مواضيع اليوم

مفكرة العملاق السيد عدنان العوامي

زكي السالم

2009-05-14 23:04:21

0

أرسل لي العملاق السيد عدنان العوامي قصيدته الأخيرة والتي يشكو فيها ضياع مفكرته التي كانت تزخر بأرقام هواتف أحبابه وأصحابه ولتأثري بـهذا الحدث الجلل ومواساة للسيد الجليل في هذا الفقد الكبير كتبتُ له قصيدتي المتواضعة أمام شامخته  :

يا سَيدِي : دمعيَ الهتانُ أغرى بِي
وجحفلاً ( أريحيَ ) الطعنِ ما انتفضَتْ
كسانِي الحزنَ حتى صرتُ من جزع
يا للمصائب قد جاءت مهرولةً
فرحتُ أضربُ فيها غير مكترثٍ
ما كان ديدنيِ الإقدام - إن زأرت
دِينُ الشجاعةِ طاغوتٌ كفرتُ به
لكنّ رزءكَ إذ ضاعتْ مفكرةٌ
فرحتُ أصرخُ في الآفاق مُمتطياً
إن لَم تعد لكَ يا مولايَ محفظةٌ
ورحتُ ألطمُ وجهي باليدين معاً
وأشربُ البحر لا أُبقي على سمك
وإن مررتُ بعبد الله أو حسن
كي أستريح من الأوجاع إن حملوا
                  

يا سيدي لن يطال الحزنُ  إن عصفتْ
ولن تموتَ على زنديكَ عابقةٌ
ولن تُبعثرَ فِي عينيكَ نافجِةٌ
إن كان يُرضيك خذ قلبي مفكرةً
وخذ دمائي مداداً والعروق بـها
فقد شربتُ هواكَ العذبَ من زمن
شَوقاً أظلُ إلى مرفاكَ مُنجذباً

 

جيشاً من الهم مَرصوصاً على بابِي
حِرابُـه شُرعاً إلا بأهدابِي
أحدوثةَ الناسِ ، أنعى حَظّيَ الكابِي
كأنـما حُمِلتْ من فوقِ ( دَبابِ )
أنّ الذي فِي يَميني خنجرٌ نابِي
أُسدُ الحروبِ  ولا التقتيلُ من دابـي
إن البطولةَ كفرٌ عند هيّاب
قد عاد يـملأ بالإقدام أكوابِي
خوفِي ومفترشاً للحربِ أنيابِي :
مزقتُ من حنقٍ ثوبي وجلبابي
وأنطحُ الرأسَ من غيظي بدُولابِ
حتى غدوتُ عليهم شرَّ إرهابِي
والشيخِ أفرغتُ فيهم كل أوصابِي
بعضَ الهموم وبعض الآه مما بي
                  

كفاهُ منكَ مُنىً أو بَردَ أعصاب
أذكيتَ فيها الشذا من نفحِ أطياب
كانت عبيرَ الصبا لُمّت بعُناب
ومحجري دفتراً والحرفَ أهدابي
الأقلامَ والنبضَ منها لهثَ كُتاب
فكان أروعَ أقداحي وأنخابي
وفي بحاركَ هذا الشوق ألقى بِي

 

عبد الله : الصديق  الأستاذ عبد الله الأقزم

حسن : الصديق الأستاذ حسن الفرج

الشيخ : الصديق الشيخ عبد الكريم آل زرع

  

( قصيدة السيد عدنان العوامي ) :

 

 هذي رسالة أحباب لأحباب

يزجي لهم، طيَّها، الـ (G mail) ترحابي

لكنَّ فيها شَكاةً من أذى زمنٍ

أرسى بأحماله (الگشرى) على بابي

ما زال يختِلُ مني كلَّ سانحةٍ

ولو تمكن مني (باگ) أثوابي

قد كنت أحمل، في جيبي، مفكِّرةً

تزهو بأرقام أحبابي، وأترابي

كانت عناوينهم، فيها، جُنَيِّنَتي

ومشتلي، وأزاهيري، وعُنَّابي

ووهج أسمائهم فيها سنا غسقي

ورفَّة العطر في أنفاس أطيابي

وكنت أحرسها من كل عادِيَةٍ

بأضلعي، وأواريها بأهدابي

في الليل أخبَأها في درج مكتبتي

وفي الظهيرة تعلو سطح دولابي

وفي العبادة لا تنفكُّ تتبعُني

كأنها سجدةٌ في ركن محرابي

لو كان يعكف ذو عقل على نُصُبٍ

كانت أعزَّ ترافيمي([1]) وأنصابي

فخانني زمني فيها فضيَّعها

مني، فأفقدني تكليم أصحابي

فيا لحزني لفقداني مفكِّرةً

يكاد فقدي لها يودي بأعصابي

أآخرُ الأمر تجفوني وتتركني

من بعدِ ما عَمَّرت في جيب جلبابي؟

كيف الوصول لأحبابي فأسمِعَهم

صوتي، وأشدو لهم شعري وتطرابي؟

وهي الوسيلة ما بيني وبينهمو

وهم مُعيني على همي وأتعابي

والله لو كان لي حكمٌ على زمني
كسَّرت في رأسه المنحوس قُبقابي

فهل تَرى، يا بريد الخير، يا (جملي)

تطوي المسافات عني نحو أحبابي؟

لعلهم أن يعيدوا لي هواتفهم

كيما تزول تباريحي وأوصابي
(1) الترافيم : صنم عائلي صغير كان اليهود يضعونه في منازلهم

 



 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات