مواضيع اليوم

مــا وراء ازمة مراجع الدين

 
أ . لطفي الطائي

لعل الجميع يعلم ان تمرير اي مشروع يصب في صالح اللوبي الصهويني المتامر على الشعوب العربية يؤسس له مقدمات اولها واساسها هي ازاحة المعوقات عن طريقة وتهيئة الاجواء امامه والأبقاء على الجهات الساندة له بشتى الطرق ..
هذه قاعدة سار عليها الاحتلال الامريكي الصهيوني في البلدان المحتلة واهمها العراق فالاحتلال له مشاريع كان ملزما جدا بتنفيذها وله اجنده كانت ملزمة ايضاً بالتنفيذ الا ان مشاريعا توصف ببعيدة الثمار او الاثار وللاحتلال صبراً على نضوجها لذلك لما باشر الاحتلال الامريكي بتنفيذ مشاريعه في العراق بواسطة حاكمه المدني بول بريمر لازلنا نعيش نتائج هذه المشاريع من مجلس الحكم الى الدستور وليومنا هذا والفضل يعود لاجندة الاحتلال من التيارات السياسية والدينية والمؤسسات المكلفة بالسكوت والتبرير لاي مشروع يحتاج تبريراً او سكوتا تجاهه وهكذا تكون مناورات الاحتلال بهذا الاسلوب والمنوال

ومثال ذلك  مناوراته ابان دخوله العراق بخصوص مشروع حل الجيش ووزارة الاعلام، وتهئية مسودة الدستور، وتشكيل الهيئة المستقلة للانتخابات وهيئة النزاهة وغيرها وكلها معدة وفق تقريراً اميركيا وهذا بحد ذاته يحتاج اولا وبالاساس هزة رأس المرجعية بالقبول وفي نفس الوقت تحتاج اميركا للوسيط بينها وبين المرجعية وعلى اعتبار ان المرجع الذي نفخ صيته وصار في الواجهة ووجهوا الاعلام نحو هذا القطب هو السيستاني فكان الليبرالي احمد الجلبي وسيطا بينهم وبين المرجعية التي تبنت القول انها لاتلتقي بأي عنصر من الاحتلال لانها تخشى الاحراج من الرأي العام .
الا ان هذا المشروع كان يحتاج في نفس الوقت ازاحة المعوقات التي تواجهه ومن هذه المعوقات هي الجهات الوطنية التي تقف ضد المشاريع المفخخة والحبلى بالتقسيم والتفرقة .
اذن كل مايكون هناك مشروع يرمى تنفيذه مستقبلا يحاولون كل من سار في نهجهم قبل المباشرة به ازاحة من يتصورون خطورته على مشروعهم ويبقون بل وينفخون المؤمن لمشروعهم ويحافظون على بقاءه مادام  ملتزماً بالسلوك السكوتي والانطوائي ..
والان اتضح ان احداث الرفاعي وحرق مكاتب وحوزات السيد الصرخي تطبيقا لما قلناه وان ازاحة الصرخي ومحاولات نفيه والقضاء على مشروعه الوطني هي مبادرات المؤسسة الدينية التي يقودها السيستاني وابنه محمد رضا وبمساعدة الجهات الامنية المتنفذه والمتواطئة معهم
انا اعتقد ان الوقوف مع الصرخي في هذه الازمة تصب في مصلحة العراق لان مواقفه معتدلة وواضحة تصب في خدمة الشعب وصد الخطر المؤسساتي الذي يباغت مرجعيته بين الحين والاخر هو واجب كل من يتبنى المشروع الوطني في العراق .
انا لاحظت في الاونة الاخيرة اجماع اعلامي على تسقيطه وانهاء سمعته تماماً الا مااستطاع اتباع الصرخي ادراكه ودفع الشبهات والاكاذيب ضده انا اوجه جميع الاعلاميين اعادة النظر في معلوماتهم تجاه الصرخي والتدقيق في التهم التي تشن ضده من ربطه بجند السماء واتهامه بانه لديه اعتقادات فاسدة عليهم تصحيح معلوماتهم عنه ومتابعة موقعه الرسمي ومكاتبه المنتشرة في العراق لمعرفة هل حقا مايقال ضده اولا
.
مكتب الصرخي الذي افتتح مؤخرا في قضاء الرفاعي والذي قام وكيل السيستاني هناك الشيخ عبد الكريم الرفاعي بحرقه واعتقال وكيله واتباعه كان منطلقاً لازاحة الصرخي الا ان حنكة الصرخي وعبقريته حالت دون ذلك بسبب انضباطه والتزامه السلوك القانوني والاخلاقي وان الخطأ الذي كشف وكلاء السيستاني وحنقهم على خصمهم الصرخي هو بروزه بشكل واضح حينما لايوقفهم قدسية المساجد والمصاحف عن حب الانتقام فحرقوا مساجده وحوزاته متناسين ان الصرخي لن يبقى ساكتا حيال انتهاك هذه المقدسات وان اساليبه العلمية والقانونية ستؤل بوكلاء السيستاني نحو الانحدار .
لقد كان ذلك المشروع الذي اتضحت خيوطه عندما منع محافظ الناصرية اتباع الصرخي من مسجدهم الذي يسمى مسجد محمد باقر الصدر في الناصرية وغلقه كانت المبادرة الاولى بازاحة الصرخي وان ساعة الصفر كانت هجومهم وتجييشهم ضد حوزته في الرفاعي ففوجئوا بانهم اوقعوا انفسهم بورطة كبرى حينما احرقوا المساجد والمصاحف واحرجوا السيستاني الذي التزم السكوت حيال هذه القضية وبقيت رقعة سوداء في رداء مرجعيتة السيستاني .
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !