مواضيع اليوم

مغزى سقوط الموساد في دبي(1)

محمد شحاتة

2010-02-21 09:02:08

0

الموساد ..

جهاز المخابرات الإسرائيلي الأشهر ضمن أجهزة المخابرات في العالم ..

تتجلى شهرته في العالم العربي نظراً لأن النسبة الكاسحة من أعماله وملفاته تحمل أسماء وقضايا عربية أو متصلة بها ..
لجهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد ذكريات شديدة الألم في الذاكرة العربية منذ تاريخ أشهر تعاون أو بالأحرى أدنأ تواطؤ مجتمعي عالمي على غرس الكيان الصهيوني اللقيط في رحم الأرض العربية في فلسطين .. ثم صرف الجهود بعد ذلك لاستخراج شهادات اعتماده ..وتعميده..  ونسبه من فوق الصفحات الصفراء والرقع الخضراء المتناثرة على حواف التاريخ السحيق ..

اغتيالات لعلماء .. وتصفيات جسدية لفدائيين .. وقتل بدم بارد لمقاومين. واختطاف لمدنيين وعزل.. وتخريب منشآت .. وإثارة اضطرابات ..وتدمير وثائق.. وإحراق تاريخ وتلاعب في الذاكرة الإنسانية وتحريف في وقائع تاريخية ..

كل ذلك كان بعض مهام أشرس جهاز مخابرات على مدى الستين عاماً السالفة ..

تأسس جهاز الموساد الاسرائيلي على يد المجموعات الأشد دموية وقسوة وإجرام في تاريخ الكيان الصهيوني .. تلك المجموعات التي تتصل جذورها بعصابات الهاجانا وبن جوريون وشتيرن .. تلك العصابات الإرهابية وغيرها والتي بثت الرعب ونشرت الفزع في قلوب شعبنا العربي في فلسطين لحمله على الهجرة من أراضيه وذلك باستخدام أساليب الاغتيالات القذرة والقتل المتعمد في بشاعته والترويع بالتدمير والاختطاف.. 

 وهو ما قامت بعمل مثيله في مصر "فضيحة لافون" وكذا البلاد العربية التي كان فيها مواطنون يهوداً بإحداث اغتيالات لليهود العرب تخريبات لممتلكاتهم بقصد حملهم وإجبارهم على الهجرة إلى أرض "الميعاد" .. كان جهاز المخابرات "الموساد" بمثابة القاسم المشترك في كل تلك الأحداث التي لم تتوقف حتى تحت الهدنة وتحت معاهدات السلام واتفاقيات الكيان الصهيوني مع العرب ..

كان جهاز الموساد ينعق وحده خارج السرب .. يمارس أبشع جرائم التصفيات والاغتيالات والتدمير والإرهاب بقصد أبقاء الذاكرة العربية والوعي العربي في حالة رعب وفزع وخوف من بطش وجبروت وقوة الدولة الصهيونية ..

وتحتفظ ذاكرتنا بعمليات الموساد البشعة والإجرامية ومنها عملية اغتيال الشهيد خليل الوزير في تونس والتي تمت بتسلل عناصر الموساد عن طريق البحر إلى سواحل تونس ودخول الأراضي التونسية وصولاً إلى البطل الفلسطيني خليل الوزير وتصفيته هناك ثم العودة ..

وكذا عمليات تفجير مهندس الانتفاضة والمقاومة الفلسطينية يحيى عياش عن طريق زرع متفجرات بكرسي السيارة الجالس عليه وقيل بتفخيخ تليفونه المحمول ..

وكذا محاولة قتل خالد مشعل بالأردن ولولا القبض على عنصرين منهم وتهديد ملك الأردن لاسرائيل مما أجبرها على ارسال الترياق والمصل الذي نجا به خالد مشعل من الموت ..

وأخيراً دس السم للزعيم الفلسطيني ياسر عرفات والذي انتهى بوفاته واستشهاده ..

وما بين تلك الأحداث والعمليات القذرة لجهاز الموساد الإجرامي فقد خسرت الأمة العربية أعداداً هائلة من خيرة شبابها الغض العبقري وفدائييها وخبرائها وعلمائها في كافة المجالات العسكرية والنووية والذرية والهندسية والعلمية عامة بقصد إبقاء العرب في حالة ضعف واستكانة و المحافظة في مواجهة العرب كافة على تفوق الكيان الصهيوني اللقيط مدعوماً تسليحياً وتقنياً ومادياً وإعلامياً ودولياً بلا حساب وبلا حدود من قوى الغرب الازدواجية الظالمة وأخصها أمريكا وفرنسا وانجلترا وهولندا وغيرها ..

تلك العوامل ساهمت في خلق أسطورة الموساد الاسرائيلي جهاز المخابرات الأشرس واليد الطولى للكيان الصهيوني والتي تمتد خارج الجيتو الذي يحتوي جيفتها لتصل على أي مكان بالعالم براً وبحراً وجواً ..

ولكن يبدو أن العملية الأخير ة القذرة والتي قام بها الموساد ونفذها على أرض الإمارات العربية المتحدة " دبي" تحديداً حين قامت مجموعة من عناصر الموساد بتعقب أحد رموز المقاومة الفلسطينية محمد المبحوح عضو حركة المقاومة حماس أثناء تواجده بأحد فنادق "دبي" وقامت عناصر الموساد الاسرائيلي بتصفية محمد المبحوح بغرفته بالفندق عند طريق انتحال إمرأة ضمن مجموعة الاغتيال صفة عاملة بالفندق وطرقت على الباب وفور فتح المبحوح الباب عاجله أفراد الموساد بصعقة بجهاز صاعق وثم حقنوه بحقنة سامة سريعة المفعول وسريعة الذوبان في الدم ثم أغلقوا الباب وراءهم وتسللوا من الفندق بهدوء وغادروا جميعهم "دبي" عائدين إلى وكرهم بالكيان الصهيوني اللقيط ..

وتم اكتشاف مقتل المبحوح وإذاعة نبأ استشهاده وتوجهت أصابع الاتهام إلى الكيان الصهيوني اللقيط الذي لم ينفي الخبر ولم يثبته في الحال بينما بدأت الحكومة الصهيونية تنتشي كعادتها في عشرات المئات من هكذا عمليات كما بدأت في تناول كأس الزهو والانتشاء .. ولكن قبل أن تقرب الكأس من فمها الذي غرست منه نابها السام في جسد محمد المبحوح تكسرت الكأس على وقع البيانات الصادرة من "دبي" والتي تذيع على العالم أجمعه وقائع العملية القذرة بكافة تفاصيلها بالصورة الحية من لحظة وصول مجموعة الموساد القذرة إلى أرض مطار دبي الدولي مروراً بتواجدها بالفندق وكذا تصفية المبحوح حتى مغادرتها أراضي دبي ..

مع نشر صور وكافة بيانات أفراد المجموعة القذرة والتي ثبت استخدامها جوازات بريطانية وفرنسة وبولندية شكلت فضيحة دولية هزت أرجاء العالم ووضعت الكيان الصهيوني والدول المساندة له والمتواطئين معه من عملاء فلسطينيين قيل أنهم ساهموا في إتمام العملية القذرة بتصفية المبحوح ..

التداعيات خطيرة ..والعملية الأخيرة كشفت الكثير عن ترهل جهاز الموساد الصهيوني .. وأماطت اللثام عن حقيقة وضع الكيان الصهيوني ..وقزمته في حجمه الصحيح ..وأزالت الغمامة عن العين العربية المأخوذة بخرافة وأسطورة الكيان الإجرامي ..

واقعة "دبي" الهامة ربما ستؤرخ "في الوقت الراهن" كأول ضربة عربية كاشفة عن السوس الذي نخر في عظام الكيان الاسرائيلي .. وسترسل برسائلها عميقة المعنى والمغزى لجبهات المقاومة والمواجهة على الصعيد العربي بدءاً من المقاومة في فلسطين ومروراً بحزب الله ولبنان وسوريا وانتهاء بالوطن العربي جميعه في تحديد علاقته بالكيان الصهيوني في ضوء هذا الحدث الهام الأخير ..

وهو ما سنفرد لدلالاته مساحة أخرى قادمة إن شاء الله ..




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !