http://www.alwah.net/Post.asp?ID=Jj5BghpfD8d
بقلم : محمد بن عمر – كاتب و ناقد تونسي
/ عضو باتحاد الكتاب التونسيين.
( الجنة تحت أقدام الأمهات...؟ )
بل
الجنة تحت أقدام "سيدة أمهات تونس" و "سيدة النساء الديمقراطيات" ؟
من المفاهيم التي خرب بها السلفيون بنيان المجتمعات الإسلامية، مفهوم الأسرة التي صارت عنوانا للقهر و الظلم و ضياع الحقوق و التظالم الاجتماعي و الإستحمار الفكري و الخضوع للاستبداد ، ما انعكس سلبا على الحياة السياسية و تمكين المجرمين و المتألهين و الفاسدين ، لأحقاب متتالية من إخضاع رقاب البشر و الحجر ...
إذ الجنة في عرف هؤلاء المجرمين تحت أقدام الآباء و الأمهات و عقوقهم يعني معصية الله و الخلود في جهنم التي أمتلك هؤلاء الأوغاد مفاتحها لأنهم سيساقون إلى جهنم زمرا هم و من اتبعهم أجمعين ؟
يقول الحق تبارك و تعالى : (لاّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الاَخِرِ يُوَآدّونَ مَنْ حَآدّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوَاْ آبَآءَهُمْ أَوْ أَبْنَآءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَـَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيّدَهُمْ بِرُوحٍ مّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ أُوْلَـَئِكَ حِزْبُ اللّهِ أَلاَ إِنّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
كما سبق و خاطب عبده نوح فيما يخص ابنه الكافر قائلا : (ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين ( 45 ) . ( قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألني ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين 46 ) .).
فعلاقة الآباء بالأبناء لا تحددها العلاقة الدموية بل تحددها العلاقة الإيمانية ، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق و لو كانوا آباءنا و أمهاتنا ، فتجاوز هؤلاء لحدود الله و شريعته العادلة ينزع من المؤمن أي امكانية لطاعة هؤلاء بل يحرم عليه مجرد التودد لهم ، و قد تبرأ نبينا إبراهيم عليه السلام من أبيه المشرك و تبرأ نوح و لوط عليهما السلام من زوجتيهما الكافرتين و تبرأت أم موسى عليه السلام بالتبني ، من زوجها فرعون و عمله ،و تبرأ أتباع أبي الأنبياء من قومهم بل و أعلنوا لهم العداوة و البغضاء .
و كل هذا لا يستطيع استيعابه السلفيون الأوغاد بل يخفون هذه المعاني الواضحة في كتاب الله تكريسا لوصايتهم على دين الله و عمى بصيرة تجعلهم عميانا في الدنيا و الآخرة.
( التمس لها و لو خاتما من حديد ) ؟
.... فهل هناك أيسر من هذه الدروشة حتى يحصل السلفي الببغاء أغبى أغبياء البشر على زوجة تملأ عليه حياته بهجة و سرورا ..؟
لعل من أخطر ما عمد إليه السلفيون تدميرا و تخريبا في مجتمعاتنا
الإسلامية هي علاقة الزواج بين المرأة و الرجل ...؟
فهم يلحون في كل أحاديثهم و غواياتهم و كتاباتهم حول الزواج عن التيسير الذي بشر به النبي محمد صلى الله عليه وسلم أتباعه للحصول على زوجة بكر صالحة بأيسر السبل ، بل و زوج بكرا من حبيب القلب بخاتم من حديد مهرا لها بل و بسورة من القرآن يحفظها الزوج عن ظهر قلب ... ؟
فهل هناك أيسر من هذه الدروشة حتى يحصل السلفي الببغاء أغبى أغبياء البشر على زوجة تملأ عليه حياته بهجة و سرورا ..؟
يقول تعالى في محكم آياته : (وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا )
و يقول عن زواج كليمه موسى عليه السلام بالفتاة الطاهرة التي أحبته على لسان أبيها الرجل الحكيم :( بسم الله الرحمن الرحيم
قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ
صدق الله العظيم...).
و كل نصوص القرآن تؤكد على قداسة حق المرأة في المهر لا كرمز لصفقة تجارية بين بائع و مشتري كما تعتقد " النساء الديمقراطيات" بل هو عربون (مودة و رحمة ) التي تقوم عليها علاقة الزواج في الإسلام و رمزا للقدرة المادية و المعنوية و البيولوجية التي يستوجبها بناء أسرة قادرة على أن تكون لبنة سليمة لإقامة صرح مجتمع إسلامي ، استطاع محمد صلى الله عليه وسلم أن يجعل منه في زمنه ( خير أمة أخرجت للناس ) قد أخضعت أمم العالم لقيادتها النموذجية في الصلاح و التعاون و الأخوة الإنسانية و التعارف و التكامل و تحقيق الاستقرار و الأمن .
أما السلفيون الأوغاد فقد حولوا بناتنا إلى سلعة تباع بأرخص الأسعار بل و غيروا خلق الله في تولي الرجل القوامة على الأسرة ، فانعكس الحال و انقلب كلية ، إذ صارت الفتاة تشتغل لتجهيز نفسها و الإنفاق على عائلتها في معظم الأحيان ، فافتقدت المرأة أنوثتها التي خلقها ربها عليها وافتقد الرجل رجولته ( في تونس هناك حوالي 40% من الرجال عاجزون جنسيا منذ العام 2008 ) ، واختلط الحابل بالنابل و كثرت المشاحنات بين ركني المجتمع الإسلامي ، فكثر العهر الاجتماعي و السياسي و صارت المرأة توظف في غير ما خلقت له و كثر الطلاق ( تونس تحتل المرتبة الأولى في نسبة الطلاق ) واشتد التناحر بين المرأة و الرجل حتى هرب شبابنا من الزواج بفتياتنا المسلمات و صار يفضل الزواج بالغربيات بعدما أفتى له السلفيون المجرمون بالزواج منهن تحت فتوى الزواج بالكتابيات ....؟
و المعلوم أن الله قد أباح للمسلم الزواج من الكتابيات و الكتابيين " أهل الكتاب " الذين وصفهم القرآن المجيد بالتالي: (سورة المائدة آية رقم 83
{وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين} |
لكن هؤلاء قد أغرقوا مجتمعاتنا بفتاوى ما أنزل الله بها من سلطان تنم عن كفر هؤلاء الأوغاد بكل ما تنزل على النبي المختار.
رد على السلفية و برهنة على شركهم بالله ؟
بقلم : محمد بن عمر
http://www.youtube.com/watch?v=a3HMwywVZks&feature=related
أيها السيد : أنا مطلقا لم أقل أن الذي يأخذ و يستفيد من الموروث الحضاري لأمتنا سواء
مما يسمى سنة أو فقها أو حتى الذي خلفه لنا الكفار و المشركون على مر التاريخ يعتبر كفرا ... كل ما أنا بصدد محاربته هو التقول على نبي الاسلام و الزعم بأنه خلف لنا"سنة " يتخذها أمثالك من السلفيين مصدرا من مصادر التشريع في الاسلام بل و التأكيد في كل مرة أنها "وحي يوحى " وهو ما سعى له الكفار و المشركون بكل قوة في عهد النبي محمدا صلى الله عليه وسلم و أغروه بالمال و الجاه بغاية اتيانهم بغير القرآن الوحي المعجز للبرهنة على أنه تنزيل رب العالمين قال تعالى موضحا ذلك :( وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم ( 15 ) قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون ( 16 ) ) فمهمة الرسول الأولى كانت تبليغ ما يوحيه اليه ربه من وحي معجز تحدى الله الجن و الانسان على الاتيان و لو بسورة واحدة فعجزوا ...أما المهمة الثانية فهو الاستجابة لما يأمر به الوحي خطوة بخطوة قصد بلوغ إقامة حياة اسلامية في كل جوانب الحياة وهو ما تم فعلا على مرحلتين ، المرحلة المكية التي أكد فيها الوحي خلال 86 سورة مكية على توحيد الله و إفراده بالطاعة من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم و من قبل كل أتباعه ، أما المرحلة الثانية فتمثلت في المرحلة المدنية بعد هجرته صلى الله عليه وسلم الى المدينة و إقامة دولة الاسلام هناك و حينها بدأ الوحي المدني في النزول و تمثل فيما مجموعه 28 سورة مدنية شملت تشريعيا مختلف جوانب الحياة المدنية و العسكرية ... التي تتطلبها الدولة آنذاك و قد أخذ المسلمون كل ما يصلحون به حياتهم في الدنيا و الآخرة مما جعل منهم خير أمة أخرجت للناس ...و في هذه الأثناء كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد كلف 5 كتاب لتدوين الوحي الذي هو القرآن و أحرق كل ما بلغه من تدوين غير القرآن ... مما يؤكد على أن كلامه و سيرته في تطبيق الوحي ليس بوحي ... حتى أنه قد أخطأ في عديد المرات و تنزل عليه الوحي لتصويب خطأه من مثل قول الله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم
( ( ياأيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم ( 1 ) ) مما يؤكد أنه غير مسموح للنبي أن يتدخل بالتحليل و التحريم في كل ما يخص حياة المسلمين ... كما هدده ربه في أكثر من مرة أن يتقول على الله قولا غير الوحي ، يقول تعالى :( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ )
«الحاقة: 44-47» كما يهدده قائلا : (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) «الزمر-65» و يذكره بسعي الكفار الى جعله يتقول على الله غير الوحي المعجز : وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً
وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً
إِذَاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا .... هذا الوعي بخطورة أن يخلط الناس بين الوحي الحق الذي من صفاته الاعجاز و الصلوحية لكل زمان و مكان و بين كلام الرسول البشر جعل الرسول ينهى أصحابه عن كتابة أقواله بل و يقوم باحراقها على مرأى و مسمع من الجميع و نفس العمل قام به صحابته الكرام من بعد وفاته ص و سأحيلك على رابط لأحد مقالتي يشرح لك هذا الامر بالتفصيل ( http://www.alwah.net/Post.asp?Id=PDUSt0K )
و بعد حوالي 3 قرون من وفاة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قام ما يسمى بالبخاري بجمع ما يقرب من 6000 حديث نسبها للرسول الكريم من جملة ما يقرب من 600.000 حديث و سأحيلك ايضا على رابطين يعطيانك فكرة على حقيقة هذا البخاري لترى خطورة أن يعتقد الناس بمشروعية السنة :http://www.youtube.com/watch?v=a3HMwywVZks&feature=related
http://www.youtube.com/watch?v=9mOQI1XjQrs&feature=related
المهم ان ما حذر منه الرسول ص أمته من اتباع غير القرآن قد وقع فيه المسلمون منذ قرون مما حاد بنا عن الوحي الحق الذي يدعو كله لوحدانية الله و الالتزام بالخضوع لشرعه الحكيم الذي يتواءم في تحقيق عزة المسلمين و قوتهم في اي زمان و اي مكان اذا انبنى على الاخلاص في توحيد الله عز وجل ؟ و الحاصل أن الاعتقاد بسنة غير سنة الله المفصلة في القرآن المجيد يعني خروج من الوحدانية الى الشرك و السير في دهليز من الظلمات كالذي سار فيه من قبلنا أهل الكتب السماوية و الذين وصفهم الله قائلا : ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون ( 31 ) .
و ها نحن بقيادة سيادتكم قد اتخذنا فقهاءنا و رسولنا الأكرم " أربابا من دون الله "و قد تبرأمنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على لسان القرآن قائلا : ( وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ( 30 ) وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا ( 31 ) ) فأنت و أمثالك يعدهم الله من المجرمين لاتخاذك غير القرآن مشرعا و لا حول و لا قوة الا بالله .
التعليقات (0)