الحقيقة صدمنى جدا كما صدم الكثير من ابناء التيار الاسلامى برمته ترشيح المهندس خيرت الشاطر لرئاسة الجمهورية.
عندماجائنى الخبر ظللت اصرخ واقول : اين المصداقية ,هذا انتحار, هذا خطأ كبير ,وتملكنى الخوف جدا من هذا القرار الصادم والمفاجئ والذى اقل ما اراه مغامرة قاتلة.
ولكن عندما خرج علينا المؤتمر الصحفى واستجمعت افكارى ولملمت شمل نفسى انزل الله علىَّ السكينة ورأيت ما يلى:
1-قرار عدم الترشح من قبل كان قرار تحت ضغط الظروف وغير نابع من رغبة الجماعة الحقيقية وحكمه حكم المكره فى الاسلام .
2- كنت اؤيد الشيخ حازم حتى الآن ليس لاقتناعى الكامل به لمناسبة مثل هذا المنصب,ولكن لانه كان افضل المرشحين فى نظرى حتى تلك اللحظة وكنت اقول الى وقت قريب الحقيقة انه لايوجد ولا مرشح على الساحة يصلح لحكم مصر, حتى جاء ترشح الشاطر .
3- اتخاذ الجماعة هذا القرار فى هذا الوقت يدل على ان هناك مخاطر كبيرة جدا تراها الجماعة على الافق لتُقبل على مثل هذا القرار الخطير والذى يعتبر مغامرة بكل المعانى.
4- المهندس خيرت الشاطر هو الوحيد من بين كل المرشحين الذى لم يطلب الترشح انما دفعته اليه الجماعة دفعاً,وكما قال نبينا الحبيب (ص) الحديث فى
البخارى باب من لم يسأل الإمارة أعانه الله عليها:
يا عبد الرحمن لا تسأل الإمارة ، فإنك إن أعطيتها من غير مسألة أعنت عليها ، وإن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها ، وإذا حلفت على يمين ، فرأيت غيرها خيرا منها ، فأت الذي هو خير ، وكفر عن يمينك
عبدالرحمن بن سمرةالمحدث:البخاري - المصدر:صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم:6722
خلاصة حكم المحدث:[صحيح]
ونلاحظ سبحان الله فى هذا الحديث انه جمع لنا كل القضية فهو يتحدث عن من هو اولى بالامارة وايضا عن اليمين والعدول عن الرأى الى الرأى الصواب وهذا يرد على كل من يرمى الاخوان بالكذب ,فالكذب يكون فيما مضى وليس فيما سوف يكون فما سوف يكون من الممكن العدول عنه الى الاصوب.
5- المهندس خيرت الشاطر من الناس المتوافق عليها من الاخوان والسلفيين وهو شخصية ادارية عظيمة من الدرجة الاولى وله خبرة كبيرة وعلم كبير وادعوكم الى التعرف عليه وعلى سيرته الذاتيه اكثر عن طريق الانترنت وانتم متجردين من اى مؤثر وان تفكروا فقط فيمن يصلح لحكم مصر .
6- ترشح احد افراد الاخوان يعنى انه سيكون هناك فريق عمل متكامل لنهضة مصر لخبرة الجماعة فى العمل الجماعى مما يساعد على الاصلاح بإذن الله .
7- الكلام على استحواذ الاخوان على السلطة يبدو من الوهلة الاولى كلام منطقى, ولكن نقول ان جماعة الاخوان هى الكيان الوحيد المتجانس والمتوافق والمخلص والذى ولائة للوطن والذى قدم تضحيات حقيقية هو والعديد من التيارات الاسلامية ولكن الاخوان يتميزون عنهم بالتنظيم والاعتدال ,وهم قد وجدوا ان من مسئوليتهم ان يتحملوا مسئولية الاصلاح بعد ان وجدوا ان جميع القوى السياسة تتعدد ولائاتها مما يدخل البلاد فى مراحل اخرى من الظلام بعد ان بدأنا نرى ضوء الفجر فهو تكليف ومسئوليه وليس تشريف وامارة .
و جماعة الاخوان هى جماعة منظمة ولها مشروع نهضوى تضحى من اجله منذ ما يقرب من القرن من الزمان ولها رؤيه اسلامية معتدله ومتوازنه.
والجماعة لم تتخذ مثل هذا القرار الا لامر جلل.
والحقيقة ان رساله المجلس العسكرى قد وصلت وفهما الاخوان على وجهها الصحيح فرشحوا واحد منهم ,لان التاريخ من قبل علمهم ان دعمهم لمرشح غير اخوانى مخاطرة كبيرة بالجماعة وبمصر ,فجمال عبد الناصر صعد الى حكم مصر على اكتاف الاخوان وكانت النتيجة عقود من السقوط.
سيقول قائل انك امعة ,كيف غيرت رأيك بهذه السهولة؟؟
اقول له:
ان يد الله مع الجماعة ونبينا الحبيب (ص) كان ينزل على اجماع الصحابة حتى وان كان مخالفا لرأيه.
ان من عوامل نجاح جماعة الاخوان هو الطاعة والاجماع ,فقوة اى مجموعة مثل الجيوش تبنى على الطاعة وليس افضل من جماعة او جيش هدفه رايه لا اله الا الله.
وان الانسان المخلص المتجرد من الاهواء لا يتعصب لرأى او مذهب انما ينزل عند رأى الجماعة لان القوة فى رأى الجماعة وليست فى التفرق.
واذا كنا متجردين حقاً فلننظر من هو افضل المرشحين ونؤيده ولا تأخذنا الحمية فإن الله ساءلنا يوم القيامة.
وكما قال تعالى:" فلما فصل طالوت بالجنود قال ان الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فانه مني الا من اغترف غرفة بيده فشربوا منه الا قليلا منهم فلما جاوزه هو والذين امنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده قال الذين يظنون انهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله والله مع الصابرين"
ففى هذه الآية العظيمة درس كبير وعظيم فى معنى الطاعة خاصة عندما يتعلق الامر بمصير امه فالطاعة تدل على التجرد وتجمع وتقوى الامة انما عندما يعجب كل مرء برأية تتشرذم الامه وتتفرق ويصبح القضاء عليها سهلا.
فالله تعالى فى هذه الايات جعل القائد والملك يطلب من الجيش الطاعة فى امر غير منطقى ليختبر طاعتهم وولائهم للجيش وللوطن ولله.
هل هناك مخاوف من ترشح الشاطر؟؟
الحقيقة هناك العديد من الخطاوف لا شك ومنها:
1- تفتت اصوات الاسلاميين .
2- فقد الاخوان المصداقية .
3- الصدام مع المجلس العسكرى .
ولا ننسى ان هناك مخاوف ستكون موجوده عند ترشيح او تأييد اى مرشح لانه بشر وقلوب البشر تتغير.
هى حقاً مغامرة كبيرة ولكن ما اجمل المغامرة فى سبيل الله.
نسأل الله ان يولى من يصلح.
التعليقات (0)