مواضيع اليوم

مفارقات ام تناقضات ..أم ماذا؟

سـامي جلال

2010-06-29 09:26:01

0

تدهور اوضاع العراقيين و صعوبة الظروف المعيشية لهم خارج الوطن, دعا الغالبية العظمى لطلب اللجوء لبلد ثالث عن طريق مراجعة السفارات مباشرةً او عن طريق المفوضية العليا للاجئين الدولية كي يستفادوا من الخدمات التي تقدمها تلك البلدان لذوي الأحتياجات الأنسانية و السياسية و تأمين مستلزمات الحياة اليومية لتمكنهم من ممارسة معيشتهم بشكل طبيعي يتوافق من ابسط شروط العيش حسب المستوى المعاشي لبلدهم من خلال تأمين لهم السكن و مقاعد دراسية لأطفالهم و من ثم تأهيلهم للحصول على العمل , لغاية هنا لست بصدد الحديث عما يعانيه هؤلاء الناس من معاناة و مآسي من ظروفهم الحالية و لكني من خلال لقاءات معينة و تبادل اطراف الحديث اكتشفت بعض المفارقات التي دفعتني لتدوينها حول بعض الأزدواجية و التناقضات التي تحصل لطالبي اللجوء و اللذين تم قبول طلبات لجوءهم.
احدى الحالات المضحكة ان احدهم وصل احدى المطارات الأوربية و اقدم على طلب حق اللجوء في المطار و حين سأله ضابط الجوازات عن جنسيتهِ , أجاب بطريقة ما انه عراقي من أهالي مدينة حلبجة الكوردية و التي قصفت بالأسلحة الكيماوية من قبل النظام السابق في العراق, فأتصل ضابط الجوازات بقسم الترجمة و طلب مترجم كوردي كي يفهم حالة هذا اللاجيء قبل السماح له بالدخول , و حين وصل المترجم و حاول ان يترجم الأسئلة من ضابط الجوازات , اكتشف من لهجة اللاجيء ان لهجتهُ مصرية و لا يتكلم الكوردية اطلاقا , فسأل المترجم اللاجيء انك لا تتكلم الكوردية و لهجتكَ مصرية فأجاب , ياسيدي هو الكيمياوي ابقى فينا حاجه كي اتذكر لغتي الأم....

الحالة الثانية ان احد العوائل التي كانت قد لجأت لإيران و التي قُبلتْ في دولة اوربية عن طريق المفوضية العليا للاجئين الدولية و حين استقر المقام بهم في ذلك البلد جاء الوقت كي يتم تصوير افراد العائلة لأستخراج الهويات لهم مع نسخ اضافية اخرى لمعاملات تتطلبها اجراءات الأقامة في ذلك البلد الأوربي , و حين وصل الأمر لتصوير الزوجة رفض الزوج تصويرها بدون حجاب , و حين اخبرهُ الموظف المختص انهم جلبوا أمرأة لتصوير زوجتهِ و ان قوانين بلدهم لا تسمح بتغطية الرأس ولابد من ان تظهر كلا الأذنيين و الشعر في الصورة و هذا قانون و ليس لديه اي صلاحية بمخالفة القوانيين. فما كان من اللاجيء إلا الرفض و قال بالنص الواحد :- هذا ليس من شأني غيروا قانون بلدكم , بالنسبة لنا هذا خط احمر و كل سافرة هي كافرة و انتم بقوانينكم هذه تكفّروننا عن ديننا , رد الموظف المختص عليه بانهم صاغوا هذه القوانين لأنفسهم بما يتناسب مع دينهم و تقاليدهم ,و ليس لأستقبال اللاجئين , ثم لماذا لم يختر دولة اسلامية لللجوء اليها بدلا من اوربا.
الحالة الثالثة هي ان احد اللاجئين المقيميين في معسكرات الأقامة المؤقتة(وهي عبارة عن شقق سكنية تتكون من غرفة نوم و مرافق و حمام و مطبخ و بعضها اكثر من غرفة نوم حسب نوعية ساكنيها) تشاجر مع شريكه في السكن و اخرجه من الشقة ليلا بسبب ان شريك السكن رفض ان يخرج منها كي يختلي الأخر مع صاحبتهِ , المشكلة ان هذا اللاجيء حين قابلتهُ لجنة المفوضية للاجئين في بلد تواجده حيث كان تركيا , كان يشارك 30 شخصا في سكن لم يكتمل بنيانه و مكانه للنوم كان لا يتجاوز المتر و نصف المتر تحت سقف عتبة سلم بناية الطابق الثاني.

ما تقدم ليس اساءة لأحد غير لتلك النفس التي لا ترتقي لحاجاتها حين تجبرهم الظروف لتقبل واقع مؤلم و التكيف مع واقع جديد, ممكن لا يلبي شروط معيشتنا.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات