مجتمع يحبّ التفاخر والتباهي يقدم المظهرَ على المحتوى ، والملمسَ على الباطن ، والغشاءَ على اللب .. فالغشاءُ راحل واللب إلى ما لانهاية يخدمنا ! فكيفية الاختيار يجب أن تُحكم بالأداء والوصف ، لا بهشاشة فكرية قد تلقي بنا إلى حتف !
ربما أنني مخطئٌ في ذلك كلِّه ، وأن تحديدنا للقوالب التي نندرج تحتها صفة ذاتية نتحكم بها كيف ما نشاء ، وليس لأحد التشكيك فيها أو حتى الاعتراض على وصف أنفسنا بها .. سنصبح حينها أمامَ معضلة وهي تحديد الألقاب دون مستوى معين يحفظ للأساتذة مكانتهم وللكتاب أقلاهم وللمفكرين أحلامهم .. كل شيء سيصبح بمتناول الجميعحينها ستصبح قمة أفكار مفكرينا .. ومنتهاها
كيفية الرد على "أم ركبة سودة!"
التعليقات (0)