مفصول على كف عفريت
العمل حق وليس مكرمة لكن وزارة العمل ووزارة الخدمة المدنية والمؤسسات الحكومية والأهلية لا تؤمن بذلك الحق الغير قابل للمساومة والازدراء , وزارة العمل تحمي مصالح المستثمرين وكِبار رجال الأعمال وتغفل عن القوة البشرية التي لولها ما وجدت كيانات اقتصادية ذات رؤوس أموال عالية , نطاقات وزارة العمل لم تسعف طالب العمل بل جعلته عٌرضة للابتزاز وحولته من موظف منتج إلى آلة تٌعزيز مكانة المؤسسة داخل تلك النطاقات , المرأة العاملة تفتقد للبيئة الآمنة والرجل العامل يفتقد للأمان الوظيفي وكليهما بشر فأين العدالة والحقوق إذاً !.
نطاقات وصندوق تنمية الموارد البشرية وغيرها من البرامج لم تٌسهم في تفكيك بطالة الرجال والنساء بل شرعنت السعودة الوهمية وأصبح الباحث عن عمل على كف عفريت , لوائح وزارة العمل ونظام العمل والعٌمال المٌحدث لم يضمن للموظف والموظفة الأمان والاستقرار الوظيفي ولم يحترم خصوصية المرأة العاملة فالمواد المكتوبة بتلك اللوائح وذلك النظام يتم تحريفها وتغيير مسارها الصحيح فالواقع مختلف كلياً عن الورق فأين دور وزارة العمل والمؤسسات المعنية خصوصاً لجان السعودة التي تتحدث أكثر مما تعمل !.
تسريح الموظف / الموظفة لم يعد ضرباً من الخيال فالأيام القليلة الماضية شهدت كارثة إنسانية غفل عنها الإعلام وتجاهلتها وزارة العمل ولجان السعودة والمؤسسات الرقابية المختلفة فغالبية الشركات استغنت عن موظفيها بلا سابق إنذار وبلا أسباب مٌقنعة , هناك نظام يٌسمى نظام حماية الأجور لكن المجتمع لم يلمس أثاره فهل سينتشل من سٌرح من عمله بلا سبب مٌقنع وهل سيزيل القلق الذي أنتاب من سٌرح فكثيرٌ منهم يحلم بالاستقرار وبناء أسرة والوفاء باحتياجاته اليومية وهل سيٌحقق الطمأنينة لمن يترقب قرار تسريحة , تٌقيم الغرف التجارية الصناعية والجامعات معارض للتوظيف بين فينة وأخرى والهدف ليس التوظيف واستقطاب الكفاءات بل التضليل والاستفادة من نطاقات وزارة العمل فقط !.
البطالة والفقر والجهل ثالوث في غاية الخطورة إذا لم يتم التعامل معه بصرامة ومنهجية علمية واضحة , ملف البطالة لدينا يٌعالج باجتهادات وبإجراءات عشوائية , أهم ركن في السلك الوظيفي هو الأمان والاستقرار ذلك الركن مفقود بالقطاع الخاص وبعلم وزارة العمل وبقية اللجان والمؤسسات فالموظف /ة على كف عفريت وفي ذلك بلاء عظيم اقتصادياً ونفسياً وسلوكياً وصحياً وتربوياً وأمنياً أيضاً فهل تعي وزارة العمل تلك الحقيقة ؟؟ !.
التعليقات (0)