مفاهيم جاهلية تهيمن على خطاب
الحركات الإسلامية ؟
من أشد المفاهيم الجاهلية التي تهيمن على خطاب الحركات الإسلامية في العصر الحديث اعتبار قتلاهم "شهداء " ؟
فقتلى " حماس " شهداء " كما قتلى حزب الله اللبناني .. و قتلى إيران
و غيرها من الحركات و الأحزاب و الدول "الإسلامية" ؟
فكل يدعي وصلا بليلى و ليلى لا تقر لأحد من هؤلاء ...؟
لماذا و كيف ؟
نلاحظ بادئ ذي بدء أن كل آيات القتال في سبيل الله ما تنزلت على النبي محمد صلى الله عليه و سلم إلا بعد أن استطاع النبي الكريم و صحابته رضوان الله عليهم ، إنشاء أول دولة في الإسلام إبان ما سمي بالقرآن المدني ...
و لعل أولى هذه الآيات قد تمثلت في الإذن للمؤمنين بالقتال دفاعا عن أنفسهم و عن دولتهم الفتية « أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله » (سورة الحج المدنية الآيتين 39 و40).
إذن شرع القتال للمؤمنين من قبل الله عز وجل بعد أن تمكن المؤمنون من إنشاء أول دولة تدين بالإسلام في جميع مرافق الحياة العقائدية و التشريعية و القضائية و السياسية ... حينئذ أتى أمر الله بالقتال في سبيل حماية المؤمنين و حماية مجتمعهم الإسلامي الفتي من الأعداء المتربصين .. حتى يستطيع المؤمنون عبادة ربهم في أمن و سلام... فأن يقاتل المؤمن لإعلاء كلمة الله و نصرة إخوانه من المؤمنين الموحدين ..تحت راية "دولة التوحيد" فإن مات كان بإذن الله شهيدا " في سبيل الله " ... أما أن يقتل إنسان "انتحارا" أو دفاعا عن وطن أو دفاعا عن بني وطنه .. أو عن حكومات أو دول لا تقيم أي اعتبار لشريعة الله المفصلة في القرآن الكريم فلا يمكن اعتبار موت هذا الإنسان " شهادة في سبيل الله بأي وجه من الوجوه ... بل يعتبر قد ما ميتة جاهلية دون أدنى شك أو ارتياب. ومن له أدنى دليل ضد هذا المعنى فليأتني به ؟
التعليقات (0)