لم يعُد مُجديًا لحركة حماس الاستمرار في لعبة الحديث عن المصالحة الوطنية مع الرئيس محمود عباس الذي يحاول دائمًا التأكيد بعد كل لقاء جديد لوفد الرئيس مع قيادة حماس في غزة, على أن حماس تقف إلى جانب مواقف الرئيس بخصوص الاستمرار في المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية, وبالتالي لم نسمع جوابًا من حركة حماس على طرح تمديد المفاوضات بدون وقف للاستيطان في القدس والضفة الغربية مقابل هذا التمديد الفلسطيني, وأيضًا لم نسمع من الرئيس كلامًا واضحًا عن موعد انتهاء هذا الانقسام البغيض, رغم من تحقيق عزل حركة حماس سياسيًا عن دائرة الفعل الفلسطيني.
بما هو مفيد للرئيس عباس, الذي أصبح يتصرف بالموضوع الفلسطيني بشكل منفرد تمامًا عن الإجماع الوطني الرافض للمفاوضات في واقع الاستيطان, مع أنه مفاوضات جون كيري وزير الخارجية الأمريكية في وصف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لها, تُشكل الفرصة الوحيدة لتحقيق السلام أمام الفلسطينيين, وكأنها فرصة الاستقلال الوطني, وهناك في الفريق الفلسطيني من يحاول تمرير هذا الطرح كفرصة لن تعود مرة أخرى للفلسطينيين, ولذلك يعتقد البعض أنه يجب القبول والعمل عليها وفق الرؤية الأمريكية للخروج من المجهول والمواجهة مع الموقف الأمريكي والصهيوني الذي سوف يترتب على عدم التوافق مع الخطة الأمريكية للسلام.
وبناءً على ذلك يمكن وصف هذه التسوية القائمة مع الرئيس محمود عباس وفريقه في مركزية فتح مع إسرائيل عن طريق الطرف الأمريكي.. مفاوضات لتسوية ليس بمقدورها أن تحصل على فائدة سياسية منها أو ربما ستنهار من تلقاء ذاتها أمام القضايا الأشد صعوبة, ولا سيما عندما يصل النزاع حول الحدود والقدس واللاجئين, إذن هي مباحثات العار الوطني والسذاجة لتحقيق السلام مع الضفة الغربية بصورة مبدئية دون قطاع غزة لفترة قصيرة وفق الطرح الأمريكي والترتيبات الأمنية لإسرائيل, والاقتصادية والدعم المالي للفلسطينيين من الأمور المرتبطة بالمباحثات التي تقتصر على الضفة الغربية.
وبالتالي هل تعتبرون هذه المفاوضات سوف تقود الفلسطينيين إلى تحقيق تسوية دائمة لهذا الصراع الدائر مع الاحتلال الصهيوني منذ عقود من الزمان..؟؟
ملاحظة: البديل الحقيقي لقيادات ومفاوضات غير وطنية، حالة فلسطينية جديدة تنتظر الإعلان عنها قريبًا..!!
بقلم: أ. منار مهدي
التعليقات (0)