مواضيع اليوم

مفتى العزة والكرامة حفيد العز بن عبد السلام بقلم نصر عامر

نصر عامر

2009-05-25 22:12:44

0

 

لله عزوجل فى كل عصر ربانيون يرفعون راية الحق على عاتقهم لا يخافون فى الله لومة لائم يصدعون بالحق ولو فيه هلكتهم هم للناس كالشمس للدنيا بهم يستضاء فى الظلماء ويسترشد فى الدهماء
هم الملوك بل الملوك عبيد بين أيديهم لا يخلو زمن منهم
هم كحبات العقد متتالية يخلف بعضهم بعضا فمن يحمل رايتهم اليوم ؟
عندما كان العزبن عبد السلام فى دمشق كان الحاكم عليه الملك الصالح
اسماعيل من بنى أيوب فولاه خطابة الجامع الاموى ولكنه والى النصارى ومكنهم من البلاد فأنكر عليه العز عليه على رؤوس الاشهاد على المنبر الذى عينه خطيبا له
فسجنه وأبعده عن الخطابة ثم أخرجه من سجنه واستمر فى منعه من الخطابة
وخرج الاثنان قبالة بيت المقدس يوما فبعث الملك إليه رجلا يعرض عليه أن يرجع إلى ما كان عليه من المكانة فى مقابل أن يأتى ويقبل يد السلطان
فرد عليه قائلا(يا مسكين، والله ما أرضى أن يُقَبِّلَ الملك الصالح إسماعيل يدي فضلاً عن أن أُقَبِّلَ يده، يا قومُ أنا في واد، وأنتم في واد آخر، الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاكم به)
كلمات من نور خرجت من فم سلطان العلماء تدل على عزة العلماء التى هى مستمدة من عزة هذا الدين
ولما سمع عنه ملوك النصارى قالوا (لو كان هذا عندنا لغسلنا رجليه وشربنا مرقتها)

وكان المماليك هم الذين يحكمون مصر في عصر العز بن عبد السلام فالحكومة الحقيقية كانت في أيديهم، فقد كان نائب السلطنة مملوكيًّا، وكذلك أمراء الجيش والمسؤولون كلهم مماليك في الأصل وفيهم من لم يثبت تحرره من الرق.
وكان العز.بن.عبد.السلام كبير القضاة بمصر، فكان كلما جاءته رقعة فيها بيع أو شراء أو نكاح أو شيء من هذا للمماليك الذين لم يحرروا أبطلها وقال: هذا عبد مملوك، حتى لو كان أميرًا وكبيرًا عندهم أو قائدًا في الجيش يَرُدُّه، إذ لابد أن يُبَاع ويحرَّرَ، وبعد ذلك يُصَحِّحُ بيعهم وشراءهم وتصرفاتهم كلها، أما الآن فهم عبيد.
فغضب المماليك من هذا الإمام، وجاءوا إليه وقالوا: ماذا تصنع بنا؟ قال: رددنا بيعكم، فغضبوا أشد الغضب ورفعوا أمره إلى السلطان، فقال: هذا أمر لا يعنيه.
فلمّا سمع العز.بن.عبد.السلام هذه الكلمة؟ قام وعزل نفسه من القضاء.
ثم جمع متاعه وأثاث بيته واشـترى حمارين، ووضع متاعه على حمار، وأركب زوجته وطفله على الحمار الآخر، ومشى بهذا الموكب البسيط المتواضع يريد أن يخرج من مصر ويرجع إلى بلده الشام.
لكن الأمة كلها خرجت وراء العز.بن.عبد.السلام، حتى ذكر المؤرِّخون أنه خرج وراءه العلماء والصالحون والعباد، والرجال والنساء والأطفال، وحتى الذين لا يؤبه لهم --وخرج كل أصحاب الحرف والمهن -الشريفة والوضيعة-، الجميع خرجوا وراء العز بن عبد.السلام في موكب مهيب رهيب.
ثم ذهب بعض الناس إلى السلطان وقالوا له: من بقي لك تحكمه إذا خرج العز.بن.عبد.السلام، وخرجت الأمة كلها وراءه؟ ما بقي لك أحد، متى راح هؤلاء ذهب ملكك.
فأسرع الملك الصالح أيوب للعزّ، وركض يدرك هذا الموكب ويسترضيه ويقول له: ارجع ولك ما تريد، قال: لا أرجع أبدًا إلا إذا وافقتني على ما طلبت من بيع هؤلاء المماليك، قال: لك ما تريد، افعل ما تشاء.
وفعلاً فَعَلَها العز.بن.عبد.السلام - رحمه الله - قام وجمع هؤلاء، وأعلن عنهم، وبدأ يبيعهم، وكان لا يبيع الواحد منهم إلا بعدما يوصله إلى أعلى الأسعار، فلا يبيعه تَحِلَّةَ القسم، وإنما يريد أن يزيل ما في النفوس من كبرياء، فكان ينادي على الواحد بالمزاد العلني، وقد حكم مجموعة من العلماء والمؤرخين بأن هذه الواقعة لم يحدث مثيل لها في تاريخ البشرية كلها

فمن يحمل راية العز بن عبد السلام الان
يحملها كثيرون لا أزكيهم على الله ولكنى أخص بالذكر منهم مفتى مصر الأسبق
الاستاذ الدكتور نصر فريد واصل
حقا إنه حفيد العز من يتابع الرجل فى فتاويه وآرائه يرى العزة والكرامة التى
أضاعها كثيرون بتملقهم للسلاطين باعوا دينهم بدنيا غيرهم فتنوا الناس
بمواقفهم المتخاذله وفتاويهم المضللة
ولكن الرجل ولا نزكيه على الله لم يسر فى دربهم ولم يتأثر بمنهجهم فى
الفتوى ولا فى آرائه السياسية صدع بالحق فعزل من منصبه فى أقرب فرصة
أتيحت لهم وللرجل مواقف كثر يعرفها القاصى والدانى ولكنى أخص بالذكر
حواره مع جريدة القدس العربية
صدع الرجل بالحق فى الكثير من كلامه وأنا أنقل لك بعض ما جاء فى حواره
إن السعى لإحكام الحصار على غزةهو بمثابة الحرب المعلنة على ديار المسلمين
ودعم للعدو
لا يمكن بأي حال من الأحوال صنع الأعذار لأي نظام عربي في تقاعسه عن نجدة مليوني فلسطيني من أهالي القطاع قائلاً: إذا كان المولى عزوجل سيدخل النار إمرأة لأنها حبست هرة، فما بال الذي يحبس مليوني مواطن ويحول بينهم وبين العلاج والطعام وطلب العلم.

وأفتى بحرمة ردم الأنفاق لما فيها من الحاق المزيد من الضرر قائلا لا يحل لأي جهة أو مسؤول تدمير تلك الأنفاق مهما كانت التهم التي توجه للطرف الذي يستخدمها
وناشد واصل علماء الدين أن يكونوا عين الأمة الساهرة في الدفاع عن المقدسات الإسلامية مهما شكل ذلك من عبء عليهم. قال إذا لم يدافعوا عن القدس والمقدسات والشعب والعرض فعن أي قضية شريفة أخرى بوسعهم أن يدافعوا؟
وفي ذات السياق إنتقد مفتي مصر الأسبق المناهج التعليمية في المدارس والجامعات والتي أسفرت عن تغييب قضية القدس عن أذهان الأجيال الجديدة، وتساءل عن المغزى من تقليص تدريس ما له علاقة بفلسطين والقضية في مناهج التعليم المختلفة مما كرس في نهاية الأمر حالة من فقدان الذاكرة والهوية بالنسبة للأجيال الجديدة فلم يعد الكثير من الشباب يعلم الكثير عن القضية
هل رأيت رجلا كهذا !
هل سمعت جرأة فى الحق كهذه !
هلا أحسست معى بعزة العلم والعلماء!
هل توافقنى الرأى أنه بحق مفتى العزة حفيد العز بن عبد السلام؟
وفى الختام هذا ما جاد به قلمى من حديث عن هذا الرجل ولاأزكيه على الله
فهو حسبنا وهو نعم المولى ونعم النصير

تمت الاستفادة من كتاب (سلطان العلماء للشيخ سلمان بن فهد العودة)

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !